دعا في افتتاح مؤتمر رؤساء البعثات الدبلوماسية إلى اظهار صلابة الموقف الخليجي الموحد

سمو الأمير: الكويت تنعم بوحدة وطنية عالية وحياة ديموقراطية أساسها الدستور والعدالة واحترام حقوق الانسان

تصغير
تكبير


شدد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على ان الكويت تنعم بوحدة وطنية عالية وحياة ديموقراطية نفخر ونتمسك بها اساسها الدستور والعدالة واحترام حقوق الانسان، داعيا ديبلوماسيي الكويت إلى تحرك واسع لنقل الصورة المشرقة للكويت.**

ونبه سمو الأمير في كلمة في افتتاح مؤتمر رؤساء البعثات الدبلوماسية السابع الذي أقيم تحت رعاية سموه وحضوره في قصر بيان إلى اننا «نواجه تحديات عدة في مسار عملنا الاقتصادي لعل في مقدمتها اعتمادنا على مصدر دخل واحد، الامر الذي لا يدعو للاطمئنان ولا يحقق السلامة في تعاملنا مع اعباء ومسؤوليات ينبغي علينا تحملها للارتقاء بوطننا».


وفي ما يلي نص كلمة سموه في افتتاح المؤتمر:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أصحاب السمو والمعالي والسعادة، أبنائي وبناتي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 يسرني أن ألتقي بكم في حفل افتتاح مؤتمركم السابع لرؤساء البعثات الدبلوماسية الكويتية وأن أشارككم هذا التجمع الذي يشدني اليه تاريخ طويل عايشت أيامه بسعادة مع أبناء واخوة أعزاء وهو بلا شك يمثل ايضا فرصة سانحة للالتقاء باخوانكم المسؤولين في وزارة الخارجية والوزارات والمؤسسات الأخرى في الدولة لتتبادلوا معهم وجهات النظر بما يخدم مصلحة العمل وبحث المعوقات التي تواجهونها وايجاد السبل الكفيلة للارتقاء بعملكم الدبلوماسي لتتمكنوا من تحقيق الأهداف والغايات التي نسعى جميعا لتحقيقها خدمة للمصالح العليا لوطننا العزيز.

أبنائي وبناتي

 يأتي انعقاد مؤتمركم هذا في ظل ظروف ومتغيرات سياسية اقليمية ودولية يمثل بعضها تحديات غير مسبوقة وكانت منطقتنا الأكثر تأثرا بها اضافة الى أزمة اقتصادية عالمية طالت اثارها سائر دول العالم لتضعنا أمام واقع سياسي واقتصادي لا مجال فيه الا للعمل الجاد والدؤوب والتعامل معه بأقصى درجات الاحساس بالمسؤولية.

انكم مدعوون لان تنقلوا للعالم صورة الكويت الناصعة البلد المسالم الكبير بطموح ابنائه الساعي دائما لمشاركة المجتمع الدولي فى الجهود الرامية لنشر السلام بين الشعوب وتحقيق الشراكة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة في مجالات التنمية والبناء والمساهمة مع الاسرة الدولية في حل الكثير من النزاعات التي تهدد السلام في العالم والمشاركة في الجهود الهادفة للقضاء على ظاهرة الارهاب والسعي لمكافحة الفقر والامراض والنقص في الغذاء والمياه والطاقة وتحقيق التنمية المستدامة والاستثمار في الانسان وايلاء المرأة وحقوقها ودورها في المجتمع اهتماما مضاعفا يليق بالمكانة المرموقة بها. ولعل نشاط الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ومساهمات الكويت في المؤسسات الدولية اسطع دليل على هذا النهج، كما ان دعوتنا مؤخرا الى قمة لحوار التعاون الاسيوي ما هي الا تجسيد لقناعتنا باهمية مد جسور التعاون بين الدول الاسيوية وتحفيز العمل بينها والرقي به الى مجالات ارحب تحقيقا للمصالح المشتركة لدول القارة.

ابنائي وبناتي

 انكم مطالبون بتحرك دبلوماسي واعلامي واسع لنقل الصورة المشرقة لبلدكم الكويت وابراز ما تنعم به من وحدة وطنية عالية وحياة ديمقراطية نفخر ونتمسك بها اساسها الدستور والعدالة واحترام حقوق الانسان.

 اننا نواجه تحديات عدة في مسار عملنا الاقتصادي لعل في مقدمتها اعتمادنا على مصدر دخل واحد، الامر الذي لا يدعو للاطمئنان ولا يحقق السلامة في تعاملنا مع اعباء ومسؤوليات ينبغي علينا تحملها للارتقاء بوطننا. وانتم ومن خلال تواجدكم في مختلف دول العالم ينبغي لكم نقل تجارب الدول الاخرى في مجال تنويع مصادر الدخل والبحث في مجالات الطاقة المتجددة للاستفادة منها بغية تطوير شراكة استراتيجية مع تلك الدول.

ابنائي وبناتي

 لقد اطلقنا منذ زمن نهجنا في الدبلوماسية الاقتصادية ايمانا منا بانها ستحقق لنا المصالح العليا التي ننشدها لاقتصادنا وستتيح لنا افاقا متعددة للتعامل مع معطيات العالم الاقتصادية الاخرى، فليس معقولا ولا مقبولا ان نرى هذه التطورات الاقتصادية المتسارعة في العالم وان لا يكون لنا معها تفاعل يتحقق من خلال الدبلوماسية الاقتصادية وتوفير كل مقومات النجاح اللازم لها، وهو ما يلقي على كاهلكم مهمة شرح النقلة الاقتصادية التي تنشدها الدولة وابراز ما اتخذته الحكومة من خطوات قانونية وتشريعية والبدء في تنفيذ حزمة من المشاريع التنموية الكبرى تهدف الى اتاحة الفرص الاستثمارية والتجارية للقطاع الخاص وللمستثمرين الاجانب .

 ابنائي وبناتي ان الدبلوماسية الكويتية امانة في اعناقكم عليكم رعايتها ودعمها وتحقيق متطلبات النجاح لها بالعمل على تجسيد توجهات الدولة ورعاية مصالح ابنائها وان تضعوا دائما في اذهانكم ان هذه الدبلوماسية بما تمثله من مفاهيم نيرة وقيم حضارية راقية تمثل خط الدفاع الاول عن امن الكويت ومصالحها، وان النجاح الذي حققتموه عبر مسيرتكم الدبلوماسية هو محل اشادة وتقدير يضاعف من مسؤولياتكم ويضعكم امام استحقاقات عليكم الوفاء بها واشيد هنا بالجهود المتميزة التي يبذلها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وحرصه المتواصل على الارتقاء الدبلوماسي ورعاية جهودكم.

ابنائي وبناتي

 ان التطورات المتلاحقة في منطقتنا والتحديات التي نواجهها اليوم تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان عملنا الخليجي المشترك هو خيار لا بديل عنه ينبغي علينا العمل على دعمه وتعزيزه في كافة المجالات وعليكم ومن خلال عملكم الدبلوماسي اظهار صلابة الموقف الخليجي الموحد وابراز دور الكويت ومشاركتها الفاعلة في قضايا امتينا العربية والاسلامية والقضايا الاقليمية والدولية.

 نسأل المولى تعالى ان يوفقكم لكل ما فيه خير ورفعة شأن وطنكم الكويت وان يحقق لمؤتمركم كل النجاح والتوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي