السنغال تستفيد من الاتحاد الافريقي لتحقيق نموها الاقتصادي وتعاونت مع الهند لوضع خطة للعودة إلى الزراعة، ولم تحصل من المؤتمر الإسلامي على أكثر من مليارين ونصف المليار دولار لمكافحة الفقر مقابل عشرة مليارات طلبتها.
البوسنة والهرسك تسعى لتوقيع معاهدات مهمة مع الاتحاد الأوروبي لتطوير اقتصادها، أما ساحل العاج فقد شكرت الدول التي وقفت معها في عملية البحث عن السلام (أغلبها دول غير مسلمة)، أما كازاخستان فقد بينت بأن هناك 60 دولة تستثمر في اقتصادها النامي (أكثرها دول غير مسلمة) مع أنها تصدر عشرة ملايين طن من الحبوب الزراعية التي نحن في أمس الحاجة اليها، كانت هذه بعض التقارير التي عرضها مندوبو الدول الإسلامية في المنتدى الاقتصادي الإسلامي الدولي الرابع في الكويت، فكل دولة من الدول الإسلامية لجأت إلى دول أو منظمات غير مسلمة لانقاذ نفسها من الفقر أو لتطوير استثماراتها ودفع عجلة التنمية فيها، وبعضها قد وقف بباب الدول الأوروبية ينتظر ان يفتح له القوم أبوابهم ليلج إلى الرفاه الاقتصادي مثل تركيا، وبعضهم يعيش على المساعدات الأميركية والروسية والأوروبية، بينما ينساب الماء من حولنا زلالاً دون ان نستطيع الوصول اليه.
فكما ذكر الملك عبدالله الثاني بأن 57 دولة إسلامية لا يزيد انتاجها على إنتاج فرنسا وحدها، وان 70 ألف شاب عربي من حملة الشهادات (ربع الخريجين) يهاجرون سنويا إلى خارج العالم الإسلامي ويشكلون أفضل العمالة التي تعتمد عليها تلك الدول.
من يصدق بأن العالم الإسلامي الذي يبلغ عدد سكانه خمس سكان العالم ومساحته ربع (مساحة) العالم ويمتلك من الخدمات اضعاف اضعاف ما تمتلكه معظم البلدان الاخرى، لكنه يمثل هرم الفقر والمجاعة والأمية والفساد السياسي والاقتصادي، وهو بؤرة لأغلب الصراعات المسلحة في العالم؟!
جزى الله خيرا قيادتنا الحكيمة على تنظيم ذلك المنتدى على الأقل ليلتقي الأشقاء ويتدارسوا احوالهم وما وصلوا إليه، وجزاهم الله خيرا على التبرع لانشاء «صندوق الحياة الكريمة» بمساهمة مئة مليون دولار، وقبلها تعهدت الكويت بالمساهمة بثلاثمئة مليون دولار في مؤتمر المنظمة في مكة المكرمة.
صحيح ان هذه مبالغ متواضعة ولكنها تعبر عن تعاطف شديد مع قضايا الأمة الإسلامية وتحفز الدول الإسلامية الاخرى لمزيد من التبرع مصداقا لقول الحكماء: أشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام.
د. وائل الحساوي
[email protected]