5 قتلى و586 مصاباً في بور سعيد والجيش ينفي الاشتباك مع الشرطة

«ثورات متنقلة» تضرب المدن المصرية

تصغير
تكبير
 | القاهرة - من محمد الغبيري وإبراهيم جاد |

رغم ثقل حصيلة القتلى التي بلغت خمسة والجرحى التي كانت بالمئات، لم تكن بورسعيد وحدها المدينة المشتعلة في مصر، اذ توترت الأجواء في شوارع وميادين وكباري القاهرة، حتى وصل هذا التوتر إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون، وفي الإسكندرية عاود الألتراس الظهور، وبقيت حركة قطارات الوجه القبلي مجمدة.

وتصاعدت حدة الاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين في بورسعيد، التي انتفضت بعد نقل المحكومين في مذبحة استاد المحافظة إلى سجن وادي النطرون. ونفى الجيش حدوث اشتباكات بين قواته وقوات الشرطة، بينما استمر المتظاهرون في رشق القوات بالطلقات النارية والحجارة والمولوتوف طول نهار امس.

وقالت الصحة المصرية، إن الاشتباكات بين الأمن والآلاف من أهالي بورسعيد أوقعت 5 وفيات بينهم مجندان لوزارة الداخلية و586 مصابا بينهم 16 بطلقات نارية و27 بطلقات خرطوش.

وقالت الوزارة في بيان ان مجنديها قتلا بطلقات نارية مجهولة المصدر بالرقبة والصدر، وقالت وزارة الدفاع إن ضابطا في الجيش برتبة عقيد أصيب بطلق ناري في الساق في الأحداث.

وقال شهود عيان إن أهالي السجناء في أحداث استاد بورسعيد أمام مديرية الأمن اشتبكوا مع قوات الأمن لليوم الثاني، وحاولت قوات الأمن منعهم من اقتحام المديرية ودخلوا في حلقات كر وفر امتدت إلى الشوارع المحيطة، وطالب حزب «6 أبريل» بممر آمن لإجلاء المدنيين من مناطق الاشتباكات.

وتحت شعار «منصورة.. يا بورسعيد» نظم التيار الشعبي بزعامة حمدين صباحي سلاسل بشرية ووقفات احتجاجية في القاهرة والغربية والإسكندرية والبحيرة ودمياط والقليوبية والمنوفية، تضامنا مع أهالي المنصورة وبورسعيد، ضد ما سماه بالعنف والقمع الأمني، ودعما لدعوات العصيان المدني. وردد المشاركون هتافات: «الشعب يريد إسقاط الإخوان» و»يسقط حكم المرشد»، وطالبوا بإقالة وزير الداخلية وتقديم قيادات الأمن إلى المحاكمة الجنائية.

ونفى الناطق باسم القوات المسلحة العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، حدوث أي اشتباكات أو تبادل للنيران بين عناصر وزارة الداخلية وعناصر من الجيش أمام مديرية أمن بورسعيد، وقال إن المعلومات في هذا الشأن غير صحيحة شكلا وموضوعا، مضيفا أن المناوشات بين المتظاهرين وعناصر وزارة الداخلية أسفرت عن إصابة قائد قوة التأمين التابعة للقوات المسلحة «بطلق ناري في الساق».

وناشد المتحدث شعب بورسعيد عدم مهاجمة مبنى المحافظة أو المنشآت التي تؤمنها عناصر الجيش الثاني الميداني حفاظا على أرواح المواطنين والممتلكات العامة، بينما تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على حريق قام المحتجون بإشعاله في حديقة داخل مقر مديرية الأمن.

وفي منطقة الخانكة، شمال شرقي القاهرة، أشعلت مجموعة من الصبية النار في مقر خدمي لجماعة «الإخوان».

وعلى كورنيش النيل بالقرب من السفارة الأميركية في القاهرة أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع على متظاهرين احتشدوا، مساء أول من أمس وفي الساعات الأولى صباح امس في الشارع المؤدي إلى فندقي سميراميس وشبرد، في حين تجمهر المئات في اتجاه وزارة الداخلية بالقرب من ميدان التحرير قبل اشتباكات خفيفة مع الشرطة، وتقدمت قوات الأمن المركزي المكلفة بحماية الداخلية وأقامت حواجز حديدية في بداية 5 شوارع مؤدية للوزارة، إلا أن المتظاهرين توقفوا عند الحواجز ولم يحاولوا اقتحامها أو إزالتها.

وقال المركز الإعلامي للداخلية إن مجهولين اعتدوا بالعصي والشوم والأسلحة البيضاء على خدمات المرور في محاور ميدان التحرير، وأغلقوا منافذ الميدان أمام حركة السيارات. وصدرت تعليمات بسحب خدمات المرور تجنبا للتصعيد وأن الشرطة تحاول أن تنأى بنفسها عن الدخول في الحسابات السياسية، واضطرت قوات الأمن إلى إطلاق قنابل الغاز والاشتباك مع متظاهرين بإشعال النيران في سيارتين، إحداهما تابعة لقوات الشرطة أمام المتحف المصري بميدان التحرير فتراجع المتظاهرون لميدان عبدالمنعم رياض.

واغلق عدد كبير من العاملين في مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأبواب، وتظاهروا لتأخر مستحقاتهم، وطالبوا بإقالة وزير الإعلام، ومنعوا ضيوف البرامج وقيادات المبنى من الدخول.

وقال مدير الإعلام في الداخلية اللواء عبدالفتاح عثمان إن الحلول الأمنية لحل التوترات في البلاد لم تعد مجدية وان الوزارة في حاجة ملحة إلى دعم سياسي لمنع المواجهات بين الشعب والشرطة.

ونظم العشرات من شباب جبهة الإنقاذ بمركز ومدينة أوسيم بالجيزة وقفة احتجاجية أمام مقر ديوان مجلس المدينة لرفض أخونة الدولة والدعوة للاستجابة لدعوات العصيان المدني وطالبوا بتطهير الدولة من حكم الإخوان المسلمون الذين وصفوه بالفاشي.

وفي الإسكندرية، عاود «ألتراس أهلاوي» الظهور وقطعوا عدة طرق، وتظاهروا أمام مقر البنك المركزي في المدينة.

وفي المنصورة قال مدير أمن الدقهلية اللواء سامي الميهي إن قواته أوقفت عناصر من خارج المحافظة اعترفت بقيام أشخاص بتمويلها للمشاركة في التظاهرات، وناشد الأهالي التهدئة مع الشرطة معتبرا أن رسالة الأمن هي حماية المواطنين والمنشآت دون النظر لأي انتماءات سياسية، نافيا إطلاق الخرطوش أو الرصاص الحي.

وقطع عشرات المتظاهرين في مدينة المحلة الكبرى الشوارع الرئيسية، وأضرموا النيران في إطارات الكاوتشوك، ووضعوا قطعا خرسانية بعرض الطريق، ما أدى إلى تكدس السيارات وتوقف حركة المرور، مطالبين بإسقاط نظام الإخوان ورحيل الرئيس محمد مرسي، وحملوا لافتات كتبوا عليها: «نعم للعصيان المدني لإسقاط نظام الإخوان ـ يسقط حكم المرشد والإخوان ـ متظاهرو المحلة ومتظاهرو المنصورة إيد واحدة».

وتوقفت حركة قطارات الوجه القبلي، فيما توقف خط الزقازيق أحد الخطوط الفرعية للوجه البحري، بسبب تجمهر واعتصام عدد من الأهالي على شريط السكك الحديد احتجاجا على نقص السولار والبنزين.

الى ذلك تحركت تظاهرة أمس من مقر اعتصام الضباط الملتحين في محيط وزارة الداخلية إلى محيط مجلس الشورى، وهتف الضباط: «يا إخوان: يا مسلمين.. فين الدين؟».

وفي مدن الطور وشرم الشيخ وسانت كاترين جمد الضباط والأفراد العمل وأغلقوا الأقسام، اعتراضا على سوء الحالة الأمنية.





السيسي زار العقيد المصاب



 القاهرة - من أحمد عبدالعظيم :

زار القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي أمس، قائد قوات التأمين في مدينة بورسعيد العقيد شريف جودة العرايشي، والذي يرقد في مستشفى الحلمية العسكري، إثر إصابته بطلق ناري في أحداث بورسعيد، معربا عن تقديره للعقيد ولرجال القوات المسلحة في دورهم الوطني والقومي من أجل مصر.

كما قام رئيس الأركان الفريق صدقي صبحي بزيارة العرايشي، قبيل الجراحة التي أجريت له عقب إصابته بطلق ناري في ساقه اليمنى، الأمر الذي تسبب في إحداث كسر مضاعف في عظمة الساق.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي