في تاريخ 13/ 10/ 2012 نشرت الصحف الكويتية نقلا عن مصادر تربوية بأن هنالك تحركا من قيادات المناطق التعليمية لاحتواء ظاهرة الغياب الجماعي للطلبة وتحديدا في الايام التي تسبق او تلي العطل الرسمية، وذكرت بأن تلك القيادات قد طالبت الادارات المدرسية باعداد احصائيات تفصيلية وبشكل يومي عن عدد الحضور والغياب الذي شهدته المدارس قبل عيد الاضحى الشريف، النتيجة هي ان بعض المدارس قد بلغت فيها نسبة الحضور صفرا في المئة.
وقد اعلنت مدير منطقة العاصمة التعليمية يسرى العمر قبل اربعة اشهر بأنهم سيطبقون خطة محكمة لمواجهة ظاهرة الغياب الجماعي قبل وبعد العطل تتضمن تطبيق لائحة غياب على الطلبة بحزم واعداد جداول اختبارات تمنع الغياب، ولكن كانت النتيجة في حضور 30 في المئة في المرحلة الثانوية فقط فترة ما بعد عيد الاضحى، اما العطلة الاخيرة فأتصور بأن نسبة الحضور لم تتعد العشرين في المئة في معظم المراحل وذلك منذ بداية الفصل الثاني وحتى اليوم (حتى على مستوى الجامعة والتطبيقي).
وفي دراسة للجمعية الكويتية الوطنية التنموية لتلك الظاهرة تبين بأن 30 في المئة من المدرسين والمدرسات يستغلون الاجازات القصيرة في السفر خارج الكويت، كما تبين بأن للمدرسين ولأولياء الامور دورا كبيرا في التحريض على غياب الطلبة.
المشكلة الاهم هي ان الغياب قبل وبعد العطل لا يقتصر على الطلبة ولكنه يمتد الى قطاعات واسعة من الموظفين في القطاع الحكومي، فمن يصدق بأن 64 ألف موظف قد حصلوا على إجازات مرضية خلال عطلة الاحتفالات بالمناسبات الوطنية، وهل يعقل ان يمرض هذا العدد من الناس في يومين، اللهم إلا ان يكون هنالك وباء عام قد اكتسح الكويت - لا قدر الله؟! وهل نلوم الأطباء على هذا التساهل المخل في اعطاء الاجازات المرضية، ام هل نلوم الموظفين أم نلوم نظامنا الاجتماعي الذي يشجع على البطالة المقنعة والتسيب في كل شيء؟!
انا بصراحة لا املك الجواب وان كنت اعتقد بأن المناخ السياسي الرديء الذي اوصلنا اليه السياسيون من مجلس وحكومة هو المسؤول عن هذه النتيجة، من صراعات وعدم استقرار وتشكيلات حكومية تتوالى علينا اسرع من لمح البصر، وتعطل لخطط التنمية واحاديث متواترة عن فساد كبير وسرقات على اعلى المستويات وفوق كل ذلك محاباة واضحة في التوظيف والترقيات والمكافآت يراقبها الجميع ويموتون حسرة على بلادهم التي تحولت الى مرتع للفوضى والفساد!!
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com