غداة تجاوُز المواجهة بين الأسير و«حزب الله»

صيدا أمام 3 سيناريوات... أحلاها «التوتر القائم»

تصغير
تكبير
| بيروت - من محمد دهشة |

دخلت صيدا غرفة العناية الفائقة سياسياً وأمنياً حتى إشعار اخر، يحاصرها التوتر الامني المذهبي في كل حين وينذرها بالشرّ المستطير، بعدما بقيت الازمة مفتوحة بين امام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الاسير الذي طالب بقفل شقق تابعة لـ «حزب الله» في منطقة عبرا شرق صيدا قريبة من مسجده وبين الحزب الذي رفض الانصياع الى الطلب باعتبار انه سيجرّ مطالب اخرى وستكرّ «السبحة»، ما يعني «بداية نهايته» في المدينة بعد اجباره على ازالة كل اللافتات والشعارات الصفراء من المدينة في اعقاب حادثة تعمير عين الحلوة التي سقط فيها اثنان من انصار الاسير في نوفمبر الماضي.

صحيح ان صيدا التي تتميّز بأنها عاصمة الجنوب اللبناني وبالتداخل اللبناني الفلسطيني والاسلامي المسيحي والسني الشيعي، تجاوزت «قطوع» الجمعة بسلام بعدما حال الجيش اللبناني الذي حوّل منطقة عبرا ما يشبه الثكنة العسكرية دون التصادم المباشر بين الطرفين، الا ان اوساطا صيداوية تؤكد ان القضية لا تتعلّق بـ «رمّانة» الشقق السكنية بل هي قصة «قلوب مليانة»، اذ يسير الاسير بخطى تابثة نحو وقف ما يعتبره تمدد النفوذ الشيعي في صيدا عبر ما يطلق عليه «حزب ايران»، رافعاً شعار «انتفاضة الكرامة»، في اشارة الى كرامة اهل السنّة الذين «يعتبرون انفسهم مستضعفين في لبنان» بعد اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري الذي كان يمثل مرجعية سنية قوية قادرة على ارساء معادلة التوازن في لبنان على كل المستويات.

وبرر الاسير عدم تنفيذ تحركه الاحتجاجي نحو الشقق السكنية في عبرا كما كان وعد انصاره عقب صلاة الجمعة بان «حزب الله» «تهرب من المواجهة ودفع بالقوى الامنية والعسكرية الى مواجهتنا»، قائلا: «ليس لنا مصلحة بالمواجهة مع القوى الامنية»، متحدثاً عن «سيناريو» للايقاع به في «مشروع فتنة» تحرف الانظار عن معركته مع الحزب.

بيد ان الاسير نفسه لم يعط «إشارة اطمئنان» الى ان فتيل التوتر قد سُحب، فألمح بوضوح الى انه قرر تأجيل التحرك في اتجاه «الشقق المشبوهة» وليس الالغاء، متسائلا: «كم سيطوّقوننا شهراً او شهرين، ولكننا في نهاية الامر سنقفل الشقق التي امتلأت بالسلاح»، كاشفا عن تحركات تصاعدية لتحقيق المطلب، وداعيا انصاره الى الاستعداد لاعتصامات مفتوحة.

ويتداول الصيداويون بسيناريوات ثلاثة يمـــــكن ان تحصل: الاول هو وقوع مواجهة مباشرة بيــــن الطرفين وهـــــو الامر مســـــــتبعد حالياً، ذلك ان الاسير الذي كتب وصيته وسلمها لمقربين لتحفيز انصاره، يدرك جيداً حقيقة ان المواجهة حالياً مستبعدة بل صعبة وتكاد تكون مستحيلة، فحزب الله ابدى اكثر من مرة حرصه على عدم الاستدراج للوقوع في اي فتنة، وفي حال اقدامه فانه على قناعة بان الانفجار سيمتدّ الى كافة المناطق السنية في لبنان كارتداد طبيعي للاحتقان المذهبي المتصاعد، وعلى خلفية المواقف السياسية التي أطلقها علماء السنّة بدءا بـ داعي الاسلام الشهال، مروراً بالشيخ سالم الرافعي.

اما السيناريو الثاني، وهو القائم حاليا فيقوم على ان يبقى الجيش اللبناني والقوى الامنية في حال استنفار دائم، على قاعدة ضرب طوق امني على الاسير ومسجده وحماية الشقق السكينة واتخاذ اجراءات امنية حول المجمعات التابعة لـ «حزب الله» وشد الخناق السياسي على الاسير وتقييد حركته كما فعل مجلس الامن الفرعي في الجنوب اذ ابلغ الى امام مسجد بلال بن رباح قبيل التحرك بضرورة ان يكون الاعتصام داخل حرم المسجد حصراً مع التشديد على منْع اي ظهور مسلح او خروج لعناصر امنية تابعة له خارج نطاق المسجد وان التعليمات الامنية المشددة اعطيت الى القوى العسكرية والامنية بوجوب التعامل بحزم وجدية ومسؤولية مطلقة امام اي محاولة لخرق هذه التدابير انسجاما مع القرارات الصادرة عن المجلس الاعلى للدفاع وتعليمات وزير الداخلية والبلديات.

اما السيناريو الثالث والاخير، فهو ان تحصل المواجهة بين الاسير نفسه والقوى السياسية الصيداوية الحليفة لـ «حزب الله « وهو ما بدأ «التنظيم الشعبي الناصري» يلمح اليه اذ هدّد امينه العام اسامة سعد وللمرة الاولى بانه «في حال قالت الدولة أنا لم أعد قادرة على تحمل المسؤولية، فسنرى حينذاك ما سنفعل، لأننا معنيون بحماية الأمن والاستقرار وحماية السلم الأهلي وخياراتنا الكبرى».

صيدا امام هذه السيناريوات الثلاثة، في اختبار حقيقي بين مساعي التهدئة التي تقودها القوى الاسلامية اللبنانية والفلسطينية وبين توتير محتمل يبدو غير بعيد، فهل تنجح المدينة في الانتصار على محاولة تفجيرها والفتنة المذهبية، ام تسقط مجددا في المحظور لتنطلق منها مجددا شرارة الاحداث اللبنانية كما كان الحال في العام 1975 حين استشهد الزعيم الوطني معروف سعد والذي تحيي صيدا ذكراه اليوم وإن اتخذت شكلا مختلفاً هذه المرة؟





«لوقف تسليم الناشطين للنظام وسنحاسب كل مَن أخطأ بحق شعبنا»



«الجناح الإلكتروني للثورة السورية»

يخترق موقع وزارة الداخلية اللبنانية



بيروت - «الراي»:

فجأة وجدت وزارة الداخلية اللبنانية نفسها مساء الجمعة أمام «خرق الكتروني» نفّذته مجموعة تطلق على نفسها «الجناح الالكتروني للثورة السورية» لموقعها على الانترنت متوجهة إلى الوزير مروان شربل برسالة تطلب منه «حماية الناشطين السوريين وعدم تسليمهم إلى النظام السوري كي لا تتم تصفيتهم».

واشارت الرسالة التي ظهر في أعلاها علم الثورة السورية يتوسطه الطفل الشهيد حمزة الخطيب إلى أن «الناشطين الذين يتم ترحيلهم إلى سورية يقتلون على الفور»، محملين شربل كامل المسؤولية، ومتوعّدين «بمحاسبة كل انسان اخطأ بحق الشعب السوري سواء كان داخل سورية ام خارجها».

وفي حين شكر البيان الدولة اللبنانية على احتضان النازحين السوريين وجّه تحية إلى «أبطال وأسود السنة في طرابلس»، مطالبا الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله بعدم إرسال عناصره إلى سورية للقتال بل القيام بـ «أعمال جهادية» في إسرائيل.

واذ اكد البيان ان الثورة السورية ستنتصر، انتهى بالاعتذار من الشعب اللبناني «المتعاطف مع الثورة السورية» عن عملية الإختراق الإلكترونية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي