| علي سويدان |
هل صحيح علمياً أنه إذا كان الرأس أكبر من الجسم يكون ذلك دليلاً على ذكاء الكائن الحي؟! فالحمار مثلاً رأسه كبير نسبة إلى جسمه، ويهمنا أن نُصحح المعلومة التي تقول إن الحمار غبي، إنه من أذكى الحيوانات؛ إنه يسكتُ ويُطيل التأمل لأنه صبورٌ جداً وليس لأنه غبي، لذلك علينا أن نتوقف عن استخدام كلمة حمار في سياق الذم أو الشتم.
إن ما تمر به أمتنا اليوم مدعاة للقلق على مستقبلها القريب، فمستقبلها البعيد أمره مرتبط بحيثيات قادمة، أما على المدى المنظور فإننا أمام تشرذم وتقطيع لأوصال الأمة، وربما يكون النظام في سورية هو آخر معاقل الأمة كوجودٍ قومي وحتى ديني، يعني لا يظن أحد أن سقوط النظام السوري أو الدولة في سورية يعني تعزيز الوجود الديني في المنطقة أو فيه دعم للسطات الإسلامية الجديدة في المنطقة، إن ما بقي من دول في المنطقة العربية سواء دول تظن أنها باقية أو دول ترتجف خوفاً من زوالها، كلها في حال يُرثى لها حال سقوط سورية ونظامها.
لقد قرعنا جرس الخطر منذ اندلاع ما يُسمى بثورة الياسمين في تونس، وظن الإخوة في مصر أنَّ الأمر مرتبط بزوال الرئيس حسني مبارك، والآن الكل يرى بأُم عينه أن الأمر متكرر تجاه أي حاكم سواء محمد مرسي أو غيره، والأمة غير مدربة أو معتادة على الممارسات المدنية في دائرة الديموقراطية، ولن تصل الأمة إلى هذا المستوى المطلوب مدنياً عن طريق الفوضى الخلاقة التي تريدها أميركا، ربما يكون من حق شعب مصر العظيم أن يحكمه رجل عظيم، وما دامت الفوضى هي سيدة الساحة فليس بقاء محمد مرسي رئيساً أمراً فرضاً ولا واجباً ولا حتى سنة مؤكدة!!
Swaidan9@yahoo.com