| د. تركي العازمي |
في علم الرياضيات وحتى «حسبة بدو...» يبقى الرقم صفر ثابتا أمام جميع العلماء لا يقبل القسمة عليه... واللا إنجازات تبقى أشبه بالصفر لا يمكن أن نكسب رضا الشعب من «الدندنة» عليه فهو حديث غير مسموع وغير مفهوم!
يقول النائب السابق مسلم البراك «إن العيب أن يكون الإنسان سيئ السمعة و«حرامي» ومزوراً» وهو في قوله هذا يذكرنا بقصيدة للأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد «احترامي للحرامي»!
عفوا مسلم البراك... العيب فينا نحن أبناء هذا المجتمع، فقد كنا قبل عدة عقود شعباً لا نقبل الإساءة اللفظية والفعلية وما أن تبدر من فرد ما إساءة إلا وتجد أقرباءه يتوجهون له بالعتب كي لا يتكرر الفعل «المعيب»!
تغيرنا وقبلنا عوامل التغيير «زينها وشينها» وأصبحت ثقافتنا مختلفة تماما عما كنا عليه وحتى لو رجعنا إلى الأرفف وقرأنا الأبحاث التي تتحدث عن الظواهر الدخيلة فإننا مع الأسف نعلم علم اليقين بأنها مستمرة ولا موقف لها!
ليس العتب في الباحثين وأنا أحدهم لكن أصحاب القرار تركونا هناك بعيدا عن الطريق المؤدية إلى حسن السمعة، والنزاهة، والعمل الأخلاقي، حتى المعارضة اجتمعت واختلفت في ما بينها ولم تستمع للشباب باستثناء قبول المسيرات في المناطق السكنية التي نحن من منظور أخلاقي لا نقبل بها!
عودوا إلى رشدكم... هذا ما نستطيع توجيهه للجميع، فالأنفس عندما تركت لعوامل الشحن والضغط النفسي أصبحت تحرك أصحابها بشكل غير معلوم النتائج، وهو أمر طبيعي في ظل العنف الذي نلاحظه من وزارة الداخلية...!
العيب فينا... نحن من أدخلنا القبيلة، الحزب، الفئة، المذهب، والمصالح في طبيعة تعاملنا مع مجريات الأمور ولم نحتكم لدولة القانون ولم نجد حوكمة وردعا حتى صارت جزءا من صراع البعض « الله يهديهم»!
والعيب كذلك لا يشترى... فمن غير المعقول منطقيا أن تشتري صاحب الفكر، لكن التداعيات الأخيرة جعلتنا نذهب بعيدا عن حدود المنطق، فكم من فرد تغيرت مفاهيمه رأسا على عقب، ولا تسأل فالسؤال يعاقب عليه والتزم الصمت : هذا هو حالنا!
يحق لنا أن نحلم في دولة وشعب من دون عيوب... والتغيير سهل جدا جدا جدا متى ما وجدت القناعة في التغيير للأفضل!
يحق لنا العتب على اخوتنا لمضيهم في اتباع سلوكيات غير مقبولة اجتماعيا... من هو المستفيد!
إنها حقوق دستورية، وأخلاقية خلفها لنا الأجداد وأضعناها نحن في عصر التكنولوجيا الحديثة غير المستغلة استغلالا حسنا. والله المستعان!
Twitter: @Terki_ALazmi
terki.alazmi@gmail.com