علي فرزات فاز بجائزته لسنة 2012

قداس «سياسي ـ شعبي» في بيروت بالذكرى السابعة لغياب جبران تويني

تصغير
تكبير
| بيروت ـ «الراي» |
كأنّه الأمس قبل سبعة أعوام. في صبيحة ذاك اليوم «المشؤوم» دوى الانفجار في محلة المكلس (شرق بيروت)، وتصاعد الدخان الاسود الذي انقشع على جريمة اغتيال جديدة ذهب ضحيّتها النائب جبران تويني، رابع رجالات «انتفاضة الاستقلال» الذي يسقط بعد رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والصحافي سمير قصير والأمين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي.
في ذاك اليوم اتّشح ديك جريدة «النهار» بالسواد لكنه بقي «يصيح» وإن بصوتٍ «جريح» لم تبلسم الاعوام السبعة «ندوبه» الماثلة دائماً في وجوه العائلة الصغيرة وأسرة الصحيفة العريقة التي كان جبران «عقلها وقلبها».
امس، كان موعد «التحية والوفاء» لـ «فارس الكلمة»، الذي «استعاده الأحبة» لوقت قصير من «احضان السماء» و«استعاروه» من قافلة شهداء «ثورة الأرز» و«أحيوه» ذكرى في قداس اقيم في كنيسة مار متر - الأشرفية التي لطالما راود جبران حلم ان يُحمل اليها على الأكف شهيداً، فتحقق الحلم - الكابوس.
الجميع حضروا، «رفاق الثورة» الذين غاب بعضهم في الجسد نتيجة التهديدات الامنية التي عاد «شبحها» بقوّة بعد سبعة اعوام، والعائلة الصغيرة، الزوجة سهام والتوأمان الطفلتان ناديا وغابرييلا، والابنتان نايلة وميشيل. وحده الوالد «العملاق» غسان تويني لم يكن على الموعد للمرة الاولى منذ العام 2005، لانه بات وجبران «جيران» في السماء التي صارت تحتضن مع رحيله في الـ 2012 عائلة بكاملها خطفها الموت التراجيدي الواحد تلو الآخر، من طفلته نايلة التي صرعها المرض العضال وكانت بعد في السابعة، وزوجته ناديا التي استسلمت امام المرض نفسه، ونجله مكرم الذي لاحقته «لعنة» الموت الى فرنسا حيث قضى بحادث سير، واخيراً جبران الذي كان الأب المفجوع ودّعه في الكنيسة نفسها العام 2005 داعياً الى التسامح والتعالي عن الاحقاد، مضيفاً بعينين دامعتين: «من القسوة ان اقف في المكان نفسه مودّعاً الوالد والولد».
وفي القداس الذي حضره ممثلون لرؤساء الجمهورية البرلمان والحكومة، اضافة الى حضور شعبي كثيف وترأسه ميتروبوليت بيروت وتوابعها لطائفة الروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، قال الأخير في عظته «جبران كان عالماً انه مهدد بالموت، لكنه لم يتورّع لحظة الى حيث يجب أن يذهب لخلاص وطنه وفدائه»، مضيفاً: «سبع سنوات مرّت ويبقى السؤال: ماذا تغيّر في هذا الوطن الذي أحبّه جبران؟ وهل تغيّرت أرضنا أم انها لا تزال الى دماء تهرق لتزهر العدالة والمحبة والسلام والاحترام المتبادل؟». وتابع: «يحزّ في نفسي اننا لم نتقدّم خطوة الى الأمام كي لا نقول اننا تراجعنا، فأمننا لا يزال في خطر، والدليل على ذلك الانفجار الأخير الّذي أودى بحياة الشهيد وسام الحسن ورفيقه وسيدة فاضلة. الإحتقان الطائفي ما زال يهدد حياتنا وشبح الإغتيالات ما زال يرعبنا، أما وضعنا الاقتصادي فمن سيئ إلى أسوأ».
كما كانت كلمة لكريمة جبران، ميشيل، التي قالت: «صعب ان تمر 7 سنوات وان يبقى حراً طليقاً من تآمر عليك وعلى وطننا، وكل من خطط ونفذ الجرائم الارهابية. لكن المعزي اننا نعلم ان هروبهم من عدالة الارض مدة من الزمن، لا يعفيهم من عدالة السماء».
وفي المناسبة، اصدر الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري بيانا جاء فيه: «في مثل هذا اليوم المشؤوم اغتال نظام القتل والإجرام النائب الصديق جبران تويني، ظناً منه أن هذا الاغتيال سيوقف مسيرة السيادة والاستقلال والحرية التي أشعلها جبران بقسمه الشهير في ساحة الحرية يوم الرابع عشر من مارس المشهود». اضاف: «اليوم يفتقد اللبنانيون والعرب كلمات جبران المدوية في نصرة الحرية ويتهيبون غياب هذا الشاب الذي كان سبّاقا في إضاءة مشاعل التمرد على أنظمة القمع والاستبداد ويستعيدون مواقفه وحماسته في سبيل تحفيز مظاهر الربيع العربي، لا سيما في سورية الشقيقة وسائر الأرجاء التي عانت لسنوات طويلة من أساليب الظلم».
يذكر انه في الذكرى السابعة لاغتياله، سلّمت «النهار» جائزة جبران تويني لسنة 2012 الى رسام الكاريكاتور السوري علي فرزات، تقديراً لالتزامه «فضح تجاوزات السلطة والنظام السوري» ما استجلب له اعتداء تخلله تكسير عظام اصابعه لحرمانه القدرة على الرسم لكنه استمر في رسومه.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي