في جامعة الكويت والمعاهد التطبيقية يروي الطلاب والطالبات ألف رواية ورواية عن فساد بعض الأساتذة... يتحدثون عن أساتذة يتعاملون مع الطالبات بحسب «البنية التحتية» لكل طالبة! وممكن جدا أن يفاجأ الطلبة بزميلة لهم في نفس المادة، اختفت بعد المحاضرة الأولى، ثم عادت في موعد الاختبار، وحصلت على تقدير +A والأجر على الله.
يتحدث الطلبة أيضا عن حكايات أخرى يشيب لها الغراب. يقولون إن بعض الأساتذة، عندما لم يجدوا من يردعهم، تمادوا وأصبحوا يقترفون جرائمهم في وضح النهار، وعلى عين التاجر والطالب. بل وتمادت الطالبات «الشخلعيات» أيضا بطريقة مقرفة. وسخرت إحدى الشخلعيات من زميلتها التي لامتها لسوء سلوكها ونبهتها إلى أن الطلبة يتحدثون عن علاقتها مع الدكتور بسوء، فردت الطالبة «الصايعة» بالحرف الواحد على زميلتها: «والله يا حبيبتي مو ذنبي إذا شكلي يعجب الدكتور، ويعزمني على سهراته. ولعلمج الـ(A) هنيه (وأشارت إلى فتحة جيبها)»! وبالفعل كانت الـ(A) هناك. لكن ليس في فتحة جيبها بالتأكيد.
حكاية أخرى أيضا رواها لي بالأمس أحد المعيدين عن طالبة عبقرية (هي الآن معيدة في القسم) حصلت على أعلى الدرجات في شهادتي البكالوريوس والماجستير. ولأن جامعة الكويت لا تمنح شهادة الدكتوراه، فقد تقدمت بطلب بعثة للخارج. ومضت ست سنوات، ولا تزال أختنا بانتظار بعثتها! حاربوها لسببين: الأول، كونها تعتمد على عقلها ومجهودها لا بنيتها التحتية. والثاني، خوفا على كراسيهم من المتفوقين من أمثالها... ذبلت ورود طموح الفتاة وأُحبطت عندما قرأت أسماء المبتعثين فوجدتهم كلهم أقل منها درجات! هذه السنة أحبطت أكثر من أي سنة مضت عندما ابتعثوا ثلاثة من زملائها وزميلاتها - في القسم - للخارج، كلهم أقل منها مستوى ودرجات، وكلهم من عائلة واحدة. ولا تزال هي تنتظر دورها. وستنتظر كثيرا لأنها لا يمكن أن تزور رئيس القسم في شقته مساء هكذا تسير بعض الأمور في الجامعة التي أصبحت بمنزلة كوبا، والدكاترة بمنزلة كاسترو. وإن لم يتدارك الأساتذة الشرفاء سمعة مؤسساتهم التعليمية فلن يفرق الناس غدا بين الجامعة والمعاهد التطبيقية وبين شارعي الهرم ومحمد علي باشا.
ولو أرادت وزيرة التربية التأكد من صحة هذه الروايات وغيرها، فلتستدعِ الطالبات المشكوك في تقديراتهن المرتفعة، ولتطلب إجراء اختبارات لهن بإشرافها هي بنفسها، ولتقارن حينها بين نتائجهن الكارثية وتقديراتهن الخيالية. ولتستدعِ الوزيرة بعض الطالبات العفيفات اللواتي عوقبن لعفتهن، ولتستمع لما يقلنه بسرية تامة لتعرف «البير وغطاه». وإذا أرادت الوزيرة مواصلة «التطهير العرقي للفساد» فلتجرِ اختبارات لبعض الدكاترة أنفسهم وستكتشف حينها بأن بعض الدكاترة «ماكو شيء»! وستكتشف أيضا بأن هؤلاء لا يجيدون سوى محاربة المتميزين خوفا على كراسيهم... هذا «إذا» أرادت الوزيرة. وطبعا «إذا» هي أداة شرط تنصب المشروط وتغضب النواب. أو بعض النواب.
محمد الوشيحي
[email protected]