رؤى / تكتيكات فارغة
سهيلة غلوم حسين
| سهيلة غلوم حسين |
التوترات والصراعات السياسية المستمرة اصطبغت بتساؤلات تسترعي الانتباه الى مدى ترابط الحراك المفتعل على الساحة، **مع ما ستؤول اليه المرحلة المقبلة من تغيرات وتحديات ومنعطفات.
كثيرون لا يستبعدون أبداً أن تكون الرياح التي تعصف بالبلاد مخططآ لها، ومعدآ توقيتها من قبل الممسكين بخيوط اللعبة وينفذ حيثيات السيناريو أشخاصاً اختلط عندهم مفهوم الوطنية بل أصبح هدفهم اختلاق المزيد من المشاكل والصراعات لإرهاق البلد وشغله عن تفكير التخطيط للمستقبل وعرقلة المشروعات التنموية والاستثمارية الكبيرة، التي تهدف الى تنويع مصادر الدخل المعتمد بشكل أساسي على النفط المعرض للنضوب.
إن الوضع البائس الذي يعيشه الكويتيون في هذه الآونة لا علاقة له بالدستور أو الإصلاحات، لأن ما رأيناه ولمسناه وبات مكشوفاً للملأ من تكتيكات استخدمت خلال المسيرات، يدل على أن أيادي خارجية لعبت الدور الأكبر في هذا الموضوع وهناك البعض يأخذه الحماس ويندفع نحو المجهول بسبب مشكلات يعايشها ظناً أنها مشكلات يعاني منها الجميع فتختلط لديه الأوراق أمام الرغبة في تقليد الآخرين ولا يفرق بين المشكلات وتداعياتها أو بين الثوابت والمتغيرات.
الكويت دولة تتمع بالحرية السياسية وتتميز بحرية فكر ورأي وتعبير وحريات عالية وبنظام ديموقراطي عصري في منطقة الخليج بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام مازال الكثيرون يحسدوننا على تلك المميزات، كما أن الدولة عمدت الى بناء علاقات فريدة من نوعها مع دول العالم واتسمت بدفء الروابط السياسية والاقتصادية والإحترام المتبادل بين الدول والشعب.
وطننا الذي نعتز ونتفاخر يمّر بأزمة حقيقية ستؤثر على الوضع العام نتيجة التحديات المقبلة النابعة من صميم الداخل من أجل تغيير وجه المنطقة، وإذا لم يكن هناك استعداد سياسي موحد بين أبناء البلد الواحد والاصطفاف الوطني لمواجهة التسونامي السياسي الضارب عرض الحائط التقاليد والعادات وإعادة الاستقرار بالسبل الآيلة الى رسم خارطة سلام، وتغليب صوت الحكمة وتحري المصلحة والوحدة الوطنية والتماسك الإجتماعي وإقفال الأبواب أمام من يسعى للتحريض وإثارة الفتن لتفكيك وحدتنا الوطنية وتهديد النسيج الاجتماعي لبلادنا الحبيبة فعلينا وعلى الجميع السلام.
لا ريب أن المشاريع المشبوهة التي تفترش طرق الدول الآمنة انتشرت روائحها النتنة وباتت ظاهرة للعيان ومن المفترض أن لا نلوم أصحاب المصالح الخارجية على ما تهيىء لبلدنا الحبيب من داء لنشر أمراض الفساد بقدر ما نلوم أبناء الوطن الذين يتغنون بالبلد في الظاهر ويلعنون خيره ويطعنونه في ظهره لأن المشروع القائم والمدعوم من دول محيطة يحاول الدخول الى التغيير من قنوات قانونية ودستورية ستحمل البلد أعباء لا ترحم، عندئذ سيقف أبطال المسيرات مشدوهين أمام المصائب التي أضفت عقدة أخرى وعندها يصعب الحديث عن آلية الحلول وفك عقدة الندم، فيا أبطال المسيرات تحرروا من عقدكم قبل فوات الأوان.
سهم
مضحك أمر بعض الذين يحذرون من إدخال البلد في دهليز مظلم ويحاضرون عن المخاوف المقبلة والرياح والشتاء البارد والصقيع السياسي المتوقع، وفي المقابل يحضون زوارهم على رفض كل أنواع التعديلات وتجاوز القوانين والخروج عن الطاعة وتأييد النزول الى الشارع «سياسة غير مفهومة» .
* كاتبة كويتية
suhailasep@hotmail.com
التوترات والصراعات السياسية المستمرة اصطبغت بتساؤلات تسترعي الانتباه الى مدى ترابط الحراك المفتعل على الساحة، **مع ما ستؤول اليه المرحلة المقبلة من تغيرات وتحديات ومنعطفات.
كثيرون لا يستبعدون أبداً أن تكون الرياح التي تعصف بالبلاد مخططآ لها، ومعدآ توقيتها من قبل الممسكين بخيوط اللعبة وينفذ حيثيات السيناريو أشخاصاً اختلط عندهم مفهوم الوطنية بل أصبح هدفهم اختلاق المزيد من المشاكل والصراعات لإرهاق البلد وشغله عن تفكير التخطيط للمستقبل وعرقلة المشروعات التنموية والاستثمارية الكبيرة، التي تهدف الى تنويع مصادر الدخل المعتمد بشكل أساسي على النفط المعرض للنضوب.
إن الوضع البائس الذي يعيشه الكويتيون في هذه الآونة لا علاقة له بالدستور أو الإصلاحات، لأن ما رأيناه ولمسناه وبات مكشوفاً للملأ من تكتيكات استخدمت خلال المسيرات، يدل على أن أيادي خارجية لعبت الدور الأكبر في هذا الموضوع وهناك البعض يأخذه الحماس ويندفع نحو المجهول بسبب مشكلات يعايشها ظناً أنها مشكلات يعاني منها الجميع فتختلط لديه الأوراق أمام الرغبة في تقليد الآخرين ولا يفرق بين المشكلات وتداعياتها أو بين الثوابت والمتغيرات.
الكويت دولة تتمع بالحرية السياسية وتتميز بحرية فكر ورأي وتعبير وحريات عالية وبنظام ديموقراطي عصري في منطقة الخليج بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام مازال الكثيرون يحسدوننا على تلك المميزات، كما أن الدولة عمدت الى بناء علاقات فريدة من نوعها مع دول العالم واتسمت بدفء الروابط السياسية والاقتصادية والإحترام المتبادل بين الدول والشعب.
وطننا الذي نعتز ونتفاخر يمّر بأزمة حقيقية ستؤثر على الوضع العام نتيجة التحديات المقبلة النابعة من صميم الداخل من أجل تغيير وجه المنطقة، وإذا لم يكن هناك استعداد سياسي موحد بين أبناء البلد الواحد والاصطفاف الوطني لمواجهة التسونامي السياسي الضارب عرض الحائط التقاليد والعادات وإعادة الاستقرار بالسبل الآيلة الى رسم خارطة سلام، وتغليب صوت الحكمة وتحري المصلحة والوحدة الوطنية والتماسك الإجتماعي وإقفال الأبواب أمام من يسعى للتحريض وإثارة الفتن لتفكيك وحدتنا الوطنية وتهديد النسيج الاجتماعي لبلادنا الحبيبة فعلينا وعلى الجميع السلام.
لا ريب أن المشاريع المشبوهة التي تفترش طرق الدول الآمنة انتشرت روائحها النتنة وباتت ظاهرة للعيان ومن المفترض أن لا نلوم أصحاب المصالح الخارجية على ما تهيىء لبلدنا الحبيب من داء لنشر أمراض الفساد بقدر ما نلوم أبناء الوطن الذين يتغنون بالبلد في الظاهر ويلعنون خيره ويطعنونه في ظهره لأن المشروع القائم والمدعوم من دول محيطة يحاول الدخول الى التغيير من قنوات قانونية ودستورية ستحمل البلد أعباء لا ترحم، عندئذ سيقف أبطال المسيرات مشدوهين أمام المصائب التي أضفت عقدة أخرى وعندها يصعب الحديث عن آلية الحلول وفك عقدة الندم، فيا أبطال المسيرات تحرروا من عقدكم قبل فوات الأوان.
سهم
مضحك أمر بعض الذين يحذرون من إدخال البلد في دهليز مظلم ويحاضرون عن المخاوف المقبلة والرياح والشتاء البارد والصقيع السياسي المتوقع، وفي المقابل يحضون زوارهم على رفض كل أنواع التعديلات وتجاوز القوانين والخروج عن الطاعة وتأييد النزول الى الشارع «سياسة غير مفهومة» .
* كاتبة كويتية
suhailasep@hotmail.com