كسب مبلغا قدره 200 ألف يورو في سابقة قضائية

تعويض تاريخي لفرنسي قال إن عقاراً طبياً أحاله مثلياً

تصغير
تكبير
| لندن - من صلاح أحمد (إيلاف) |

رفع فرنسي دعوى قضائية على شركة صيدلة عملاقة وانتزع منها تعويضا يقارب 200 ألف يورو بعدما نجح في إثبات أن عقارا من إنتاجها أصابه بالإدمان على الجنس المثلي والقمار.

القضية تخص ديديير جامبار (52 عاما) الذي قال إنه كان مواطنا مثاليا وزوجا ووالدا سعيدا في مدينته نانت في غرب فرنسا. لكنه ما ان انتظم في تناول عقار يسمى «ريكيب» لتخفيف أعراض مرض «باركينسون» حتى فُتحت شهيته للجنس المثلي والمقامرة الى حد الإدمان. وبلغ به الأمر حد بيع لُعب أطفاله من أجل إشباع رغباته والإعلان عن نفسه على الإنترنت من أجل ممارسة الجنس مع الراغبين من الرجال.

ويعتبر قرار المحكمة الصادر في مدينة رين ضد شركة «غلاكسو سميث كلاين» البريطانية العملاقة سابقة في تاريخ القضاء. ووفقا للصحف التي تداولت النبأ فقد انخرط جامبار في البكاء في أحضان زوجته مع إصدار القرار بتعويضه (في محكمة الاستئناف التي لجأت اليها الشركة) عن إحالة حياته «جحيما» بسبب تناوله ذلك العقار.

وكانت محكمة سابقة انتصرت لدعواه الرامية الى تحميل الشركة وعقارها مسؤولية تغيّر سلوكه الشخصي المعتاد. فحكمت له بتعويض قدره 117 ألف يورو، لكن الشركة المعروفة بمختصر اسمها GSK وظفت جيش محاميها للاستئناف ضد هذا الحكم.

على أن محكمة الاستئناف - في نهاية مشوار قضائي دام سبع سنوات - أتت لها بنبأ أسوأ وهو أن هذا التعويض نفسه مجحف في حق جامبار، فرفعته الى 197 ألفا و469 يورو. وبررت هذا بأن ثمة دليلا «يثبت بما لا يدع مجالا للشك في أن عقار الشركة وحده المسؤول عن التغيّر الغريب في مسلك جامبار».

ونقلت وسائل الإعلام قول هذا الرجل خارج مبنى المحكمة: «كانت تلك سبع سنوات عجاف قاتلنا فيها بمواردنا المحدودة من أجل اعتراف شركة غلاكسو سميث كلاين بأنها حطمت حياتنا كأسرة عادية لأنها أخفت الحقيقة عنّا. لكنني سعيد اليوم بأن العدالة عادت الى مجراها الطبيعي، وسعيد من أجل زوجتي وأبنائي. ففي نهاية هذا المطاف الطويل، أستطيع أخيرا النوم وأن أبدأ بناء حياتي من جديد».

لكنه أضاف قوله إن التعويض «ليس كالمال الذي يناله الإنسان بتذكرة يانصيب لأنه لن يكون قادرا على إرجاع كل تلك السنوات الضائعة». وقال: «صحيح إنني حصلت على تعويض كبير من الناحية المادية. لكن هذا لا يعني أنني خرجت من الجحيم إذ ليس بوسع الإنسان أن ينسى شيئا كهذا».

ويذكر أن جامبار، الذي كان محترما في مجتمعه كونه مديرا بنكياً وعضوا في المجلس البلدي في نانت، بدأ تناول عقار «ريكيب» في 2003. فراح مسلكه يفلت من يده بسرعة حتى صار مدمنا للقمار والجنس المثلي. ولكي يشبع رغباته المكلفة راح يختلس أموال البنك ويسرق من زملائه وأصدقائه وجيرانه ويبيع ما يضع يده عليه داخل داره بما في ذلك لُعب ولديه.

وظل هذا الوضع على حاله حتى بلغ إجمالي ما قامر به نحو 82 ألف يورو صرف جلها في كازينوهات الإنترنت. وكان في الوقت نفسه يبحث عن الجنس الرجالي برغبة طاغية لا يقوى على كبح جماحها. فراح يعرض جسده على مواقع المثليين وانتهى به الأمر ذات مرة الى اغتصابه على حد قوله.

وقال إن الجزء العسير بالقدر نفسه كان إخفاء كل هذا عن أسرته. ولم يأت هذا المسلك الغريب عليه الى ختام إلا عندما قرأ على الإنترنت في 2005 أن ثمة رابطاً بين عقار «ريكيب» ومختلف أشكال الإدمان فتوقف عن تعاطيه. وعندها فقط بدأت حياته تعود الى عهدها القديم.

يذكر أن شركة «غلاكسو سميث كلاين» أقرت للمرة الأولى في 2006 بأن لعقارها أعراضا جانبية غير حميدة. وأخذت هذه في حالة جامبار شكل إدمان الجنس المثلي والقمار. على أن تاريخ 2006 نفسه كان متأخرا سنوات بالنسبة له. ومع ذلك فهو يقول إن العقار - كمخفف لأعراض باركينسون «ربما كان الأكثر فعالية بين المطروح من عقارات. لكن أعراضه الجانبية مصيبة كبرى».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي