| مشعل الفراج الظفيري |
واهم من يعتقد أن مسلسل الاحتقان السياسي في الكويت قد انتهى بعد حكم المحكمة الدستورية، فما زالت هناك فصول ومشاهد بأبطال وكومبارسية جدد تسدد رواتبهم من أموال الدولة الخاصة والعامة، وقد أضحت ساحة الإرادة كأحد المسارح الرومانية التي ما أن ينتهي فيها نزاع حتى يتم تجميع الناس لنزاع آخر وكأننا أغبياء يوهموننا بزخرف القول غرورا. ولا أخفيكم سراً أن الكل وليس البعض يتقاتل من أجل مكاسب شخصية تعتمد على لغة العناد لتحقيق الانتصار المنشود، أما المطبلون من الجهتين فهم مستفيدون من أحبارهم ورهبانهم وكل حاجاتهم ماشية في جميع الدوائر من دون استثناء حتى صاروا من علية القوم فلا ينظرون لنا.
الواجب على حكومتنا المتخبطة الخائفة المترددة أن تدرس الحالة النفسية لشباب ساحة الإرادة فتعالج الخلل وتعيد ثقة هؤلاء الشباب فيها وبرأيي أن هؤلاء الشباب يمكن تصنيفهم إلى ثلاث مجموعات:
المجموعة الأولى هي من فقدت الثقة بالحكومة لغياب العدالة الاجتماعية وعدم احتضان الدولة لقدراتهم ومواهبهم فتركتهم لبعض الحركات كنهج وحشد وغيرهم، فأثبتوا قدراتهم الإبداعية وذاقوا حلاوة الانتصار بعد أن اطاحوا برئيس الوزراء السابق، ناهيكم عن قتل الحكومة لطموحهم فمنهم من كان يحلم بأن يكون مهندساً أو ضابطاً أو طياراً أو حتى ديبلوماسيا الإ أن الواسطة كانت هي سيدة القرارات، والطامة أن بعض نواب الغالبية كانت لهم اليد الطولى في ظلمهم ولكنها الحكومة التي لا تستطيع حتى الانتصار لأبناء البلد فتكون هي حمالة الأسية.
المجموعة الثانية هي شيع وفرق مؤيدة لبعض النواب، فلو ذهب هذا النائب إلى لعب المقصي في شرق لوجدتهم هناك يصفقون له، فهم مهووسون بنوابهم واقتحام المجلس خير دليل وهؤلاء لا يمكن التعامل معهم أبداً حتى لو غير النواب قبلة صلاتهم.
المجموعة الثالثة وهي مجموعة الأكشن والإثارة لأنها تعاني من وقت فراغ غير طبيعي وتتلذذ بالحضور لمثل هذه الندوات، فهي في بعض الأوقات عروض حية ومباشرة للإثارة وبالمجان، وهم كذلك لا يمكن التعامل معهم الإ إذا قرر أحد الوزراء عمل ندوة حماسية في ساحة الإرادة يتهم فيها بعض النواب بالتمصلح والنفاق وتكون هذه الندوة تحت عنوان «من صادها عشا عياله وربعه».
إذاً على الحكومة أن تستهدف المجموعة الأولى لأنها الأعقل وصاحبة المنطق وذلك من خلال تحقيق العدالة الاجتماعية وأن توضع المعايير لاختيار من تنطبق عليهم الشروط من غير واسطة أو محسوبية حتى على الأقل يكون الولاء للوطن بدلاً من الولاء للأشخاص الذين وضعوهم في هذه الأماكن، كما أنه على الحكومة أن تعمل على رفاهية الناس وتطور البنية التحتية المتهالكة ليشعر الناس بالتطور العمراني وأن تشكل لجان طارئة لإصلاح الملفين التعليمي والصحي، وأن تكون هناك حلول واقعية لمشكلة الإسكان تقسم على فترة زمنية لا تتجاوز الخمس سنوات، وأخيراً على الحكومة أن تضع حلاً للازدحام المروري، فالناس تشتم الحكومة وهي في طريقها إلى العمل بسبب هذا الازدحام والغريب أن الإصلاحات لا تبدأ إلا مع العام الدراسي!
وأنا أتفكر بحال شباب ساحة الإرادة وصلني خبر أن الحكومة المصرية أدخلت بعض نصوص الإنجيل إلى منهج التربية الوطنية في المرحلة الثانوية، والشيخ محمد المنجد كان يحذر الناس من التصويت لأحمد شفيق لأنه يريد إدخال الإنجيل لوزارة التربية والتعليم، فسبحان الله من أدخل الإنجيل لمدارس وزارة التعليم هم الإخوان المسلمين ودون سابق انذار، مع العلم أن هذه الجماعة الإسلامية كانت تردد شعار الإسلام هو الحل في حملتها الانتخابية، وقد ذكرتني بحملة أصدقائنا «وحملها الإنسان» دون أن تكمل إنه كان ظلوما جهولا... وقد بررت الحكومة المصرية هذا القرار بأنه نشر للتسامح والتكامل بين الأديان الا أن هناك نصوصا في الإنجيل تم إدخالها في المنهج، ومنها على سبيل المثال لا الحصر حرمة الطلاق وحرمة تعدد الزوجات فهل هذا يعد تكاملا مع القرآن الكريم؟! يعلم الله أني تفاءلت بالرئيس مرسي وكنت أعلق عليه آمالاً كبيرة ولكن يبدو لي أن قدر الشعوب العربية أنها تنتقل من حقبة فرعونية إلى حقبة مماليك جدد وهكذا...
كم أتمنى أن أسمع رأياً من الإخوان المسلمين في الكويت الذين نحسن الظن فيهم ونتمتع بعلاقات جيدة مع بعضهم، وهل ما زالوا يمتدحون مرسي بعد هذا القرار الصاعق، ولن استغرب لو هتف المصريون «الشعب يريد حسني مبارك» لأن أبا علاء لم يسئ للإسلام والمسلمين بهذه الطريقة السمجة فأي تسامح وأي تكامل أفضل وأعلى درجة من القرآن الكريم؟!
[email protected]Twitter : meshalalfraaj