حلقت جواً وجالت براً لمدة 4 ساعات ونصف الساعة ورصدت بعين الكاميرا العيون التي لا تنام

اللواء محمد اليوسف لـ «الراي»: الحدود الشمالية آمنة وحالات التهريب والتسلّل ... صفر

تصغير
تكبير
| كتب حسين الحربي وناصر الفرحان |

لم تكن جولة عادية على الحدود، تلك التي قامت بها «الراي» برفقة الوكيل المساعد لشؤون أمن الحدود في وزارة الداخلية اللواء الشيخ محمد اليوسف الصباح يوم الاثنين الموافق العاشر من سبتمبر الجاري، ليس لانها حملت فريق «الراي» جوا على متن طائرة عمودية وحلٌقت به فوق الحدود الشمالية وعرّجت على السواحل والجزر، وأمتعت النظر الى جغرافية الكويت من فوق قبل أن تمتع النظر في الرحلة البرية على بعض المراكز الحدودية.

لم تكن جولة الأربع ساعات ونصف الساعة عادية، لأنها إضافة الى ما اشتملت عليه من مفارقات في ركوب الجو قبل ركوب البر برفقة حرّاس أمن الحدود، أشاعت في النفوس الطمأنينة الى جهوزية رجال نذروا أنفسهم لحماية الوطن والتضحية من أجله وان يكونوا العين الساهرة على سلامته من كل شر، ولأن ما رصدته من أجواء حميمية بين الرئيس والمرؤوس، يشيع في النفس التفاؤل ويضيف البعد الإنساني الى البعد الأمني، فتتحسس صدرك ليس لان قلبك يكاد يطير من ركوب الجو، بل إنه يطير بالفعل فرحا وثقة.

شعور غير عادي، وأنت تستمع الى القيادات الأمنية لما يطمئنك ويطمئن أهل الكويت، في جولة هي حتما غير عادية، توجها الأمنيون في إحدى المحطات بدعوة «الراي» الى زيارتهم مجددا، وليكن ذلك في فصل الشتاء «لأن الجو أحلى».



الوكيل المساعد لشؤون امن الحدود اللواء الشيخ محمد اليوسف أكد خلال الجولة ان حدود الكويت البرية والبحرية آمنة ومطمئنة بفضل الرجال العاملين في ادارة امن الحدود من ضباط وافراد، يستخدمون التكنولوجيا الحديثة التي وفرتها الدولة لمساعدتهم على ضبط الحدود ومراقبتها.

وقال اليوسف في الجولة التي انطلقت من قاعدة صباح الأحمد البحرية الى الحدود الشمالية للاطلاع على المراكز الحدودية، وتخللها المرور على سواحل وجزر الكويت واستغرقت ما يزيد على الساعات الأربع، ان المهمة الاساسية لقطاع امن الحدود هو حماية الحدود البرية والبحرية الكويتية من أي تجاوزات او اختراقات او تسلل لاشخاص يحاولون دخول البلاد بطريقة غير شرعية، وكذلك حماية المجتمع من قيام تجار ومافيا المخدرات من تهريب السموم الى البلاد، بالاضافة الى التعامل وتقديم المساعدة الى الجهات الاخرى مثل الهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية ووزارة الصحة، من خلال السيطرة التي يقوم بها رجالنا على الحدود كاملة، ومن خلال توزيع الدوريات البرية والزوارق البحرية في المياه الاقليمية واستخدام منظومة الكترونية متطورة تعد الأحدث على مستوى العالم لضبط كل ما هو مخالف، بالاضافة الى التنسيق والتعاون مع نظرائنا في دول مجلس التعاون الخليجي من خلال الزيارات المتبادلة والاطلاع على احدث النظم وتبادل المعلومات عن المجرمين وطرق التهريب.

واشار اليوسف الى ان الحدود البرية الشمالية والتي يبلغ طولها 217 كيلومترا من مثلث السالمي الى ام قصر يراقبها 19 مركزا حدوديا مزودة بكل الاليات والافراد لتنفيذ عملهم على اكمل وجه. كما ان الحدود مؤمنة من خلال عدة موانع مثل البايب الحديدي والخندق والشبك الكهربائي، بالاضافة الى الدوريات على مدار 24 ساعة.

وأضاف أنه تم طرح مناقصة جديدة لاستقدام كاميرات ذات مستوى عال من الكفاءة وتصل مساحة تصويرها الى 14 كيلو مترا في الأجواء الاعتيادية وكلفة الواحدة منها قرابة 30 الف دينار كويتي، كما سيتم ادخال 120 سيارة نوع جيب الى العمل قبل نهاية العام، تعزيزا وتحديثا للاليات الموجودة

حيث سيتم تسليح بعض منها بالاسلحة الخفيفة، لافتا الى أنه تم إجراء الصيانة اللازمة لكثير من الكاميرات لتستمر في عملها بكفاءة اكثر، بالاضافة الى ان العمر الافتراضي لبعضها قد انتهى.

وشدد اليوسف على أهمية رعاية واهتمام الدولة بالأفراد والضباط من خلال تكثيف الدورات الداخلية والخارجيه لتطوير عملهم ورفع كفاءتهم.

ونفى اليوسف وجود أي تسلل للافراد او المخدرات عن طريق الحدود البرية الشمالية منها والجنوبية وذلك بفضل عمل رجال الحدود والتنسيق الدائم مع الجانبين العراقي والسعودي، لافتا الى ان الجانبين متعاونان جدا في ضبط الحدود والاتصالات مباشرة وشبه يومية معهما.

كما نفى أن تكون هناك اختراقات لدوريات سعودية للاراضي الكويتية، خصوصا مع وجود البايب الحدودي مع السعودية والشبك الممتد على طول الحدود، بالاضافة الى الاحترام المتبادل لسيادة البلدين وكل ما يذكر حول هذا الأمر مجرد هراء.

وقال أن هناك بعض حالات التسلل المحدودة لأفراد من البدون او من الجنسية الآسيوية من الراغبين بالعمل في الكويت او الهاربين من كفلائهم وأعدادهم لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة طوال السنة، مؤكدا عدم ضبط أي حالات لمخدرات أو أسلحة على الحدود طوال فترة عمله.

وذكر اللواء اليوسف أن الجانب العراقي متعاون معنا في السيطرة على الحدود، وهناك اجتماعات دورية مع العراقيين وتنسيق على مدار الساعة، لمعالجة أي مشكلة طارئة تعترض الطرفين، خصوصا ونحن مقبلون على صيانة العلامات الحدودية خلال الفترة المقبلة وفق آلية متفق عليها بين الجانبين.

وأشار الى أنه في حال حدوث أي طارئ، لا سمح الله، فإن الجيش يتدخل بعد انسحاب قوات امن الحدود المسؤولة حاليا عن حمايتها الى الخطوط الخلفية.

وأكد إن التنسيق مع وزارة الدفاع مستمر وفق تبادل للمعلومات بشكل دائم وفوري.

ونوه اليوسف الى ان منطقة الحظر، وهي التي تعرف بالمنطقة «منزوعة السلاح» لا يمكن دخولها سواء للعسكري او المدني الا بتصريح رسمي صادر من ادارة أمن الحدود، ولا يسمح بتجاوز القانون بذلك شاكرا الجميع على تفهمهم وتعاونهم معنا، وخصوصا الأخوة العاملين في القطاع النفطي لتنظيم عمليات دخول وخروج العاملين الى الحقول النفطية، بالاضافة الى توزيع دوريات امنية على اماكن تواجدهم لحمايتهم.

وشدد الوكيل المساعد على ضرورة زيادة عدد الافراد للعمل في قطاع امن الحدود نظرا لاهمية الدور الذي يلعبونه في هذه المنظومة، وخصوصا مع وفرة الضباط العاملين بالقطاع، نافيا الحاجة الى وجود العنصر النسائي للعمل في هذا القطاع لصعوبته ولانه ذو طبيعة عمل خاصة، وبالذات ادارة خفر السواحل مع حاجة الادارة لهن في العمل كاداريات في مكاتب قطاع امن الحدود.

واعرب اليوسف عن سعادته بجولة «الراي» واطلاع اهل الكويت على جهود ابنائهم ولطمأنتهم على ان رجال الحدود هم درع الوطن وعيونها الساهرة وهم خط الدفاع الاول لحماية الحدود من أي عمل اجرامي يريد النيل من أمن البلاد وسلامة اراضيها.

وثمن جهود رجال الأمن على تفانيهم في عملهم للحفاظ على أمن البلاد وتضحياتهم المستمرة لتحقيق هذا الهدف الذي تعمل من اجله جميع القطاعات الامنية، مبديا اعجابه بما لمسه من انجازات تحققت على ارض الواقع بسواعد ابناء الكويت المخلصين الاوفياء.

من جانبه أكد مدير أمن الحدود المقدم مجبل بن شوق بأن السياج الأمني حد من التهريب بشكل كبير وعلى طول الحدود الشمالية.

وأوضح أن المراكز الحدودية يبلغ عددها 19 مركزا موزعة على أربعة قطاعات وهي قطاع العبدلي الذي يتكون من أربعة مركز هي البحيث وأم نقا والعازمية والمزارع، وقطاع الرتقة ويضم خمسة مراكز هي أم سدير والصخيبري والتحرير وبحرة حويشان وخبارى العوازم، وقطاع خبارى العوازم ويضم مركز جريشان وخبارى العوازم والصمود والصقيهية، وقطاع الأبرق ويتكون من مراكز الأبرق والشقايا والتعاون والشهيد وجرمان ومهزول.

وقال المقدم بن شوق أن دوريات الحدود تسير على مدار الساعة على الحدود الشمالية ويكون التركيز في الفترة الصباحية حيث يتم التسلل خلال هذه الفترة انتظارا الى الليل لاستكمال التسلل الى داخل الكويت.

وأوضح أنه في حال تعطل النظام الألكتروني للسياج الأمني هناك دوريات راجلة تتبع الأثر كون أن هناك رجالا من أمن الحدود متخصصون بذلك.

من جهته قال مساعد مدير ادارة أمن الحدود المقدم فيصل السبيعي أن النظام الأمني على الحدود الشمالية يبلغ طوله 217 كيلومترا ويمتد من البحر الى مثلث السالمي ويضم 19 مركزا وأمام كل مركز بوابة تدخل من خلالها الى المنطقة المحظورة، بالاضافة الى السياج الأمني الذي يغطي كامل الحدود.

وأضاف أن اللون البرتقالي على شاشة الجهاز الامني يعطي إشارة الى أن السياج الكهربائي يعمل وفي حال أي اختراق أمني يتم ارسال اشارة مباشرة توضح الوقت والتاريخ والاتجاه حيث تتوجه دورية مباشرة في اتجاه الإنذار.

وأشار الى أن الكاميرات تراقب الوضع على مدار الساعة وهي مرتبطة مع الجهاز الأمني ومع عمليات ادارة أمن الحدود.





موكب الجولة وشرح عملي



وصلت الطائرة الى الحدود الشمالية، وبالتحديد الى مركز البحيث الحدودي حيث كان في استقبالنا مدير ادارة الحدود الشمالية المقدم مجبل بن شوق ومساعده المقدم فيصل السبيعي والعاملون بالمركز، ثم انطلقنا بموكب من الدوريات الى داخل المنطقة المحظورة للاطلاع على النظم الامنية والشبك الكهربائي والخندق المحفور على طول الحدود، بالاضافة الى البايب الحديدي واستمرت الجولة حتى مركز ام نقا ثم العودة الى مركز البحيث.

وقد قام المقدم مجبل بن شوق بالشرح لفريق «الراي» عن عمل المنظومة الامنية والكاميرات واجراء تجربة عملية لاختراق وهمي وكيفية التعامل معه، بالاضافة الى شرح عن الاليات التي يستخدمها رجال الحدود. وقد غادرنا المركز بمثل ما استقبلنا به من حفاوة وتكريم طالبين منا زيارتهم في فصل الشتاء «لان الجو احلى». 





على ارتفاع 500 متر



انطلقت الرحلة في تمام الساعة 10 والنصف صباح الاثنين الموافق العاشر من سبتمبر الجاري من قاعدة صباح الاحمد البحرية وبرفقة اللواء محمد اليوسف وطاقم الطائرة العمودية واستمرت حتى الساعة الثانية والنصف ظهرا وكانت الطائرة تطير على ارتفاع 500 متر وبسرعة 12 عقدة بالساعة.





روح أخوية وحميمية



لاحظ فريق «الراي» الروح الحميمية والاخوية التي يتعامل بها اللواء محمد اليوسف مع ضباطه وافراده حيث علمت «الراي» بان اليوسف يقوم بزيارتهم اسبوعيا للاطلاع على مشاكلهم واحتياجاتهم وحلها بأسرع وقت ممكن.





الشكر للمقدم مبارك الصباح



شكر وتقدير الى مدير مكتب الوكيل المساعد لشؤون أمن الحدود الرائد ركن الشيخ مبارك اليوسف الصباح، والشكر موصول الى محسن العماوي من مكتب الوكيل على جهودهما في تسهيل مهمة فريق «الراي».





الخير كثير والأكل زايد



في احد اللقاءات التي جمعت اليوسف مع ضباط وافراد امن الحدود وعندما وجه سؤالا اليهم ماهي احتياجاتكم؟ رد عليه احد الضباط : «الخير كثير والاكل زايد وهذا اسراف يا طويل العمر» وهذا دليل على السخاء الذي توفره الدولة لرجالها من افراد القوات المسلحة تقديرا لعملهم وسد حاجتهم وتوفير البيئة الملائمة لهم، خصوصا وان دوامهم يوم عمل وراحة اربعة ايام، بل أقامت الوزارة صالة العاب ترفيهية وصحية للعاملين بالقطاع. 





اللواء محمد اليوسف في سطور



 • المناصب وتواريخها:

- من تاريخ 1990/7/26 لغاية 1992/1/15 مساعد مدير إدارة حراسة المراكز الخارجية بالادارة العامة لأمن المنشآت.

- من تاريخ 1992/1/16 لغاية 1992/8/4 مسؤول مركز الرديفة بالاضافة الى عمله.

- من تاريخ 1992/8/5 لغاية 1994/9/11 مدير إدارة الجنسية الكويتية بالادارة العامة للجنسية ووثائق السفر.

- من تاريخ 1994/9/12 لغاية 1995/11/17 مدير عام بالنيابة للإدارة العامة للجنسية ووثائق السفر.

- من تاريخ 1995/11/18 لغاية 2004/3/1 مدير عام للإدارة العامة للجنسية ووثائق السفر.

- من تاريخ 2004/4/2 لغاية 2006/5/30 مدير عام الادارة العامة للتخطيط والتطوير.

- من تاريخ 2006/5/31 لغاية 2007/11/12 مدير عام للادارة العامة للتدريب.

- من تاريخ 2007/11/13 لغاية 2008/10/4 مدير عام الإدارة العامة لتأهيل ولتدريب ضباط الصف والأفراد.

- من تاريخ 2008/10/5 لغاية 2009/10/31 وكيل وزارة مساعد لشؤون الخدمات المساندة.

- من تاريخ 2009/11/1 وحتى تاريخه وكيل وزارة مساعد لشؤون أمن الحدود.

• المشاركات الخارجية: عدة مؤتمرات خارجية.

• الحروب: حرب تحرير الكويت.









الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي