د. تركي العازمي / وجع الحروف / الكاريزما السياسية...!

تصغير
تكبير
| د. تركي العازمي |

من وجهة نظري كباحث في علم القيادة، ان البحث عن قيادي في المعترك السياسي يتصف بالكاريزما أشبه بالبحث عن لعبة سقطت من يد طفل في قاع الخليج... هي نادرة جدا جدا!

ومن وجهة نظري القيادي يولد قياديا ولا يمكن أن كسب هذه الخصلة عبر التدريب خصوصا في جزئية الكاريزما لأنها تحتاج إلى ذكاء خاص ومفوه يقنعك حديثه ولديه ثقة عالية في نفسه وهذا ما يعيب بعض من يتصف بالكاريزما حيث ان الثقة الزائدة تجعل حالته المعنوية التي تحرك طبيعة القرار لديه غير قابلة للنقاش (متسلطا نوعا ما) وهي مفسدة مدمرة في بعض الأحيان!

لهذا السبب نجد بعض القياديين في مجال أعمال لا يتصفون بالكاريزما وبعضهم خجولا لكن نجده في المقابل صاحب أداء قيادي مبهر، ولو حاولنا أن نتابع أداء بعض أعضاء مجلس الأمة لوجدنا هذه الصفة، أي الكاريزما، ماثلة في شخصية النواب مسلم البراك وأحمد السعدون ووليد الجري وعدد آخر من النواب واخترنا هؤلاء النواب لنبين ماهية الكاريزما وخطها وفق مجريات السياسة المحلية!

حركت الكاريزما عند بعض النواب الحشود وجمعتهم في ساحة الإرادة قبيل حل مجلس 2009 ولأن قضاياهم المطروحة آنذاك كانت ملامسة لما يناشد به العامة بخلاف ما هو جار اليوم حيث الوضع مختلف نوعا ما من جانب المضمون ولهذا السبب كان الحضور مختلفا عن سابقه!

وفي العودة لكاريزما النواب، نجد النواب المذكورين أصحاب صوت «جهوري» وحضور للبديهة، لكن مستوى الذكاء لم يساعد النواب البراك والسعدون بالنسبة لبعض أطروحاتهم وبالتالي كانت الردود عكسية وهو ما نبه لخطورته الباحثون في علم القيادة ولو أن في المقابل لدى الحكومة وزيرا يحمل كاريزما خاصة وتحديدا في وزير الإعلام لكان الوضع مختلفا من ناحية التأثير على الشارع الكويتي!

أما النائب وليد الجري، فهو صاحب كاريزما نادرة ربما لأنه رجل قانون فهو إن رفع ورقة فإنه يرفعها كدليل وتساعده صفة الكاريزما للوصول إلى ثقة متلقي كل عبارة ينطق بها... وقد تكون شهادتي مجروحة في «أبا خالد الجري» لكن تبقى بصمته ثابتة لثبات مبادئه وحسن القبول!

على المستوى العامي يقال عن المتميز بصفة الكاريزما « فيه بوهة» أي يحظى بالقبول/ الاستحسان... وعلى أي حال نجد في العمل المؤسسي ان الكاريزما تحتاج إلى حوكمة تضبط إيقاعها وتضمن عدم تجاوز المتصف بها الأنظمة وبالتالي يكون مستوى الدمار أخف وطأ!

نكون هنا قد أوضحنا الفرق بين الكاريزما و«الهرطقة الإعلامية السياسية»... فبعض أحبتنا يعتقد أنه سيلقى القبول من خلال «السب والقذف»، وهو أمر أصبح استيعابه سهلا بالنسبة للمتابعين كون مستوى الثقافة مرتفعا لدى الكثير من الكويتيين والذي رفع مستوى الثقافة هو تزايد المحن السياسية بين الجانبين الحكومي والمعارضة، ولو عملنا استبيانا حول مجمل القضايا المطروحة لاتت النتائج في غاية الإيجابية و«رب ضارة نافعة» كما يقولون!

تبقى الكاريزما السياسية مطلوبة عند اختيار نواب المجلس القادم وزراء الحكومة القادمة مع تفعيل للقانون ووضع حوكمة تضبط الأداء كي لا يكون هنا تدن في مستوى الحوار وتجاوز للائحة و« إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا»... والله المستعان!

 

Twitter: @Terki_ALazmi

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي