د. تركي العازمي / وجع الحروف / الساحة و«كثرة الكلام»...!

تصغير
تكبير
| د. تركي العازمي |

تطالعنا الصحف والصحف الإلكترونية والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي في أخبار تنسب لأشخاص وصراع بين مجموعة وآخرى فالمعارضة تتهم وأخرى تشكك.... تهم وإساءات ما أنزل بها من سلطان في ساحة كثر فيها الكلام وانتظرنا من قل كلامه وزان قراره ولم يظهر لنا إلى هذه الساعة!

وأخطر ما في الامر ظهور صفة «النفاق والنميمة» التي تميز بها البعض ونشدد هنا على خطر «النميمة» وتعريفها : نقل الكلام بين طرفين لغرض الإافساد... و كان مالك بن أنس يعيب كثرة الكلام ويذمّه ويقول: كثرة الكلام لا توجد إلاّ في النّساء والضعفاء! وعاقبتها مبينة فى الحديث « لا يدخل الجنة نمَّام»!

وقد ذكر المولى عز شأنه في محكم تنزيله « يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»، والشاهد ان بعض المؤثرين في صنع القرار وأطراف الصراع لا يتبينوا بل نجدهم يرمون الحطب على شعلة كانت صغيرة وباتت سعيرا بفضل رميهم للحطب ونفخ الشعلة التي كانت تحت الرماد بعد حل مجلس 2009... وأجمل ما قرأت في هذا السياق ما جاء في الحديث أنه قيل لعبد الله بن عمر: إنا ندخل على أمرائنا فنقول القول، فإذا خرجنا قلنا غيره، فقال: كنا نعد ذلك نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم!

إذا، النفاق والنميمة سلاحان ( وجهان لعملة واحدة ) وقد أكثر البعض في استخدامهما وأصبح أخوتنا لا شعوريا يصدقون ما يطرح ويتناقلونه في «الديوانيات»... قيل عن فلان كذا وبدر من فلان كذا وأغلبه لو تبينوا غير صحيح!

كم كنت أتمنى على البعض التأكد من صحة ما يكتب وما يسمع لأننا في ساحة كثر فيها الكلام الذي لا يحمل في مضمونه مصداقية ومفرداته قل أدبها إلى حد الشتيمة والغمز واللمز والطعن بالذمم... ولأن من أساء الأدب أمن العقوبة كما يبدو لنا، تجاوز المفسدون حدهم في تحقير الطرف المختلف معه فكريا وسياسيا واجتماعيا!

ولأن الوضع تجاوز كل أبجديات الحلم والحكمة/العدالة الغائبة، بدأنا في توضيح خطر النميمة والنفاق الذي أصاب البعض واستغلوا وسائله كخط استراتيجي مرسومة أهدافه بعناية فائقة وحبكت فصوله بإتقان للأدوار للوصول إلى مصالح شخصية وأجندة لا تحمل الطابع الوطني... حتى بعض الأطراف الحكومية تكثر الكلام لهدف في نفس يعقوب!

مختصر الكلام، « الدين النصيحة»، ونحن هنا نوجه النصيحة لمن يستغل استراتيجية «ربط العصاعص» التي ذكرناها في مقال سابق ويستخدم «النفاق والنميمة» كمسلك له لإيقاع الضرر بين الطرفين ( الحكومة والمعارضة) أن يستوعب خطورة الوضع وانعكاساته على المجتمع الذي أصبحت فئاته تتابع الوقائع وتعيد مع كل حدث جديد التساءل: أليس بينكم رجل رشيد؟... الله المستعان!



Twitter: @Terki_ALazmi

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي