حوار / «رفضت الجلوس مع هالة سرحان في (ناس بوك) التزاماً بأصول الدين»
عاصم عبد الماجد لـ «الراي»: «الفلول» وراء هجوم رفح لعرقلة نجاح مرسي وتشويه التيار الإسلامي

عاصم عبد الماجد





| القاهرة - من عبد الجواد الفشني |
قال الناطق السابق باسم الجماعة الإسلامية في مصر الشيخ عاصم عبدالماجد الملقب بـ «أبوسهل»، إن بقايا النظام المصري السابق وراء حادث رفح الأخير الذي راح ضحيته عدد من جنود القوات المسلحة في سيناء، مضيفا في حوار مع «الراي» ان الحادث الإرهابي، هو ضمن خطة من القوى المعادية لعرقلة نجاح الرئيس المصري محمد مرسي وتشويه صورة التيار الإسلامي.
وقال إنه يرى أن أحوال الحركة الإسلامية كانت أفضل في الماضي منها في الفترة الحالية، وخاصة مع تبدل المفاهيم داخل الحركة الإسلامية.
وفي الاتي نص الحوار:
• بداية ما هو تقييمك لمسيرة عمل الحركات الإسلامية بعد الثورة وقبلها؟
- الحركة الإسلامية قبل دخولنا السجن كانت أفضل منها الآن علما وأدبا وسلوكا وقبولا لدى العامة، فعندما كان الأهالي يرون شابا ملتحيا كانوا يدركون أن هذه اللحية لها معنى في واقع حياته وسلوكه.
لكن في الوقت الحالي تبدلت المفاهيم داخل الحركات الإسلامية بما لا يتفق وروح رواد تلك الحركات الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل دعم مبادئها وسجنوا عدة سنين، ولم يكن ذلك مبررا، لأن يثنيهم عن قصدهم الأصلي عكس ما نراه اليوم من تصارع لأجل الظهور على الساحة الإعلامية التي كان مشايخنا وإخواننا يهربون منها مخافة العجب بأنفسهم فكانوا يلجأون إلى منطق «سد الذرائع مقدم على جلب المصالح».
• هل تفسر حالة الهجوم على الإسلاميين بعد نجاح محمد مرسي رئيسا مصر بأنها هواجس فزع من تشدد التيار الإسلامي الموجودة داخل الأجهزة الإعلامية؟
- التيار الإسلامي لا يمثل تهديدا لشخص أو جماعة وعرض نفسه على الساحة العامة عقب نجاح الثورة، ما أصاب الناس بالدهشة من أفكار التيار الإسلامي المتقدمة والمنبعثة عن رؤية تهدف إلى مصلحة الوطن الشاملة بعيدا عن الرؤى الضيقة التي كانت سمة غالبة في النظام السابق.
ووضح ذلك التناغم الشعبي مع تلك التيارات الإسلامية في الانتخابات البرلمانية حيث حصد ممثلوها أغلب المقاعد وتكرر الأمر في انتخابات الإعادة لرئاسة مصر، حيث صمد المصريون في مواجهة الفلول ليقينهم أن التيار الإسلامي لا يمثل تهديدا لمستقبل مصر.
• هناك من يرى قلقا في فوز ممثل للتيار الديني في الانتخابات الرئاسية؟
- فوز الدكتور مرسي يمثل ضمانة للأجهزة المعنية في الدولة. وقد تعاون أنصار النظام السابق مع بعض القوى المعادية للتيار الإسلامي التي حزنت على سقوط حسني مبارك لوجود مصلحة لها في عدم وجود نظام قوي بمصر يعمل على تحقيق مصلحتها ومصلحة العالمين العربي والإسلامي. لذلك فإن المشكلة التي وقعت في سيناء من اعتداء على قوات الجيش واستشهاد عدد كبير من الجنود تدخل ضمن خطة الفلول والقوى المعادية لعرقلة نجاح الدكتور مرسي وتشويه صورة التيار الإسلامي.
• لماذا رفضت الظهور مع هالة سرحان في برنامج «ناس بوك» إلا من وراء حجاب؟
- القصة أنني حضرت في برنامج حواري تمت استضافتي خلاله وفوجئت بأن نظام الاستوديو يقضي بحضوري مع هالة سرحان، فأعلنت رفضي واحترمت المذيعة تلك الرغبة.
وهذه الصورة ليست جديدة على المشاهدين، لكنها صورة قديمة قدم هذا الدين الإسلامي وتطبيق لحكم الله والذي قال في كتابه عن أمهات المؤمنين: «وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب».
والرسالة الإعلامية ستؤدى على أكمل وجه بالرغم من هذا الحجاب فالمحاورة سألت وأنا أجبت عن أسئلتها، ولا اعترض على عمل المرأة في المجال الإعلامي، لكن مثلما يرى المجتمع أن المذيعة حرة في أن تظهر بالشكل الذي يحلو لها فأنا أيضا من حقي أن أظهر بالشكل الذي يتفق مع فكري وديني.
• هل تتفق مع وضع قيود على الإبداع الفني والفكري؟
- يجب أن نفرق بين الإبداع الفكري والفني وبين الإسفاف الذي يشوه أصول الدين وقواعده، فأنا رغم عشقي الشعر الإسلامي والأدب المهذب الذي يدعم الأخلاق الإنسانية إلا أنني أعترض على الإباحية التي تأخذ غطاء الحرية، فلا يمكن أن نطلق على تسميم الأفكار بأنها من جهة الإبداع.
وأذكر عندما سمعت بخبر وفاة نجيب محفوظ ورغم أنني لست من المعجبين به ولا بقصصه، إلا إنني فوجئت برعشة غريبة تجتاح جسدي وتذكرت ساعتها معنى قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «يتبع الميت ثلاثة أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقي واحد يرجع أهله وماله ويبقى عمله»، فقلت في نفسي هو الآن يرقد في قبره ومعه «أولاد حارتنا» بكل ما فيها.
• يصفك البعض من قيادات الجماعة الإسلامية بأنك من الأدباء الشعراء فهل ذلك راجع إلى جينات وراثية من الأسرة؟
- والدي كان خطاطا ولكني لم أتمكن من تعلم الخط منه، وإن كانت جينات الخط التي انتقلت إلى جيناتي جاءت بالوارثة أو الصدفة، أما بالنسبة للأدب والشعر فهذا راجع إلى أبي حيث كان أديبا يكتب القصة والشعر ولم تتح له الفرصة التي لم تتح لي بدورها، ولو أتيحت لأبي فرصة أو نصفها لأصبح من مشاهير الأدباء والكتاب فقد سرق منه جهده وفكره، كما ورثت عنه فن الخطابة.
• يتردد في الأوساط الإسلامية أنك كنت بعيدا عن الحركات الإسلامية، بل بدأت العمل السياسي اشتراكيا وناصريا؟
- نشأت داخل إطار عائلة متأثرة بالاشتراكية، ومنذ كان عمري 10 سنوات وأنا عضو في منظمة طلائع الشباب الاشتراكي، وكنت أحاضر وأنا في الحادية عشرة من عمري وتأثرت بالفكر الناصري فترة طويلة، حيث كنت أرى أن الاشتراكية قيم سامية لا تترك فقيرا في المجتمع ولا تسمح لإنسان بأن يطغى على جموع الفقراء.
ولكن مع كثرة النظر في الأخلاق والتعاملات والأفكار والأحوال الاشتراكية والناصرية، ومع نظرتي المتعمقة في الإسلام والدين والمتدينين من حولي وجدت نفسي أتعرف على الشيخ كرم زهدي، والشيخ ناجح إبراهيم والشيخ أسامة حافظ وتأثرنا جميعا بالزعيم الروحي للجماعة الدكتور الأسير عمر عبد الرحمن.
وإن جاءت معرفتي بالزعيم الروحي متأخرة عن معرفة باقي زملائي به، وإن كانت فترة الاعتقال أسهمت في اللقاء القريب حيث مكثت ساعات طويلة أقرأ عليه كتب التفسير، ووقتها كانت الجماعة الإسلامية تسمي نفسها «الجماعة الدينية».
• هل حاولت أن تعيش حياتك بصورة طبيعية أثناء فترات اعتقالك أيام النظام السابق؟
- أنا لم أتأثر مثل باقي الإخوة بالظلم الذي وقع علينا أيام مبارك لدرجة أنني ارتبطت بزوجتي رسميا وأنا في المعتقل وصبرت حتى تم الإفراج عني وعشنا حياتنا الطبيعية، وبعدها قمت بالعمل بصورة مكثفة حتى أستطيع أن أعوض زوجتي عن الصعوبات التي عاشتها طوال فترة اعتقالي.
قال الناطق السابق باسم الجماعة الإسلامية في مصر الشيخ عاصم عبدالماجد الملقب بـ «أبوسهل»، إن بقايا النظام المصري السابق وراء حادث رفح الأخير الذي راح ضحيته عدد من جنود القوات المسلحة في سيناء، مضيفا في حوار مع «الراي» ان الحادث الإرهابي، هو ضمن خطة من القوى المعادية لعرقلة نجاح الرئيس المصري محمد مرسي وتشويه صورة التيار الإسلامي.
وقال إنه يرى أن أحوال الحركة الإسلامية كانت أفضل في الماضي منها في الفترة الحالية، وخاصة مع تبدل المفاهيم داخل الحركة الإسلامية.
وفي الاتي نص الحوار:
• بداية ما هو تقييمك لمسيرة عمل الحركات الإسلامية بعد الثورة وقبلها؟
- الحركة الإسلامية قبل دخولنا السجن كانت أفضل منها الآن علما وأدبا وسلوكا وقبولا لدى العامة، فعندما كان الأهالي يرون شابا ملتحيا كانوا يدركون أن هذه اللحية لها معنى في واقع حياته وسلوكه.
لكن في الوقت الحالي تبدلت المفاهيم داخل الحركات الإسلامية بما لا يتفق وروح رواد تلك الحركات الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل دعم مبادئها وسجنوا عدة سنين، ولم يكن ذلك مبررا، لأن يثنيهم عن قصدهم الأصلي عكس ما نراه اليوم من تصارع لأجل الظهور على الساحة الإعلامية التي كان مشايخنا وإخواننا يهربون منها مخافة العجب بأنفسهم فكانوا يلجأون إلى منطق «سد الذرائع مقدم على جلب المصالح».
• هل تفسر حالة الهجوم على الإسلاميين بعد نجاح محمد مرسي رئيسا مصر بأنها هواجس فزع من تشدد التيار الإسلامي الموجودة داخل الأجهزة الإعلامية؟
- التيار الإسلامي لا يمثل تهديدا لشخص أو جماعة وعرض نفسه على الساحة العامة عقب نجاح الثورة، ما أصاب الناس بالدهشة من أفكار التيار الإسلامي المتقدمة والمنبعثة عن رؤية تهدف إلى مصلحة الوطن الشاملة بعيدا عن الرؤى الضيقة التي كانت سمة غالبة في النظام السابق.
ووضح ذلك التناغم الشعبي مع تلك التيارات الإسلامية في الانتخابات البرلمانية حيث حصد ممثلوها أغلب المقاعد وتكرر الأمر في انتخابات الإعادة لرئاسة مصر، حيث صمد المصريون في مواجهة الفلول ليقينهم أن التيار الإسلامي لا يمثل تهديدا لمستقبل مصر.
• هناك من يرى قلقا في فوز ممثل للتيار الديني في الانتخابات الرئاسية؟
- فوز الدكتور مرسي يمثل ضمانة للأجهزة المعنية في الدولة. وقد تعاون أنصار النظام السابق مع بعض القوى المعادية للتيار الإسلامي التي حزنت على سقوط حسني مبارك لوجود مصلحة لها في عدم وجود نظام قوي بمصر يعمل على تحقيق مصلحتها ومصلحة العالمين العربي والإسلامي. لذلك فإن المشكلة التي وقعت في سيناء من اعتداء على قوات الجيش واستشهاد عدد كبير من الجنود تدخل ضمن خطة الفلول والقوى المعادية لعرقلة نجاح الدكتور مرسي وتشويه صورة التيار الإسلامي.
• لماذا رفضت الظهور مع هالة سرحان في برنامج «ناس بوك» إلا من وراء حجاب؟
- القصة أنني حضرت في برنامج حواري تمت استضافتي خلاله وفوجئت بأن نظام الاستوديو يقضي بحضوري مع هالة سرحان، فأعلنت رفضي واحترمت المذيعة تلك الرغبة.
وهذه الصورة ليست جديدة على المشاهدين، لكنها صورة قديمة قدم هذا الدين الإسلامي وتطبيق لحكم الله والذي قال في كتابه عن أمهات المؤمنين: «وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب».
والرسالة الإعلامية ستؤدى على أكمل وجه بالرغم من هذا الحجاب فالمحاورة سألت وأنا أجبت عن أسئلتها، ولا اعترض على عمل المرأة في المجال الإعلامي، لكن مثلما يرى المجتمع أن المذيعة حرة في أن تظهر بالشكل الذي يحلو لها فأنا أيضا من حقي أن أظهر بالشكل الذي يتفق مع فكري وديني.
• هل تتفق مع وضع قيود على الإبداع الفني والفكري؟
- يجب أن نفرق بين الإبداع الفكري والفني وبين الإسفاف الذي يشوه أصول الدين وقواعده، فأنا رغم عشقي الشعر الإسلامي والأدب المهذب الذي يدعم الأخلاق الإنسانية إلا أنني أعترض على الإباحية التي تأخذ غطاء الحرية، فلا يمكن أن نطلق على تسميم الأفكار بأنها من جهة الإبداع.
وأذكر عندما سمعت بخبر وفاة نجيب محفوظ ورغم أنني لست من المعجبين به ولا بقصصه، إلا إنني فوجئت برعشة غريبة تجتاح جسدي وتذكرت ساعتها معنى قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «يتبع الميت ثلاثة أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقي واحد يرجع أهله وماله ويبقى عمله»، فقلت في نفسي هو الآن يرقد في قبره ومعه «أولاد حارتنا» بكل ما فيها.
• يصفك البعض من قيادات الجماعة الإسلامية بأنك من الأدباء الشعراء فهل ذلك راجع إلى جينات وراثية من الأسرة؟
- والدي كان خطاطا ولكني لم أتمكن من تعلم الخط منه، وإن كانت جينات الخط التي انتقلت إلى جيناتي جاءت بالوارثة أو الصدفة، أما بالنسبة للأدب والشعر فهذا راجع إلى أبي حيث كان أديبا يكتب القصة والشعر ولم تتح له الفرصة التي لم تتح لي بدورها، ولو أتيحت لأبي فرصة أو نصفها لأصبح من مشاهير الأدباء والكتاب فقد سرق منه جهده وفكره، كما ورثت عنه فن الخطابة.
• يتردد في الأوساط الإسلامية أنك كنت بعيدا عن الحركات الإسلامية، بل بدأت العمل السياسي اشتراكيا وناصريا؟
- نشأت داخل إطار عائلة متأثرة بالاشتراكية، ومنذ كان عمري 10 سنوات وأنا عضو في منظمة طلائع الشباب الاشتراكي، وكنت أحاضر وأنا في الحادية عشرة من عمري وتأثرت بالفكر الناصري فترة طويلة، حيث كنت أرى أن الاشتراكية قيم سامية لا تترك فقيرا في المجتمع ولا تسمح لإنسان بأن يطغى على جموع الفقراء.
ولكن مع كثرة النظر في الأخلاق والتعاملات والأفكار والأحوال الاشتراكية والناصرية، ومع نظرتي المتعمقة في الإسلام والدين والمتدينين من حولي وجدت نفسي أتعرف على الشيخ كرم زهدي، والشيخ ناجح إبراهيم والشيخ أسامة حافظ وتأثرنا جميعا بالزعيم الروحي للجماعة الدكتور الأسير عمر عبد الرحمن.
وإن جاءت معرفتي بالزعيم الروحي متأخرة عن معرفة باقي زملائي به، وإن كانت فترة الاعتقال أسهمت في اللقاء القريب حيث مكثت ساعات طويلة أقرأ عليه كتب التفسير، ووقتها كانت الجماعة الإسلامية تسمي نفسها «الجماعة الدينية».
• هل حاولت أن تعيش حياتك بصورة طبيعية أثناء فترات اعتقالك أيام النظام السابق؟
- أنا لم أتأثر مثل باقي الإخوة بالظلم الذي وقع علينا أيام مبارك لدرجة أنني ارتبطت بزوجتي رسميا وأنا في المعتقل وصبرت حتى تم الإفراج عني وعشنا حياتنا الطبيعية، وبعدها قمت بالعمل بصورة مكثفة حتى أستطيع أن أعوض زوجتي عن الصعوبات التي عاشتها طوال فترة اعتقالي.