محمد صالح السبتي / واضح / قانون سكسونيا

تصغير
تكبير
| محمد صالح السبتي |
يقال ان سكسونيا بلدة أوروبية، وفي عصور الظلام انتهى فكر حاكم هذه البلدة لتطبيق العدالة وفق منهجه!! كيف؟ كان اذا سرق فيهم الضعيف عاقبوه، واذا سرق فيهم الغني أو ذو الوجاهة عاقبوا ظله فقط!! يقف الغني او الوجيه وبعد ان تزول الشمس ويبرز ظله يقومون بإيقاع العقوبة على الظل... وهكذا حققوا العدالة بين افراد المجتمع!!! الكل يقع عليه العقاب ولا احد مستثنى منه!!!!
اليوم كثير من الدول وحتى كثير من الناس يرغبون في تطبيق قانون سكسونيا بل ويطبقونه فعليا، يرون ان القانون انما يعمل مع بعض الاشخاص ولا يعمل مع غيرهم!!! يختارون من يطبقون القانون عليه اختيارا... اما غيره فإن القانون يتوقف عن حده ويخضع ولا يتحرك!!
لعل هذه المسألة واضحة جدا في ذهن القارئ عندما نتكلم عن الفساد والمفسدين والمتنفذين الذين يطبقون هذا القانون وينطبق عليهم، فهم كما هو واضح لا يعاقبون مهما أتوا من افعال واحيانا يمكن أن يعاقب ظلهم كما هو الحال في قانون سكسونيا!! لكن هناك أشياء تغيب عن ذهن بعض القراء... اليوم تظهر فئة من المثقفين والكتاب والسياسيين ايضا يريدون تطبيق قانون سكسونيا... هذه الفئة ترى انها مستثناة من تطبيق القانون عليها!!! يرون لأنفسهم مكانة فوق المجتمع!! يظنون ان لهم ان يقولوا ويكتبوا ما يشاؤون دون مراقبة ولا عقاب بحجة انهم مثقفون او كتاب صحافة او غيرها من الميزات التي يعتقدون انها تجعلهم في مكانة أعلى من بقية البشر!!!
كثير منا يلقي باللوم على بعض الانظمة التي نتهمها بالفساد وبتطبيق قانون سكسونيا... وان كنا لا ننكر هذا الفساد ولا هذه الرغبة عندهم... لكن الطامة ان كثيرا من المثقفين او ممن نفترض منهم الثقافة مع محاربتهم لهذا القانون الا انهم اكثر من يطبقه ويريد فرضه وينادي به لحسابه الشخصي، حين يتعلق الامر بمعاقبته على أفعاله وفق القانون يدافع الامر بعدم جواز مؤاخذته!!! السبب... لأنه كاتب او مثقف - حسب ما يدعي - ويفترض ان له مركزا أعلى من مراكز بقية المجتمع!!! ولا يجوز مؤاخذته على اقواله وافعاله وكتاباته!!!!
انه تماما قانون سكسونيا، لكن هذه المرة بتطبيق مثقفي الأمة وبقناعاتهم التي باتوا يشيعونها في المجتمعات ويريدون منا تصديقهم في ما ذهبوا اليه من باطل. lawyermodalsbti: twitter
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي