| وضحة أحمد جاسم المضف |
إن تعديل المسار السياسي في الكويت مهمة صعبة ولكن ليست مستحيلة خصوصا بعد أن انكشف الغطاء عن معظم التيارات والكتل، فالكل اقتطع جزءا من الكيكة «يقبضون بشغف وحيوية بالغة».. القبيض واحد يا سادة، والطرق متعددة، منها الإيداعات البنكية والمزارع والشركات الوهمية وتعيين الأقارب والمحسوبين، يا إلهي والكفاءات تضرب بقوة عرض الحائط ومن له كبير يشتري له كبيرا «رحمتك يا رب»، كل ذلك سببه مازوخية الحكومات المتعاقبة وحاشيتهم التي أدمنت التلذذ بالاضطهاد والجلد من النواب والسياسيين، وبقدر قوة الجلد يتضاعف البذخ الحكومي، يا سلام وصلي الله وبارك، اليوم وبعد سنين من الكر والفر السياسي بين الحكومة والنواب بات واضحا لكل لب لماح أن الكل يعتاش على هذا الصراع، فالجميع (حكومة نواب) لا يؤمنون بالحوار ولا بتعديل المسار، وكلهم اشتركوا بالمسار الظالم واستمروا فيه حتى اللحظة وكل طرف يوهم الأمة التي قادوها إلى الفشل بأنه الطرف المغبون.
أما على الجانب المقابل، يؤسفني حقيقة أن تعلق القوى والمجاميع السياسية أسباب الفشل دائما على مشجب الديموقراطية، ونسوا أن الشخصية الوطنية لم تعد لها شخصية بعد أن تشوهت وغدت كالمسخ بسبب الحرب السياسية والاجتماعية وسياسة الإقصاء الطاغية على الساحة «مشروع فرق تسد»، المشروع الذي تبناه الجميع.. وآآآه من الطرف الثالث فهو عسير الهضم، الصغار «الأدوات» لم نكن نراهم بالعين المجردة وتضخموا فجأة وأصبحوا نجوما وعمالقة في يوم وليلة لضرب هذا وذاك لتحقيق الأجندات وتضخيم الأرصدة...
فالكويت بأركانها وجهاتها الأربع في أمس الحاجة لفرسان سياسيين، أقصد هنا سياسيين لا يضحكون على ذقن الأمة ويتطارحون مع الحكومة ليلا بالساحات ومع جهجهة الضوء يشبعونها لثماً وتقبيلاً وباستطاعتك سماع القهقهة... نحتاج لزعامات وطنية يفعلون ثم يتكلمون، لا زعامات كرتونية ستسقط في الانتخابات المقبلة بضربة وعي شعبي قاضية.. نحتاج لزعامات تترك الساحات وتحرك المسار نحو طاولة الحوار، يجتمع عليها كل الفرقاء للتباحث في مشاريع الإصلاح السياسي الجاد، فكل المعطيات السياسية تشير إلى أن الثقة أصبحت معدومة بالساحات.. ويبقى السؤال المهم متى وأين ستوضع الطاولة ومن الذي سيدعو إلى الطاولة أصلا؟!.. دعوني آخذ نفسا عميقا هنا، وانسوا أنني سألت.
[email protected]Tiwtter@wadhaAalmudhaf