مقابلة / «المافيا المالية - الأمنية التي يديرها مخلوف تدرب فرق الموت»

كيلة لـ «الراي»: لا دور لـ «بلاك ووتر» في سورية النظام عمل على تخويف العلويين والمعارضة ساعدته

تصغير
تكبير
| بيروت ـ من ريتا فرج |

أكد المفكر الفلسطيني سلامة كيلة أن «الموقف الذي اتخذه الرئيس المصري محمد مرسي خلال قمة عدم الانحياز ينطلق في جوهره من دعم الثورة السورية لأنها في رأيه قد تؤدي الى وصول الاسلاميين الى الحكم في سورية كما حدث في مصر»، ورأى في اتصال مع «الراي» أن «الرئيس المصري يعتقد أن تجربة الإخوان المسلمين في مصر يجب أن تتكرر في سورية (...)».

وتعليقاً على ما أدلى به العميد السوري المنشق مناف طلاس لصحيفة «واشنطن بوست» حين اعتبر أن العلويين يريدون ضمان سلامتهم إذا انشقوا عن النظام السوري وأن عمله الرئيسي في الوقت الحالي «اقناع العلويين ألا ينتحروا مع النظام»، أشار كيلة الى أن «جوهر الفكرة صحيح بغض النظر من هو مناف طلاس خصوصاً أن النظام عمل على تخويف العلويين من الثورة بإعتبارها ثورة سنية - إخوانية تهدف الى الانتقام من أحداث 1982»، لافتاً الى أن «المعارضة السورية تتحمل مسؤولية في هذا المجال لأنها توحي للرأي العام بأن الثورة في سورية ثورة سنية الطابع وهي بذلك ساعدت النظام السوري عن قصد أو غير قصد»، محملاً «المعارضة إثارة القلق عند الأقليات في سورية بسبب خطابها الطائفي ما أدى الى تقديم خدمة مجانية لنظام الأسد»، موضحاً «أن العلويين في سورية يتعرضون للترهيب من النظام وللتخويف في مناطقهم ووضعهم الاقتصادي صعب جداً مقارنة بالمناطق الأخرى وهذا يعني أنهم مؤهلون كسواهم للانخراط في الثورة»، مشيراً الى ان «الطائفة العلوية تعاني من إرهاب المجموعات التي صنعها آل الأسد في ما يعرف بالشبيحة»، معتبراً ان «المافيا المالية ـ الأمنية هي التي تدرب فرق الموت في سورية. وهذه المافيا هي العمود الفقري التي ينهض عليه الثنائي المافيوي الأمني ـ المالي الذي يعتبر رامي مخلوف أحد دعائمه»، نافياً «وجود أي دور لشركة (بلاك ووتر) الأميركية في سورية»، كما صرح محمد حسنين هيكل خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة «الأهرام» المصرية، مؤكداً «أن شبيحة النظام مدربون على طريقة (بلاك ووتر) وهذا الهيكل الاجرامي يُدار من قبل التحالف الأمني ـ المالي وهم مدربون تدريباً عالياً».

ورأى كيلة الذي نفته السلطات الأمنية السورية الى الاردن بسبب مواقفه الداعمة للثورة، أن «بعض المواقف الغربية لا تنفع الثورة السورية».

ورداً على سؤال عما إذا كان المجتمع الدولي سيتدخل في سورية على طريقة كوسوفو، اي من خارج مجلس الأمن، قال: «إن الولايات المتحدة وأوروبا ليس بإمكانهما التدخل العسكري بسبب الأزمة المالية والاقتصادية التي يعاني منها النظام الرأسمالي الغربي منذ اعوام»، مشدداً على أن «أي تدخل عسكري على هذا المستوى سيؤدي الى إشعال الشرق الاوسط وسيعمق الصراعات الاقليمية»، موضحاً أن «المخرج الأساسي للأزمة السورية في ظل هذا الجمود سيكون على يد الثورة السورية وحدها»، مطالباً «الثوار بتنظيم صفوفهم»، مستبعداً «حدوث إنقلاب داخل السلطة من مجموعات سياسية وعسكرية لمجرد ادراكها بعد هذه التجربة الطويلة فشل الخيار الأمني»، مشيراً الى أن «وقوع مثل هذا الانقلاب لن يعيد الى سورية الحكم العسكري ومن المرجح أن يكون للجيش دور خلف الستار في المرحلة المقبلة، أي المرحلة الانتقالية الى أن يتم بناء الدولة المدنية».

ورأى أن كل مبادرة تطرح بقاء الرئيس بشار الاسد «هي مبادرة فاشلة ولا بد من تصفية الحساب مع هذا النظام الفاشي ومن غير الجائز لهذه الثورة التي قدمت الكثير من الدماء الجلوس على الطاولة نفسها مع نظام قاتل فلا إمكانية للحل مع استمرار بشار الأسد».

ولفت كيلة الى أن كلام الأسد في المقابلة التي بثتها قناة «الدنيا» السورية الأربعاء الماضي «ينم عن أن الأسد لا يرتبط في الواقع ويعيش في حالة وهمية ويكرر المسائل نفسها التي اعتدنا عليها كحديثه عن المؤامرة التي تتعرض لها سورية وهدفه من استخدام مصطلحات المؤامرة إجهاض الثورة السورية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي