مسلسل تبثه الـ «بي بي سي» عن عائلة مسلمة

انتقادات شديدة لـ «المواطن خان»: مهين للإسلام ولا يحترم القرآن

تصغير
تكبير
|لندن - من إلياس نصرالله|

يثير مسلسل تلفزيوني فكاهي عن حياة عائلة مسلمة في بريطانيا بثته الليلة قبل الماضية القناة الأولى التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون البريطانية (بي بي سي) ضجة واسعة وتعرضت الهيئة بسببه لمئات الشكاوى من المواطنين الذين اعتبروا البرنامج «مهيناً للاسلام» و«لا يحترم القرآن» ويعزز من النظرة النمطية الخاطئة السائدة في المجتمع عن شخصية المواطنين البريطانيين المسلمين من أصول آسيوية.

وأشد ما أثار غضب المشاهدين مشهد تظهر فيه فتاة بلباس عصري مثير يُظهر محاسنها الجسدية ومطلية بطبقة كثيفة من مواد التجميل والمساحيق وهي لوحدها في المنزل، فجأة سَمعت جلبة في الخارج فأدركت أن والدها عاد الى المنزل، وقبل أن يفتح الباب قفزت لتضع الحجاب فوق رأسها وتناولت القرآن وتظاهرت أنها تقرأ فيه. فبهذا المشهد يفتتح المسلسل ظهور البطل وهو المواطن خان ذاته. الذي وفقاً للسيناريو يُعتبر أحد وجهاء الجالية التي ينتمي اليها.

وكانت الـ«بي بي سي» ترددت في الماضي في منح موافقتها على برامج فكاهية عديدة تتعرض للأديان وفي شكل خاص للاسلام. لكنها في النهاية وافقت على انتاج هذا المسلسل الذي يحمل عنوان «المواطن خان» وهو من تأليف عادل راي (42 عاماً)، وهو فنان بريطاني مسلم مولود في مدينة بيرمنغهام من أب باكستاني الأصل وأم كينية.

ولوحظ أن الانتقادات التي وردت الى الـ«بي بي سي» لم تكن فقط من مواطنين بريطانيين مسلمين، بل تنوعت الخلفيات الدينية والاجتماعية لأصحاب الشكاوى لتشمل أشخاصاً من كل فئات المجتمع، حيث كان هناك شبه اجماع بين الشكاوى على أن الحلقة التي بثت من المسلسل كشفت عن «جهل مطبق وتعزيز للنظرة النمطية السائدة في الشارع عن المسلمين والآسيويين عموماً».

وحاولت الـ«بي بي سي» أمس الدفاع عن نفسها وعن المسلسل وقالت انه اجتذب 3.6 مليون مشاهد، أي عبارة عن 21.5 في المئة من مجموع الأشخاص الذين كانوا يتابعون مختلف البرامج التلفزيونية في ذلك الوقت. وأضافت أنها لا تستغرب الشكاوى والانتقادات التي وُجِهَت لها، معتبرة الأمر مسألة عادية تحصل مع كل البرامج أو المسلسلات الشبيهة. وقالت الهيئة ان «الشخصيات هي عبارة عن توليفة هزلية ولا تعني أنها تمثل المجتمع ككل». فيما قال نقاد فن في تعليقات لهم أمس انه من غير الممكن أن يتم انتاج وعرض برنامج أو مسلسل تلفزيوني تدور أحداثه حول حياة زعيم في الجالية الاسلامية مثل «المواطن خان» بطل المسلسل، من دون أن يثير مثل هذه الضجة.

غير أن واضع السيناريو راي ذاته تحدث في مقابلة صحافية أجريت معه أخيراً وقال عن المسلسل، ان «المواطن خان» يتيح لأبناء الجالية المسلمة في بريطانيا فرصة ليضحكوا على أنفسهم. ووفقاً لبعض النقاد أخطأ راي، الذي يلعب هو الآخر دوراً في الفيلم، بأنه حشر الاسلام في السيناريو، في حين لم تكن هناك حاجة الى ذلك، مما جعل المسلسل يبدو «سطحياً وسخيفاً».

يُشار أن راي استعان في كتابة السيناريو بكاتبي سيناريو آخرين مشهورين هما أنيل غوبتا وريكاردو بينتو. وتساءل بعض المنتقدين «متى ستكف «البي بي سي» عن هذا التنميط العنصري للمسلمين»، و«ما هو المقصود من اظهار المسلمين على هذا النحو؟».

واستخدم منتجو «المواطن خان» مجموعة من كبار الممثلين في المسلسلات التلفزيونية البريطانية، وبعضهم من الانكليز البيض، مثل كريس مارشال الذي يلعب دور مدير المسجد والممثلة البريطانية من أصل هندي شوبو كابور، التي اشتهرت في الأدوار التي لعبتها في مسلسل «ايست اندرز» البريطاني الشهير، والتي أسْنِدَ لها في المسلسل الجديد دور زوجة المواطن خان. ويسخر المسلسل من المواطن خان المفتون بشخصه والذي يعتقد أنه رجل مهم في أوساط الجالية والمجتمع وحتى في مجال عمله التجاري.

بريطانيا تعاني من داء الكذب

لندن- يو بي اي - كشفت دراسة جديدة أمس أن الكذب أصبح ممارسة طبيعية في بريطانيا، ويستخدمه أبناؤها وخاصة الرجال بشكل روتيني في حياتهم اليومية.

ووجدت الدراسة، التي نشرتها صحيفة «ديلي اكسبريس»، أن ربع السائقين البريطانيين كذبوا في شأن بوليصات التأمين على سياراتهم في محاولة للحصول على أرخص عرض.

وقالت إن 20 في المئة من البريطانيين يلجأون إلى الكذب للحصول على إجازة من العمل بداعي المرض، في حين يعتقد 13 في المئة منهم أن الكذب على شريكة الحياة عند ممارسة الخيانة لا يضر.

وأضافت الدراسة أن رجال بريطانيا هم أكثر إقداما على الكذب من نسائها، ويكذب الواحد منهم ثلاث مرات في اليوم، أي ما يعادل 1092 كذبة في العام.

وأشارت إلى أن المرأة البريطانية تكذب مرتين في اليوم، أي ما يعادل 728 كذبة في العام، لكن القواعد تنعكس حين يتعلق الأمر بإخفاء الملابس الجديدة عن النصف الآخر، وتشعر 39 في المئة من البريطانيات عندها بالحاجة إلى الكذب، بالمقارنة مع 26 في المئة فقط من الرجال.

ووجدت الدراسة أيضاً أن النساء البريطانيات هن أكثر إقداما على الكذب لتجنب الرد على المكالمات الهاتفية، واعترفت 50 في المئة منهن باستخدام هذا التكتيك بالمقارنة مع 30 في المئة من الرجال.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي