ملامح / ذكاء كاذب

د. عالية شعيب


| د. عالية شعيب |
أجمل لحظات الحياة حين يكتب أحد الزملاء مقالا يستفزك لتكتب وهذا ماحدث لي، فقد كتبت الزميلة فوزية شويش السالم في الجريدة منذ فترة عن الذكاء الصناعي، وكيف تمكن العلماء من اختراع الذكاء الصناعي ضمن ثورة القرن التكنولوجي. ولعل كل ماحولنا يشير لصور وملامح للذكاء الصناعي، منها الكمبيوتر والهواتف الجديدة المسماة بالهواتف الذكية، والأكثر حداثة منه، يمكنك أن تعطيه أمر الاتصال او الكتابة نيابة عنك بالكلام معه، أي أن الهاتف طُور ذكاؤه لدرجة أنه يكاد يكون سكرتيرتك الشخصية، ثم هناك امبراطورية جوجل التي انتجت لنا العملاق أندرويد الذي يفعل العجب ويجعل حياة الأدباء ورجال الأعمال يسيرة ووممتعة فيصير مساعدك وصوتك وعقلك ويدك وذاكرتك، وبالامس فقط أعلن جوجل عن اتفاقية بين شركة نيكون للكاميرات وأندرويد، والمستقبل سيشهد عجائب الكترونية أخرى تفيد الانسان وتسهل مهامه. لكن مناسبة كتابة هذا المقال هي أن بامكان العلم تطوير ذكاء آلة باعطائها مهاما وأفعالا واستجابات على شرائح مصغرة، فيكون ذكائه بهذا الحد، فالآلة لن تطور نفسها بنفسهاـ كأن تخترع نمطا لم يضعه العلماء فيها، فنستنتج ان ذكاء الآلة هو جزء مصغر لذكاء الانسان العالم الذي اخترع هذا الجهاز ووضع فيه بعض ذكائه. يمكن للعلماء جعل الآلة ذكية وجميلة، لكنهم لايستطيعون صنع عناصر أخرى شخصية فريدة من نوعها كخفة الدم، أو القبول والكاريزما، أو الموهبة. يمكنهم صنع آلة ترسم لكنها ستظل مجرد نسخة عن الأصل، يمكنهم صنع بيانو يعزف لوحده، لكنه لن يكون موهوبا لأنه ليس إنسانا ولم يضع الله فيه هذه الموهبة، ويمكنهم صنع رجل آلي غاية في الجمال والدقة لكنه لن يمتلك خفة الدم والكاريزما التي توجد في بعض البشر. الفرق: الله صنعنا على أجمل شكل، ونحن باجتهادنا اخترعنا الآلة، لكنها ليست ولن تصل للشكل الأكمل لأننا صورة ناقصة منه جل جلاله، والآلة صورة ناقصة عنا، لذلك ستظل ناقصة لعجزنا وقصورنا كبشر.
twitter@aliashuaib
أجمل لحظات الحياة حين يكتب أحد الزملاء مقالا يستفزك لتكتب وهذا ماحدث لي، فقد كتبت الزميلة فوزية شويش السالم في الجريدة منذ فترة عن الذكاء الصناعي، وكيف تمكن العلماء من اختراع الذكاء الصناعي ضمن ثورة القرن التكنولوجي. ولعل كل ماحولنا يشير لصور وملامح للذكاء الصناعي، منها الكمبيوتر والهواتف الجديدة المسماة بالهواتف الذكية، والأكثر حداثة منه، يمكنك أن تعطيه أمر الاتصال او الكتابة نيابة عنك بالكلام معه، أي أن الهاتف طُور ذكاؤه لدرجة أنه يكاد يكون سكرتيرتك الشخصية، ثم هناك امبراطورية جوجل التي انتجت لنا العملاق أندرويد الذي يفعل العجب ويجعل حياة الأدباء ورجال الأعمال يسيرة ووممتعة فيصير مساعدك وصوتك وعقلك ويدك وذاكرتك، وبالامس فقط أعلن جوجل عن اتفاقية بين شركة نيكون للكاميرات وأندرويد، والمستقبل سيشهد عجائب الكترونية أخرى تفيد الانسان وتسهل مهامه. لكن مناسبة كتابة هذا المقال هي أن بامكان العلم تطوير ذكاء آلة باعطائها مهاما وأفعالا واستجابات على شرائح مصغرة، فيكون ذكائه بهذا الحد، فالآلة لن تطور نفسها بنفسهاـ كأن تخترع نمطا لم يضعه العلماء فيها، فنستنتج ان ذكاء الآلة هو جزء مصغر لذكاء الانسان العالم الذي اخترع هذا الجهاز ووضع فيه بعض ذكائه. يمكن للعلماء جعل الآلة ذكية وجميلة، لكنهم لايستطيعون صنع عناصر أخرى شخصية فريدة من نوعها كخفة الدم، أو القبول والكاريزما، أو الموهبة. يمكنهم صنع آلة ترسم لكنها ستظل مجرد نسخة عن الأصل، يمكنهم صنع بيانو يعزف لوحده، لكنه لن يكون موهوبا لأنه ليس إنسانا ولم يضع الله فيه هذه الموهبة، ويمكنهم صنع رجل آلي غاية في الجمال والدقة لكنه لن يمتلك خفة الدم والكاريزما التي توجد في بعض البشر. الفرق: الله صنعنا على أجمل شكل، ونحن باجتهادنا اخترعنا الآلة، لكنها ليست ولن تصل للشكل الأكمل لأننا صورة ناقصة منه جل جلاله، والآلة صورة ناقصة عنا، لذلك ستظل ناقصة لعجزنا وقصورنا كبشر.
twitter@aliashuaib