25 أغسطس 2012
12:00 ص
1214
| د. مبارك عبدالله الذروه |
الكويت بين الخوف والأمل... سؤال كبير يستحق البحث مفاده من يمسك (بسكان) الاحداث؟ وهل يعرف الطريق الى مستقبلنا؟ هل هو مليء بالخوف... ام بالأمل؟
عندما تعلو السياط.. وتسود لغة الكرباج اللفظي! وتخشى النخب الحرة من تقييد حرية الإرادة وتقلق من الإقصاء والاتهام والبغي والعدوان.. عندما يخاف الأعلى ان يفتح فمه او ينطلق بفكره لما يراه حقاً..!!
عندها تموت الكلمة دون غسل... لتدفن دون كفن! تموت لانها لم تلد، وتذوي ورودها لأنها لم تسق الماء ولم تتنفس الشمس! هو ربيع لشباب لم يستمر... ليتصدر محلهم أنصاف الرجال ويقولوا نعم نحن الرويبضة!
عندما ينزوي جنبا كالمجروب كل مسؤول شريف، وينام ملء جفنه عن العدل كل وزير صادق، ويصمت عن الانكار كل عضو امين، وينكفئ عن التعبير كل كاتب حر، عندما يعتزل كل هؤلاء وغيرهم الحياة، وهم يرون بلادهم تسرق... تنهب... تختطف.... بحجة أنهم كانوا يوما ما... ان نطقوا او تكلموا او قرروا او انكروا.... اتهموا بالخيانة... والتأزيم... وتعطيل الحياة....!
عندما يحدث ذلك كله فإن الخوف... الخوف وحده هو من يصنع الاحداث.
ولك ان تتصور كيف تعيش الكويت بالخوف... كيف تعيش مؤسساتها بالخوف!! وحين تعيش الامم بالخوف... فلن تكون هناك تنمية او استقرار... والطغاة يسعون دائماً الى إثارة الرعب والخوف في نفوس الاصلاح وأهله...
فليس الطغيان مختص بالحكام كما يظن البعض. كلا؛ بل الطغيان جرثومة اذا ما زرعت في جسد انبتت الجور والظلم والدمار... فرب الاسرة قد يكون طاغيا والمعلم والكاتب والطبيب... وكذلك الوزير ونائب الامة والتاجر أيضاً قد يكونوا طغاة!
فالتنمية والإصلاح لا يعيشان أو ينموان بلا (حادي الأمل)... ولا امل مع الخوف والرعب...
الذين ينشرون وصمات الخيانة على فرقائهم اليوم، ويصفونهم بانهم أعداء للوطن... وخونة... هم يخرقون سفينة المستقبل... لأنهم يروجون ثقافة الاستبداد والصمت.... بئس عبد الدينار وبئس عبد الدرهم!
ان الذين يشهرون ببعض فئات المجتمع امام الرأي العام ويحاولون اغتيال حريتهم وكرامتهم هم جسد مريض ينبت ويكبر بيننا... ولا بد من علاجه... او استئصاله!
هؤلاء الذين وصفوا من يعارضهم ومن معهم، او آمن بأسلوبهم ونهجهم بانهم خونة او دمروا البلاد او انتهازيين مستخدمين اقذع الألفاظ واقبح المفردات بحق نواب الامة ورجالات الكويت واحرارها..! هم انما ينشرون ثقافة الإلغاء والاستبداد دون ان يشعروا... ولا يظن أولئك ان المستقبل سيرحمهم ان لم يتوبوا عن استمرار التدليس والخداع، فمن يبيع دينه بعرض من الدنيا لن يهنأ أبدا، ولو تذرع او لبس جلباب الوطنية مقطوع الأكمام...!
الى أولئك الصادقين والأحرار في بلدنا المغلوب، اصبروا سيكشفهم الله، وسيذلهم العزيز، وسيسلط عليهم من يكشف زيفهم وادعاءهم... الذين يخلطون صلاحهم بفساد من يسيرون خلف ركابه بحثا عن شهرة او مال او ادعاء كاذب فارغ..!
ما يؤسفني حقاً ليس ما يقال عن أهلنا واخواننا في الكويت من نواب أفاضل وكتاب أحرار، فإن خصومهم البغاة سينتهون الى حيث ألقت رحلها ام قشعم... لكن ما يهمنا ويقلقنا هو اثار ذلك كله على الكويت الوطن الجريح المريض بعد ذلك...! تلك الثقافة التخوينية التي يراد منها ان تعزل الأخيار الاحرار عن إنكار المنكر وقول الحق. تلك الثقافة تحتاج الى عقود اخرى من الزمن كي تزول لأن من ساهم بها وزرعها قد لا يدرك انه يجذر لثقافة الانحطاط والاستبداد والعبودية والمسح على الجوخ!
ونحن هنا لا نتهم كل مخالف لنا في الرأي والاتجاه... بل هناك من احترم إرادتنا بأخلاقه، فخالفنا وخاصمنا بفروسية وشرف، فلهم كل محبة وتقدير...
ان اخوف ما نخاف عليه هو عندما تتعرض الكويت مستقبلا الى هزات كارثية كالغزو مثلا او اتخاذ قرارات خطيرة تمس امننا او اقتصادنا، هل سيصمت الاحرار؟ وكيف سينطق الشرفاء....؟ فالسلطة والمتنفذون سكتوا يوما ما عن الرويبضة والمندسين واذناب المرتشين المتسولين حين خونوهم وشتموهم....! سيسكت أحرار الأمس... لأن صوتهم اصبح غير مسموع... وسيتقدم جهلاؤنا وسفهاؤنا بالرأي والمشورة...! وحين يصمت العقلاء الأمناء الاحرار تسود العامة، الدهماء، الأكلة! حينها تسقط الامم وتنهار الدول، ولات حين مندم!
عندما لا يجسر العلماء والمفكرون والكتاب الحقيقيون عن قول كلمة الحق سيسود مدعو العلم والفكر والكتابة المداحون المساحون...!
حين تمارس السلطة او الجماهير الإرهاب الفكري ومصادرة الرأي، وتغلف ذلك بقواميس الشتم والاتهام والتخوين، فإنها تعزلهم وتقصيهم حين الملمات والنائبات.
ان كلمات الحق مرة، مؤلمة لكنها شافية، وكلمات المدح الباطل تدغدغ المشاعر وتسعد الأغبياء.
باختصار... ان التنمية وتقدم الامم بلا أمل واستقرار كالعصفور بلا ريش... ما ان تطلقه في السماء حتى يعود ساقطا تحت أقدام من اطلقه.... ليموت! Dr_ maltherwa @