مقابلة / وصف قرارات إقالة قادة المجلس العسكري بـ «الثورية» مؤكدا أنها ستتوالى على كل الصعد

العريان لـ «الراي»: مرسي أنهى الحكم العسكري لمصر

تصغير
تكبير
| القاهرة - من مجاهد مليجي |

قال القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان إن قرارات الرئيس محمد مرسي بإقالة القادة العسكريين قررات ثورية وضعت أقدام مصر على أعتاب الدولة المدنية الديموقراطية وأنهت الحكم العسكري لها، وقطعت الطريق على الذين يراهنون على إفشال الرئيس ومشروعه الإسلامي ويتمردون على برنامجه.

ودعا العريان في حوار خاص مع «الراي» الثوار والقوى السياسية إلى الالتفات حول الرئيس وبرنامجه لكي تنطلق مصر نحو آفاق أرحب. وهاجم الاعلام المصري خصوصا القنوات الفضائية، قائلا: انه كان ضد الثورة منذ انطلاقها ولكنه فشل وانتصرت الثورة.

في الاتي نص الحوار:



• في رأيك لماذا يبدي البعض تخوفا من الدستور المرتقب باعتباره دستورا إخوانيا؟

- هذا كلام غير صحيح ولك أن تنظر في تشكيلة الجمعية وفي رئيسها والمتحدث باسمها. فكلهم شخصيات وطنية لا علاقة لها بالإخوان واللجنة بها جميع الأطياف، ومن يرددون هذا الكلام يريدون تعويق المسيرة الإصلاحية في مصر بأي وسيلة، ويمكنني الآن القول إن مصر ستشهد بإذن الله استقرارا وتنمية في ظل دستور جديد يؤسس لديموقراطية سليمة.

• طالبت بعض الأحزاب الرئيس بتسليم سلطة التشريع للجمعية التأسيسية فكيف ترى هذه الدعوة؟

- أرى أنها دعوى غريبة وعجيبة حيث ان البعض من هؤلاء طالبوا المجلس العسكري بالبقاء سنوات وإمساكه كل السلطات، وان ينكرون حقا مستقرا دستوريا بمصر لرئيس منتخب في ظرف انتقالي. حقا إنها قوى مدنية ليبرالية، وأؤكد أنه في غياب البرلمان ستكون سلطة الرئيس التشريعية أشبه بأكل الميتة على الرئيس أن يتشاور مع جميع القوى السياسية و يستخدمها إ مضطرا لضرورة.

• كيف يرى الدكتور العريان قرارات الرئيس مرسي الأخيرة والخاصة بقيادات الجيش؟

- أرى أنها قرارات رئاسية شجاعة أحبطت مخططات الثورة المضادة وفضحت الطرف الثالث الذي يعمل على إعاقة مسيرة التحول الديموقراطي لشعب مصر، فقد أدى الرئيس واجبه السيادي وحقق مطالب الثورة وعلى كل ثوري أن يساند الرئيس لمنع أي محاوت ضد الثورة فهذه هي الموجة الثانية لثورة الشعب المصري.

وأؤكد أنه من اليوم فقط العالم يتعامل مع دولة مدنية حقيقية في مصر، وشعبها هو السيد الحقيقي، ومصدر السلطة رئيسها الذي انتخبه الشعب، وحكومتها مسؤولة يحاسبها رأي عام قوي، وأهلها متيقظون، كما أنه من اليوم يشعر المواطن أنه صاحب القرار، وأن صوته كمؤيد أو معارض يحدد مسيرة هذا البلد، ومن هنا تبدأ مرحلة ومسيرة التحول الديموقراطي في مصر لتصبح مصر لنا كلنا وطن، وأن آثار قرارات الرئيس ستتوالى على كل الصعد مسؤوليتنا كشعب وقوى سياسية أن نحافظ على مكتسبات الثورة ونكمل مسيرتها مع الصبر والتحمل وتقبل اخر.

• البعض يراهن على إفشال مساعي الرئيس مرسي في النهوض بمصر.. فما رأيكم؟

- من قصر النظر السياسي المراهنة فقط على فشل الرئيس والحكومة في غياب البديل، ونحن بحاجة إلى أن يشعر الجميع بالمسؤولية عن نجاح التجربة الديموقراطية الوليدة، وذلك بجعل الرئيس وحكومته أولويات استتباب امن ومنع الفوضى ومعاقبة المخربين بالقانون وتوفير الطاقة وتقوية التماسك اجتماعي ودعم اللحمة الوطنية ويدعم كل هذا النضج السياسي الذي بات يتمتع به الشعب المصري وكلها مقدمات أساسية للنهضة والرخاء، علاوة على توفير الخدمات الرئيسية وهي أساس وعصب حياة المواطنين والتأكيد على أن كل من يخرب أو يهمل في تقديم هذه الخدمات يجب محاسبته وعقابه.

• ولماذا يزور الرئيس مرسي الصين أولا. كيف ترى هذا التوجه؟

- لاشك أن مصر لن تصبح تابعة لأحد وستمنعها كرامتها من مد يدها لأخذ أي معونات ولذلك فإن البديل هو البحث عن موارد جديدة وتنميتها. واعتقد أن رحلة الرئيس محمد مرسي إلى الصين هي بداية لتدفق استثمارات جادة تساهم في رفع معدلات التنمية الاقتصادية في مصر من جهة وتساعدنا على الاستغناء عن القروض والمعونة من جهة أخرى.

وهذا يتحقق مع الصبر والعمل المتقن والجد واجتهاد حتى تتزايد استثمارات ويرتفع مؤشر التنمية وتعبر مصر جميع ازمات، حيث إن العديد من رجال الأعمال الصينيين الذين اجتمعت بهم اكدوا أن الانتاج في مصر أرخص بكثير من مثيله في الصين، ما يعزز اتجاهات بناء المصانع في مصر برأسمال صيني أو أجنبي كحل وسط يساعد في حل أزمة البطالة عندنا وتنشيط الاستثمار ورفع معدلات التنمية من جهة، ولتحقيق المزيد من الأرباح والاستفادة بالميزة النسبية المتمثلة في رخص الأيدي العاملة في مصر، مع أنني أرى أنه يجب أن تكون قبلتنا للاستثمار في مصر باتجاه أوروبا وأميركا واليابان، وجعل الصين في ترتيب متأخر حيث ان الكثيرين يرون في الصين اختيارا خاطئا لأنها منافس لنا.

• هناك الكثير من الجدل الدائر حتى الآن بعد تشكيل الحكومة حول صلاحياتها وقدراتها وتمثيلها لاطياف المجتمع وغير ذلك ما جعل البعض يصفها بأنها مخيبة للآمال؟

- لاشك أن تشكيل الحكومة البعض جعل منه مشكلة حيث ان هذه الحكومة لها طبيعة خاصة، فهي أول حكومة تأتي من رئيس منتخب وقد تولى الرئيس الحكم بوعود جعلته يسلك الطريق التي نتابعها بحيث يكون رئيس الحكومة لا ينتمي لأي حزب سياسي معين ويتمتع بروح الشباب، وأعلن أن حكومته ستهتم بالكفاءة وإنجاز برنامج الرئيس وعلى رأسه برنامج الـ 100 يوم، ومهمتها الأولى تلبية الحاجات الأساسية للمواطنين بعد التدهور الحاصل، واستعادة الأمن وتحريك عجلة الاقتصاد بعد أن فشل النظام السابق في ذلك على مدار أكثر من 30 عاما.

• ومن يراقب أداء حكومة هشام قنديل في ظل غياب مجلس الشعب؟

- الحكومة الآن تحت رقابة الشعب المصري بجميع أطيافه في غياب البرلمان، والشعب لن يطمئن حتى تُلبي هذه الحكومة حاجاته اساسية، و عذر لوزير أو مسؤول إذا قصر في تلبية الحد الأدنى من مطالب الشعب المصري على الأقل.

• ماذا قدم الإخوان وحزب الحرية والعدالة للشعب المصري منذ دخل البرلمان حتى الان؟

- تحركاتنا وجهودنا التي نبذلها في القرى والاحياء والنجوع وحديثنا عن ذلك كله في المقام الأول يتناول مصلحة الوطن وليس مصالح خاصة وشعارنا أن الرائد لا يكذب أهله ولا يخدعهم وسلاحنا في ذلك المصارحة من البداية، وإننا كمسؤولين منذ دخلنا هذه الدورة نواجه تحديا حقيقيا ممتدا من سنوات عديدة في جميع كيانات المجتمع كله ما اثر على اداء اخواننا في مختلف الدوائر، ونحن ندرك ذلك من اللحظة الاولى بان طريقنا ليس مفروشا بالورود، واخترناه متوكلين على الله لا نبتغي إلا رضاه حيث وطن الإخوان أنفسهم واستعدوا لمواجهة التحدي تلو التحدي، ونسعى لكي نعيش في وطن حر مستقل لا تعتل فيه صحتنا وننعم بثرواتنا وبعدالة وحرية وتعليم حقيقي لتصبح مصر بحق بلد الحضارة والتقدم والثقافة.

• هل أنجزتم مواد الدستور المقترحة أم أنه مازال امامكم الكثير؟

-لقد أنجزنا الغالبية العظمي من مواد الدستور بفضل كثافة وتوالي الاجتماعات للجمعية العامة وأعتقد أنه لم يتبق أمامنا سوى 10 مواد وتنتهي من الصياغة الأولى، وبعدها يتم ترتيب إجراءات الاستفتاء ولكن بعد انتهاء اللجان الفرعية كذلك.

• كيف ترى اداء الاعلام خلال هذه المرحلة وتقييمه لها؟

- الاعلام من قبل قيام الثورة اتخذ منحى معاديا ومضادا لها من أجل الحفاظ على مكاسب خاصة متجاهلا مصلحة الوطن مصر، وإذا أردنا أن نلخص حالة الإعلام الكاره للثورة والرافض لها يكفي الخبر الذي نشروه قبل أيام عن حكم المحكمة الدستورية الألمانية، وصوروه على غير الحقيقة لخداع وتضليل الشعب المصري والذي يقضي بعدم دستورية بعض مواد قانون الانتخاب في ألمانيا ولكنها أبقت على البرلمان دون حل، ومع ذلك زور إعلامنا الهمام الخبر بطريقة تعكس منتهى الإهانة للمشاهد والقارئ المصري الأمر الذي يؤكد أن هذا الإعلام يحتاج إلى وقفة ويحتاج إلى معالجة.

وأنا أقول أن هذا الإعلام عمل ضد الثورة أثناء انطلاق شرارتها الأولى ولكنه فشل ونجحت ثورة 25 يناير، ثم قاد حملة ضد التعديلات الدستورية في 18 و19 مارس وفشل ونجحت التعديلات بنسبة تجاوزت الـ 78 في المئة، ثم قادوا حربا شرسة ضد الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية إلا أنها فشلت فشلا ذريعا وكسبت الأحزاب الإسلامية بنسبة قاربت الـ77 في المئة، وكذلك استمر هجومهم ومعركتهم ضد الإسلاميين بلا هوادة في انتخابات رئيس الجمهورية.

وفاز الدكتور محمد مرسي والإعلام فشل وبناء على ذلك فعلى أصحاب هذه القنوات التي تريد تشويه الوجه الجميل لثورة 25 يناير وتشويه الوعي الذي يتمتع به الشعب المصري أن يدركوا أن هذه الثورة أكدت أن المصريين شعب ناضج ويستطيع أن يكتشف التزوير والكذب.

• ما هي أنسب السبل للتعامل مع هذه الشائعات من وجهة نظركم ومن وراءها؟

- هذه الشائعات يقف وراءها الكارهون لتقدم مصر ونجاح ثورتها والرافضون للتقدم للامام ويريدون العودة بعقارب الساعة للخلف للانقلاب على الثورة ولكننا نقول لهؤلاء: فات الأوان ولم يعد من المقبول العودة للوراء.

كما أنه يجب على أي مواطن يستمع إلى شائعة من الشائعات في اي برنامج أن يرفع سماعة التلفون على الفور ويبعث بشكوى ونقول لهذه القناة أو تلك إن ما تقولونه كذب.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي