مصر تغضب والرئيس يحسم

تصغير
تكبير
| علاء الدماصي |
دماء شهداء الحدود الغالية فجرت بركان الأحزان في شوارع القاهرة في كل بيت مصري وكل أم مصرية كانت تبكي حينما تلاقي الخبر على مسامعها كان يوم شديد السواد وعظيم الألم على قلب كل مصري في جميع أنحاء العالم يوما سرقت فيه البسمة من شفاه المصريين وعجزت النكتة التي كانوا يتميزون بها على أن تخرج من حناجرهم.
الكل كان يسأل ويتساءل ويهمهم بداخله أو مع الآخر هل كانت المخابرات المصرية غافلة عمن قاموا بتلك الجريمة قبل وقوعها؟. هل الجيش المصري عجز عن حماية جزء من حدود الوطن؟. هل إسرائيل طرف ثالث في تلك الجريمة وما علاقة الأحداث بتصريحات مسبقة للحكومة الإسرائيلية؟. هل هناك نوع من التطرف المتأسلم ونوع من البشر ينتمي للإسلام بشكل أو بآخر سولت لهم أنفسهم حصد أرواح مسلمين أثناء تناول الإفطار؟
ولكن الغريب أن يدور هذا السؤال في رأس مدير مخابرات مصر والأغرب أن يستمر الرئيس المصري من دون صلاحيات حقيقية في الوقت الذي يحصد ثمرة انشغال الجيش بالسياسة والأدهى من ذلك ألا يستطيع تأمين رئيس الجمهورية للمشاركة في جنازة الشهداء ويهان رئيس الحكومة في جنازة عسكرية جماهيرية ويهان رئيس الجمهورية في وسائل إعلام فوضوية.
كان لابد أن تستقيم الأمور لتقوم الدولة ويحكم الرئيس وأيضا يحاسب الرئيس عن كل جزءا في مصر و يعرف الجميع أن مصر أصبحت لها ذرع وسيف جيش عظيم يتفرغ لحماية أراضي الوطن ورئيس منهمك بحماية مبادئ الثورة ومؤسسات الدولة بعد القرار الحكيم بإحالة طنطاوي وعنان للتقاعد وتقليم أظافر الحكم العسكري .
هذا هو الوقت الذي يستطيع أن يبرهن فيه الرئيس أنه لكل المصرين بعد أن تمتع بكامل صلاحياته ؛ ويعي أنه في اختبار حقيقي لوطنيته ولامجال لأخونة الدولة التي تساوي تهشيم الدولة فالوطن أغلى من اي أيديولوجيات حزبية؛ هذا الوقت الذي يجب أن يفهم الجميع فيه أن مصر خط أحمر لا يستطيع أحد أن يتجاوز في شأنها أو ينال من مكانتها ويشرع في إهانة رئيسها فلتخرس الألسنة المسمومة بالحقد ولتتحدث مصر عن نفسها... حفظ الله مصر الكنانة.
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي