في ختام مؤتمر القدس السنوي العاشر لحركة التوافق الوطني الإسلامية

المطران عطا الله حنا: تحرير القدس يأتي من وحدتنا العربية

تصغير
تكبير
| كتب باسم عبدالرحمن |
قال خادم القدس الشريف رئيس اساقفة سبسطية الروم الارثوذكس في فلسطين المطران عطا الله حنا إن «تحرير القدس يأتي من وحدتنا العربية، وبالنضال سنستعيد هذه المدينة المقدسة لانها لنا، وليست للمستعمر، والذي حتى إن حظي بالدعم الغربي فإنه يفتقر إلى الحق، وصاحب الحق هو من سينتصر في النهاية».
وأضاف المطران عطا الله حنا، في ختام مؤتمر القدس السنوي العاشر، مساء أول من أمس، الذي نظمته حركة التوافق الوطني الاسلامية، تحت شعار «يوم العدل الالهي... يوم موعود»، إن «السلام لايأتي من دون تحرير الأرض والإنسان من الظلم والاستبداد، ومن بطش الاحتلال وعنصريته».
وتابع، «ما احلى واجمل ان نجتمع أخوة معا، فنحن أخوة بكل ما تحمله الكلمة من معان، ومهما اختلفنا في ديننا ومذاهبنا، لأننا ننتمى جميعا إلى أسرة واحدة خلقها الله، الذي خلق المسلم كما خلق المسيحي».
وزاد «علينا أن نطهر قلوبنا من الحقد والكراهية، وان نزرعها بالمحبة التي يريدها الله لنا، الذي زرع فينا القيم والايمان، وعلينا المحافظة على تلك المحبة والتي بدونها لن نكون مسلمين أو مسيحيين حقيقيين».
وقال المطران عطا الله حنا، «عشنا رمضان في مدينة القدس في اجواء لحمة واخوة وطنية اسلامية، مسيحية، وكان رجال الدين المسلمين والمسيحيين يلتقون في ندوات ولقاءات وافطار، ليشاهدنا العالم كله بأننا كتلة واحدة ندافع عن فلسطين والقدس والاقصى والقيامة، ولسنا طوائف انما طائفة واحدة اسمها الشعب العربي الفلسطيني الذي وحدته فلسطين بالامها وجراحها وانتمائها لأمة عربية واحدة من المحيط للخليج، والتي يريد الاعداء اضعافها من خلال النعرات الطائفية، لكي ننشغل بها عن عدونا الاحتلال الاسرائيلي».
وأضاف «علينا ان نتوحد لأن عدونا واحد، يريد ان يمرر مشاريعه في فلسطين وسورية وبقية الأمة العربية، وأن نحارب سياسات اثارة النعرات الطائفية والمذهبية والفئوية».
ورفع خادم القدس الشريف رئيس اساقفة سبسطية الروم الارثوذكس في فلسطين المطران عطا الله حنا أسمى آيات التهاني إلى صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي العهد الأمين، والشعب الكويتي، وجميع المسلمين في كل ارجاء العالم، بمناسبة عيد الفطر السعيد.
واختتم، باننا «نطلب من الله أن نبقى مسلمين ومسيحيين ندافع عن اصولنا وجذورنا في القدس».
من جهته، قال رئيس تحرير مجلة شبكة الحوادث الثقافية الدكتور انطوان بارا، إن «الوعد الالهي بارسال منقذ للبشرية المبتلاة بالظلم سوف يتحقق، بعد ان اكتملت بشائره المحددة في التراث الديني للشعوب على اختلاف عقائدهم».
واضاف بارا، إن «المسيحية تؤكد الاشارات قبل نزول عيسى المسمى بالمجيء الثاني، وإنه ستقوم كل امة وتحدث زلالزل وعلامات عظيمة مختلفة في العالم، أما في الإسلام فان اشارات ظهور المهدي المنتظر مرتبطة برابط سببي واقعي، كظهور السفياني في الشام، والخرساني في إيران، واليماني في اليمن، ومجمل البشارات السماوية تقدم مواصفات المخلص العالمي الذي سيقيم الحكومة الالهية، والتي ستقطع دابر الشر وتصلح المجتمعات».
بدوره، قال عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسمين الشيخ الدكتور أحمد حسين، إن «جوهر الحركات المهدوية في الاسلامية او المخلصة في المسيحية او المنجية في اليهودية، تتجلى في مفهوم واحد قد تختلف تفاصيله، ولكنه واحد، وهو انتصار الفرد الذي هو المهدي المنتظر».
وأضاف حسين، إن «من يراهن على نهاية الدين عالميا فانه يراهن على حصان خاسر، أما من يراهن على عودة الدين باعتباراته الايديولوجية فانه يتوهم الفوز والرضوان»، لافتا إلى ان الكثير منا يتعامل مع قضية المهدي المنتظر من منطلق التوسل بعاطفة جياشة لكي يخرج وينتقم، لكن الحقيقة أن الإمام ليس كذلك، بل هاد للخلق، ولذا فان رسالته هي الاصلاح وحركته هي التغيير والصلاح، مستغربا من بعض من يوظف العقيدة المهدوية لترسيخ الكراهية للاخر، لأنه ان كان الاخر يرانا بفوقية واستعلاء، فاننا نكون سببا مباشرا لمثل هذه النظرة ما يستدعي منا التغيير.
واوضح، إن «دورنا نحن المنتظرون في خلق المستقبل الموعود هو الدور الاساسي في التغيير الانساني المحض، والذي يشكل احدى الدعائم التي تحقق الانتقال الحقيقي من الظلمات إلى النور».
وقال عضو حركة التوافق الوطني الاسلامية الشيخ محمد عبدالحسين كرم، إن «دولة الامام المهدي ليست مقتصرة فقط على المسلمين، بل على الشعوب الاخرى، لأن حب الكمال والسعادة والارتقاء غريزة مغروسة في ضمير كل انسان».
وأضاف إن «دولة الامام لابد ان يكون ضرورة عندنا وعقيدة من عقائدنا، لأن القرآن اخبرنا فإن سأل معاند عن فائدة غيبة الامام، وهل يعقل ان يعيش هذا العمر كله، نرد عليه عن فائدة وجود المسيح الان وكذلك ادريس والخضر وابليس ويأجوج ومأجوج».
وتابع «مسألة طول عمر الامام ليست بمسألة محالة لا عقلا ولا علما، بدليل ما قاله العلماء والعلم، مثل برنارد شو الذي قال: ان عمر الانسان لا يمكن ان يعين له حد ثابت، وطول العمر مسألة لا تقبل الحدود»، مبينا ان الخلود بالمعنى الواقعي للكلمة امر لا يقدر لأي مخلوق، مشددا على أن الخلود المحدود او طول العمر ليس امرا مستحيلا فالامر لله ان اراد شيئا ان يقول له كن فيكون.
وفي ختام المؤتمر تلى مديره، سامح شمس الدين رسالة المجلس البابوي للحوار بين الاديان في الفاتيكان والتي جاءت تحت عنوان «تربية الشباب المسيحي والمسلم على العدل والسلام» بمناسبة عيد الفطر المبارك، وجاء فيها «إلى جميع الاخوة المسلمين الاعزاء كل عام وانتم بخير... يعود عليكم في كل عام شهر رمضان وختامه بعيد الفطر السعيد الذي ننتهز مناسبته لنقدم لكم التهاني القلبية باسم المجلس البابوي للحوار بين الاديان، وقد رأينا في هذا العيد ان نوجه فكرنا إلى الشباب المسلم والمسيحي على السواء وإلى اهمية تنشئتهم على العمل من اجل العدل والسلام من اجل الحقيقة والحرية، لأن الامرين مرتبطان معا».
ولفت، إلى ان «المجتمع مسؤول عن مهمة التربية لكنها مهمة بصورة خاصة ومسؤولية الاهل والمدرسة والجامعة، وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحياة الدينية والثقافية والاجتماعية، لأنها افضل المشاريع التي تساعد الشباب ان ينموا قدراتهم التي منحها الله لهم، ليقيموا علاقات انسانية مسؤولة في ما بينهم».
وشدد البيان على اهمية معرفة العدل من قبل الشباب والعمل به وأهمية تربية الشباب على السلام، ناصحا شباب المسلمين والمسيحيين ان يثابروا في البحث عن الحقيقة والحرية ليكونوا روادا للعدل والسلام.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي