عبدالله بن زايد: الحكومة اللبنانية عليها واجب حماية الخليجيين... ولكن أين هي؟

«حال استنفار» خليجية في بيروت... للخروج الفوري

تصغير
تكبير
| بيروت ـ «الراي» |

... «حال استنفار» خليجية في بيروت. هكذا بدا المشهد بعد البلبلة التي أحدثها اعلان «قادة» في عشيرة آل المقداد - الجناح العسكري ان الرعايا السعوديين والقطريين (مع الأتراك) هم ضمن «بنك الاهداف المشروعة» للخطف جنباً الى جنب مع السوريين المعارضين او المنتمين لـ «الجيش السوري الحر» في لبنان وذلك في إطار إقامة «توازن رعب» رداً على خطف حسان سليم المقداد على يد مجموعة قالت انها تابعة لـ «جيش الثوار» في دمشق وقدّمته في شريط فيديو على انه «قنّاص» من «حزب الله».

... الخليجيون وتحديدا القطريون والسعوديون وُضعوا بين ليلة وضحاها في «دائرة الخطر» من بوابة تهديداتٍ قفزت من فوق «رأس» الدولة اللبنانية وأشعلت مخاوف من ان يكون لبنان دخل مرحلة «الخطف على الجنسية».

ورغم محاولة عشيرة المقداد الخميس إخماد «حال الطوارئ» الخليجية التي أُعلنت بإزاء الرعايا في لبنان عبر تأكيدها «ان لا نيّة لدينا في خطف رعايا سعوديين وقطريين فهم أخوتنا، ومشكلتنا هي مع الرعايا الأتراك والسوريين المعارضين إلى أن يعود حسّان سالماً»، فإن الخليجيين تابعوا باهتمام بالغ التعليمات المتسارعة من سفارات دولهم في بيروت التي تواصلت معهم في محاولة لضمان «خروجهم الفوري» وذلك في موقف شكّل «تطويراً» للدعوات على طريقة «النصيحة» التي كانت الكويت والامارات وقطر والبحرين وجّهتها بالتوازي الى رعاياها في الثلث الاخير من مايو الماضي لعدم التوجه الى لبنان ومغادرته مع تعاظم المخاوف في حينه من تأثيرات الازمة السورية على الداخل اللبناني، علماً ان الرياض عادت في يوليو الماضي وحذّرت رعاياها من السفر الى بيروت «حفاظاً على سلامتهم وأسرهم خلال هذه الفترة وحتى إشعار آخر».

وفي حين أرفقت الدول الخليجية الخمس بدء إجراءات ترحيل رعاياها بتجديد تحذير مواطنيها من السفر الى بيروت، جاءت المعلومات المتضاربة عن حقيقة خطف مواطن سعودي في لبنان يدعى مساعد المطيري وهو ما أكده بداية وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على صفحته على موقع «تويتر» ثم نفته السفارة السعودية في بيروت، ليزيد من المخاوف التي انفجرت دفعة واحدة وعززتها دعوات عبر وسائل اعلام من اشخاص من عشرة المقداد للسعوديين الى «مغادرة الاراضي اللبنانية «قبل فوات الاوان»، مع «نصيحة» بعدم سلوك طريق المطار «حفاظا على سلامتهم».

وجاءت هذه الوقائع لتربك لبنان الرسمي الذي كان أطلق قبل فترة «حملة ديبلوماسية» قادها رئيس الجمهورية ميشال سليمان لحضّ الدول الخليجية على التراجع عن قرارها بدعوة رعاياها لعدم التوجه الى لبنان ومغادرته.

وقد عكس البيان الذي أصدره سليمان ليل الاربعاء بعد اجتماعه بقادة الاجهزة الامنية «تهيُّبه» الموقف ولا سيما بعدما نُقل عن الدوحة انها ستقابل خطف اي قطري في بيروت بطرد كل اللبنانيين الذين يعملون على اراضيها، اذ اعلن في معرض تحذيره «من مغبة اللعب بالسلم الاهلي و تهديد امن اللبنانيين و المقيمين على ارض لبنان الى اي دولة انتموا، تحت اي عنوان او قضية»، ان» نشر الفوضى لا يسترجع مخطوفاً او يستعيد حقا بل يضيع الحقوق ويعرض حياة ابنائنا للخطر»، مشدداً على «ضرورة تطبيق قرار مجلس الوزراء بتاريخ 9 يوليو القاضي بمنع قطع الطرق وحماية مقرات بعثات الدول الصديقة والشقيقة لا سيما منها السعودية وقطر وتركيا وسورية لان في ذلك مسؤولية سيادية وقانونية واخلاقية، كما ان من شان الحفاظ على الهدوء، حماية مصالح اللبنانيين وارزاقهم في الدول التي تحضنهم».

واتخذت الاجهزة الامنية من جيش لبناني وقوى امن داخلي تدابير مشددة حول منازل وقصور المسؤولين السعوديين والقطريين في قضاء عاليه وتحديدا في «عروس الجبل» (عاليه) بعد التهديدات التي اطلقت بحق مواطني الدولتين. وقد اقيمت المراكز الامنية الثابتة وسُيرت دوريات امنية منذ ليل الاربعاء ولا تزال هذه التدابير مستمرة.

وطلبت المملكة العربية السعودية من مواطنيها الموجودين في لبنان المغادرة فوراً نظراً لمستجدات الأحداث على الساحة اللبنانية ولظهور بعض التهديدات المعلنة بخطف المواطنين السعوديين وغيرهم في لبنان.

ونقلت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية عن السفير السعودي في بيروت علي عواض العسيري انه «طلب من جميع الرعايا السعوديين مغادرة لبنان فورا بعدما اصبحت التهديدات معلنة». واضاف انه طلب «من جميع السعوديين عدم زيارة لبنان نهائيا في ظل الظروف الراهنة»، نافيا علمه «بخطف اي مواطن سعودي في لبنان»، في اشارة الى المطيري. علماً ان تقارير كانت نقلت عما اسمته مصادر في السفارة السعودية ببيروت ان هناك سعوديا مخطوفاً لم تستطع السفارة التوصل إليه بعد الاستيلاء على الهاتف الخاص به وان هناك محاولات كثيفة من السفارة للوصول إليه، في حين قال عضو بعشيرة المقداد «أن ضمن مجموعة الرجال المخطوفين مواطن سعودي واحد، يرجح أنه المطيري».

بدورها دعت الامارات في بيان رعاياها «الى عدم السفر الى الجمهورية اللبنانية الشقيقة في الوقت الحاضر (...) وجميع مواطني الدولة الموجودين في لبنان (الى) ضرورة مغادرته فورا».

وذكر البيان ان «هذا التحذير يأتي بعد تلقي سفارة الدولة في بيروت معلومات عن استهداف مواطني دولة الامارات ونتيجة للظروف السياسية الصعبة والحساسة المحيطة بلبنان الشقيق».

بدوره، أكد وزير الخارجية الاماراتي عبر حسابه على موقع تويتر ان الخارجية تطلب من المواطنين «عدم السفر الى لبنان» ومن الموجودين فيه «المغادرة فورا» مشيراً الى انه «مع الاسف، الوضع في لبنان في غاية الخطورة».

وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في تغريدة اخرى ان «الحكومة اللبنانية عليها واجب حماية المواطن الخليجي، ولكن مع الاسف اين هي هذه الحكومة».

أما قطر فطلبت من مواطنيها في لبنان المغادرة فوراً. وبثت الوكالة الرسمية بيانا مقتضبا جاء فيه انه «بسبب عدم استقرار الاوضاع الامنية تدعو سفارة دولة قطر في بيروت المواطنين القطريين الى مغادرة لبنان فورا، وتذكر المواطنين بالقرار الصادر عن وزارة الخارجية في شهر مايو الماضي بعدم السفر الى لبنان حرصا على امنهم وسلامتهم».

وكما قطر كذلك البحرين التي دعت «كافة المواطنين المتواجدين بالجمهورية اللبنانية لمغادرتها فورا وذلك لتردي الأوضاع الأمنية هناك مما قد يعرض حياتهم للخطر».

ودعت الخارجية البحرينية في بيان بثته الوكالة الرسمية للمملكة المواطنين الى عدم التوجه الى مناطق التوترات والتهديدات.

كما دعت الخارجية المواطنين الى «عدم السفر الى الجمهورية اللبنانية وذلك للظروف الأمنية والسياسة الراهنة هناك».

وتحت وطأة «فورة الخطف والتهديدات»، اعلنت عشيرة المقداد ان ما صدر عن بعض أبناء العائلة باتجاه بعض النواب والوزراء والرعايا العرب «غير صحيح ونحن لا نتبناه، وكل ما نريد فعله نعلن عنه رسميا، واعمال خطف الرعايا العرب لا نقبل بها ولا دخل لنا بكل الأمور التي حصلت من تهديدات واتهامات، ودخول طابور ثالث على الخط أدى الى تفاقم الأزمة لاستغلال الوضع الأمني ونسب كل شيء لنا».

وشددت على «ان لا نيّة لدينا في خطف رعايا سعوديين وقطريين فهم أخوتنا»، مؤكّدا أن مشكلتنا هي مع الرعايا الأتراك والسوريين المعارضين إلى أن يعود حسّان سالماً».





«أصدرنا تحذيرات السفر المناسبة»



واشنطن قلقة على لبنان

ولن تطلب من مواطنيها مغادرته



بيروت - «الراي»:

أعربت الولايات المتحدة عن «قلقها ازاء الوضع الراهن في لبنان»، لكنها أشارت الى أنها «لن تطلب من مواطنيها مغادرة البلاد». 

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في مؤتمر صحافي: «لدينا قلق حيال الوضع في لبنان من توسع الصراع في سورية»، مضيفة: «نؤيّد الجهود التي تبذل لمحاولة الحفاظ على الهدوء، لكن الوضع يبدو متوتراً للغاية مع وقوع أحداث الخطف». 

ولاحظت ان «زاوية القلق الرئيسي هنا، وقد أصدرنا تحذيرات السفر المناسبة لمواطني الولايات المتحدة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي