سموه أشاد بدعوة خادم الحرمين للقمة الإسلامية الاستثنائية لتلمّسه معاناة أبناء الأمة وإدراكه لحجم التحديات
الأمير: علينا الانتقال إلى مرحلة أكثر فاعلية لوضع حد لمأساة سورية الدامية

الأمير مستقبلا الرئيس اليمني

الأمير لدى دخوله إلى قاعة المؤتمر

«ومتوسطاً الأمير سلمان بن عبد العزيز ورئيس المؤتمر الإسلامي

الأمير والوفد الكويتي

سموه مترئساً الوفد الكويتي إلى القمة الاستثنائية

صاحب السمو مصافحا خادم الحرمين الشريفين بحضور أمير قطر










كونا- دعا صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد قادة الأمة الإسلامية، للانتقال إلى مرحلة أكثر فاعلية من آليات التحرك مع المجتمع الدولي، بما يكفل سرعة وقف نزيف الدم والحفاظ على سورية الشقيقة ومقدراتها ومصالح أبنائها، بعد أن باتت الكلمات وبيانات الشجب لم تعد تجدي، لوضع حد لهذه المأساة الدامية.
وقال سموه في الكلمة التي ألقاها في الدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر القمة الاسلامي في مكة المكرمة الليلة قبل الماضية، أن دعوة خادم الحرمين للقمة الاستثنائية تؤكد تلمسه لمعاناة أبناء الأمة والأوضاع الصعبة التي تعيشها وإدراكه لحجم التحديات، متوجها بالتقدير لجلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على اقتراح إنشاء مركز للحوار بين المذاهب، معربا عن أمله في أن يعزز لأمتنا الاسلامية وحدتها وتماسكها وتضامنها.
وفي المسألة الفلسطينية، قال سمو الأمير «ونحن نجتمع في رحاب الحرم المكي الشريف فإن قلوبنا ومشاعرنا تهفو إلى الحرم القدسي الشريف، هو يئن تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، ويتطلع إلينا بأمل لتحقيق ذلك اليوم الذي يتحرر فيه من دنس ذلك الاحتلال».
ودعا سمو الأمير إيران للابتعاد عن كل ما لا يخدم العلاقات الطبيعية في المنطقة والالتزام بعدم التدخل بالشؤون الداخلية، كما اقترح تكليف الترويكا الإسلامية بالاتصال بحكومة ميانمار والمنظمات الدولية والدول الفاعلة لوقف ما يتعرض له المسلمون في تلك البلاد.
وفي ما يلي نص كلمة سموه للمؤتمر:
بسم الله الرحمن الرحيم «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»، خادم الحرمين الشريفين الأخ الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أصحاب المعالي والسعادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يسرني في البداية أن أعرب عن خالص الشكر وعظيم الامتنان لأخي خادم الحرمين الشريفين على هذه الدعوة الكريمة في رحاب بيت الله الحرام، وفي ظل أجواء روحانية وأيام مباركة تهفو لها قلوب المسلمين جميعا، ويستجاب فيها الدعاء بإذن الله تعالى، وهي الدعوة التي تؤكد تلمس خادم الحرمين الشريفين لمعاناة أبناء الأمة الإسلامية، والأوضاع الصعبة التي تعيشها وإدراكه لحجم التحديات التي تواجهها، وحرصه على توفير كل ما من شأنه الارتقاء بعملنا الإسلامي المشترك، لتحقيق ما ننشده من عزة ورفعة لأمتنا الإسلامية.
كما أود أن أتقدم بخالص التقدير لأخي خادم الحرمين الشريفين ولحكومة المملكة العربية السعودية وشعبها الشقيق، على ما أحاطونا به من حسن استقبال وكرم ضيافة وعلى ما لمسناه من إعداد متميز لإنجاح قمتنا الإسلامية الاستثنائية التي تأتي في ظروف بالغة الدقة والصعوبة يمر بها عالمنا الإسلامي.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، إن ما نشهده في سورية الشقيقة وبشكل يومي من قتل ودمار يبعث على الحسرة والألم. فقد بات مألوفا وبكل الأسى والأسف مشهد طفل يتيم فقد أبويه ومأواه، وأَّم ثكلى يعتصرها الألم على أعز ما فقدت، ومعالم مدن أضحت أشباحا من هول الدمار الذي لحق بها. إن كل هذه المشاهد تضاعف من مسؤولياتنا أمام الله عز وجل وأمام شعوبنا وأمام ضمائرنا، وتدعونا إلى التحرك دون إبطاء لوضع حد لهذه المأساة الدامية. إننا نشيد بالجهود الكبيرة والمخلصة التي بذلها السيد كوفي أنان، واستحقت منا كل تقدير وثناء في سبيل حل الأزمة السورية، وإعادة الأمن والاستقرار وتمخضت عن النقاط الست التي كانت ستشكل أساسا لحل هذه الأزمة، لو تم الالتزام بها وطبقها النظام السوري، والتي نؤكد هنا التزامنا ودعمنا لتلك النقاط.
وفي ضوء جهودنا السابقة والتحركات المتواصلة، فإننا نؤكد أن الكلمات وبيانات الشجب لم تعد تجدي، وبات علينا العمل للانتقال إلى مرحلة أكثر فاعلية من آليات التحرك مع المجتمع الدولي، بما يكفل سرعة وقف نزيف الدم والحفاظ على سورية الشقيقة ومقدراتها ومصالح أبنائها، تعزيزا لأمنها واستقرارها الذي هو جزء لا يتجزأ من أمننا واستقرارنا.
كما اننا مطالبون أمام النزوح المتزايد لأبناء الشعب السوري إلى ملاجئ الدول المجاورة، بالعمل على مضاعفة الجهد مع المجتمع الدولي في تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية التي من شأنها التخفيف عن آلام ومعاناة هؤلاء النازحين.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، ونحن نجتمع في رحاب الحرم المكي الشريف فإن قلوبنا ومشاعرنا تهفوا إلى الحرم القدسي الشريف، وهو يئن تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، ويتطلع إلينا بأمل لتحقيق ذلك اليوم الذي يتحرر فيه من دنس ذلك الاحتلال، ليعود إلى حضن أمته الإسلامية، ولن يتحقق ذلك إلا بالسلام العادل والشامل، والذي يحتم علينا الوصول إليه الضغط على إسرائيل لحملها على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية ووقف الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مبدأ الأرض مقابل السلام والمبادرة العربية.
إننا مطالبون اليوم بحث الدول الراعية للسلام ومجلس الأمن والمجتمع الدولي برمته على الاضطلاع بمسؤولياته للضغط على إسرائيل لتحقيق ذلك، وحث المجتمع الدولي ليضع مساعي السلام والجهود الهادفة إلى تحقيقه في مقدمة اهتمامه، بعد أن لاحظنا تراجع هذا الاهتمام إلى مستويات لن نتمكن معها من إرساء دعائم الأمن والاستقرار المنشودين.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، نجدد الدعوة لجمهورية إيران الإسلامية الصديقة للاستجابة إلى الجهود الدولية الرامية للتوصل لتسوية سياسية شاملة لبرنامجها النووي، والاستجابة لمتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رغبة منا أن يسود الأمن والاستقرار في المنطقة، بما يجنبها كافة مظاهر التوتر. وندعو الأصدقاء في إيران إلى الابتعاد عن كل ما لا يخدم المساعي الهادفة لتحقيق علاقات طبيعية بين دول المنطقة تقوم على الالتزام بعدم التدخل بالشؤون الداخلية، واحترام سيادة الدول والالتزام بالمواثيق والمبادئ والاتفاقيات الدولية، لنتمكن من الانطلاق بالمنطقة نحو النمو والاستقرار والازدهار، بعد ان عانت منطقتنا من حروب طاحنة، قوضت أمنها واستقرارها لعقود طويلة، وعطلت جهودنا الهادفة لتنمية أوطاننا.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، إن ما يتعرض له المسلمون في ميانمار من عمليات اضطهاد وتعذيب وقمع وتهميش، وحرق لمنازلهم ولمساجدهم وتهجيرهم، في عملية أقل ما توصف بأنها تصفية عرقية تنتهك كافة المواثيق الدولية والديانات السماوية ومبادئ حقوق الإنسان.
إننا كمجتمع إنساني وإسلامي مطالبون ببذل الجهود مع المنظمات الدولية لضمان حقوق المسلمين في ميانمار. لقد بادرت بلادي الكويت إلى إدانة تلك الممارسات التعسفية وطلبت من حكومة ميانمار العمل على صيانة الحقوق المشروعة للمسلمين فيها، كما قامت باتخاذ الترتيبات اللازمة لإرسال المساعدات إليهم، راجين أن نتمكن من تقديم تلك المساعدات وإيصالها لمستحقيها.
وفي هذا الصدد فإننا نقترح تكليف الترويكا الإسلامية بالاتصال بحكومة ميانمار والمنظمات الدولية المسؤولة والدول الأخرى الفاعلة لوقف ما يتعرض له المسلمون في ميانمار وضمان حقوقهم المشروعة.
إننا ننظر بقلق إزاء الأعمال الإرهابية التي تشهدها جمهورية مالي الصديقة، ونؤكد إدانتنا لهذه الأعمال، كما نؤكد دعمنا لحكومة الوحدة الوطنية الانتقالية بما يحفظ وحدة وسلامة وسيادة جمهورية مالي الصديقة. وندعو إلى تقديم الدعم والمساعدة اللازمين لتمكينها من تحقيق ذلك.
اللهم إنا نتضرع إليك بالدعاء امتثالا لقولك الكريم «ادعوني استجب لكم». اللهم إنا نسألك في هذه الأيام المباركة أن توفق جهودنا وتؤلف بين قلوبنا وتوحد على الحق كلمتنا اللهم وفقنا لما فيه خير أوطاننا وصالح شعوبنا اللهم وفق جهودنا لرفع راية دينك والعمل على حقن دماء المسلمين.
كما أتوجه بالتقدير لكم على ما تقدمتم به من اقتراح بإنشاء مركز للحوار بين المذاهب، ونؤيدكم في ذلك ونتمنى أن يحقق هذا الاقتراح خدمة لأمتنا الاسلامية، بما يعزز من وحدتها وتماسكها وتضامنها.
وفي الختام أكرر الشكر لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى حكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة وشعبها العزيز. وأجزل شكري لكم يا خادم الحرمين الشريفين على ما تقدمونه من رعاية كريمة وخدمات متواصلة رائعة لحجاج بيت الله الحرام وللمعتمرين، والتي لمسناها عن قرب خلال تواجدنا في مكة المكرمة، والتي أضحت معها هذه البقعة المباركة ورشة يتواصل فيها العمل ليل نهار، حرصا على انجاز مشاريع التوسعة بأسرع وقت، وبما ييسر على الحجاج والمعتمرين أداء مناسكهم. إنها يا خادم الحرمين ستكون بإذن الله تعالى في موازين أعمالكم وسيسجلها التاريخ لكم عملا رائدا ومميزا، لخدمة أبناء الأمة الإسلامية ليؤدوا شعائرهم الدينية بيسر وطمأنينة.
«ربنا ءاتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا». صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأمير يحضر مأدبة سحور
أقامها خادم الحرمين
ويستقبل الرئيس اليمني
كونا - حضر صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد مأدبة سحور أقامها أخوه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية بقصر منى، وذلك على شرف اخوانه اصحاب الجلالة والفخامة والسمو، المشاركين في الدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر القمة الاسلامي، والتي عقدت في مدينة مكة المكرمة.
واستقبل صاحب السمو الأمير مساء أمس الأول، رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي، في مقر اقامة سموه في مكة المكرمة.
وحضر اللقاء أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه.
وقال سموه في الكلمة التي ألقاها في الدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر القمة الاسلامي في مكة المكرمة الليلة قبل الماضية، أن دعوة خادم الحرمين للقمة الاستثنائية تؤكد تلمسه لمعاناة أبناء الأمة والأوضاع الصعبة التي تعيشها وإدراكه لحجم التحديات، متوجها بالتقدير لجلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على اقتراح إنشاء مركز للحوار بين المذاهب، معربا عن أمله في أن يعزز لأمتنا الاسلامية وحدتها وتماسكها وتضامنها.
وفي المسألة الفلسطينية، قال سمو الأمير «ونحن نجتمع في رحاب الحرم المكي الشريف فإن قلوبنا ومشاعرنا تهفو إلى الحرم القدسي الشريف، هو يئن تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، ويتطلع إلينا بأمل لتحقيق ذلك اليوم الذي يتحرر فيه من دنس ذلك الاحتلال».
ودعا سمو الأمير إيران للابتعاد عن كل ما لا يخدم العلاقات الطبيعية في المنطقة والالتزام بعدم التدخل بالشؤون الداخلية، كما اقترح تكليف الترويكا الإسلامية بالاتصال بحكومة ميانمار والمنظمات الدولية والدول الفاعلة لوقف ما يتعرض له المسلمون في تلك البلاد.
وفي ما يلي نص كلمة سموه للمؤتمر:
بسم الله الرحمن الرحيم «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»، خادم الحرمين الشريفين الأخ الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أصحاب المعالي والسعادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يسرني في البداية أن أعرب عن خالص الشكر وعظيم الامتنان لأخي خادم الحرمين الشريفين على هذه الدعوة الكريمة في رحاب بيت الله الحرام، وفي ظل أجواء روحانية وأيام مباركة تهفو لها قلوب المسلمين جميعا، ويستجاب فيها الدعاء بإذن الله تعالى، وهي الدعوة التي تؤكد تلمس خادم الحرمين الشريفين لمعاناة أبناء الأمة الإسلامية، والأوضاع الصعبة التي تعيشها وإدراكه لحجم التحديات التي تواجهها، وحرصه على توفير كل ما من شأنه الارتقاء بعملنا الإسلامي المشترك، لتحقيق ما ننشده من عزة ورفعة لأمتنا الإسلامية.
كما أود أن أتقدم بخالص التقدير لأخي خادم الحرمين الشريفين ولحكومة المملكة العربية السعودية وشعبها الشقيق، على ما أحاطونا به من حسن استقبال وكرم ضيافة وعلى ما لمسناه من إعداد متميز لإنجاح قمتنا الإسلامية الاستثنائية التي تأتي في ظروف بالغة الدقة والصعوبة يمر بها عالمنا الإسلامي.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، إن ما نشهده في سورية الشقيقة وبشكل يومي من قتل ودمار يبعث على الحسرة والألم. فقد بات مألوفا وبكل الأسى والأسف مشهد طفل يتيم فقد أبويه ومأواه، وأَّم ثكلى يعتصرها الألم على أعز ما فقدت، ومعالم مدن أضحت أشباحا من هول الدمار الذي لحق بها. إن كل هذه المشاهد تضاعف من مسؤولياتنا أمام الله عز وجل وأمام شعوبنا وأمام ضمائرنا، وتدعونا إلى التحرك دون إبطاء لوضع حد لهذه المأساة الدامية. إننا نشيد بالجهود الكبيرة والمخلصة التي بذلها السيد كوفي أنان، واستحقت منا كل تقدير وثناء في سبيل حل الأزمة السورية، وإعادة الأمن والاستقرار وتمخضت عن النقاط الست التي كانت ستشكل أساسا لحل هذه الأزمة، لو تم الالتزام بها وطبقها النظام السوري، والتي نؤكد هنا التزامنا ودعمنا لتلك النقاط.
وفي ضوء جهودنا السابقة والتحركات المتواصلة، فإننا نؤكد أن الكلمات وبيانات الشجب لم تعد تجدي، وبات علينا العمل للانتقال إلى مرحلة أكثر فاعلية من آليات التحرك مع المجتمع الدولي، بما يكفل سرعة وقف نزيف الدم والحفاظ على سورية الشقيقة ومقدراتها ومصالح أبنائها، تعزيزا لأمنها واستقرارها الذي هو جزء لا يتجزأ من أمننا واستقرارنا.
كما اننا مطالبون أمام النزوح المتزايد لأبناء الشعب السوري إلى ملاجئ الدول المجاورة، بالعمل على مضاعفة الجهد مع المجتمع الدولي في تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية التي من شأنها التخفيف عن آلام ومعاناة هؤلاء النازحين.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، ونحن نجتمع في رحاب الحرم المكي الشريف فإن قلوبنا ومشاعرنا تهفوا إلى الحرم القدسي الشريف، وهو يئن تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، ويتطلع إلينا بأمل لتحقيق ذلك اليوم الذي يتحرر فيه من دنس ذلك الاحتلال، ليعود إلى حضن أمته الإسلامية، ولن يتحقق ذلك إلا بالسلام العادل والشامل، والذي يحتم علينا الوصول إليه الضغط على إسرائيل لحملها على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية ووقف الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مبدأ الأرض مقابل السلام والمبادرة العربية.
إننا مطالبون اليوم بحث الدول الراعية للسلام ومجلس الأمن والمجتمع الدولي برمته على الاضطلاع بمسؤولياته للضغط على إسرائيل لتحقيق ذلك، وحث المجتمع الدولي ليضع مساعي السلام والجهود الهادفة إلى تحقيقه في مقدمة اهتمامه، بعد أن لاحظنا تراجع هذا الاهتمام إلى مستويات لن نتمكن معها من إرساء دعائم الأمن والاستقرار المنشودين.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، نجدد الدعوة لجمهورية إيران الإسلامية الصديقة للاستجابة إلى الجهود الدولية الرامية للتوصل لتسوية سياسية شاملة لبرنامجها النووي، والاستجابة لمتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رغبة منا أن يسود الأمن والاستقرار في المنطقة، بما يجنبها كافة مظاهر التوتر. وندعو الأصدقاء في إيران إلى الابتعاد عن كل ما لا يخدم المساعي الهادفة لتحقيق علاقات طبيعية بين دول المنطقة تقوم على الالتزام بعدم التدخل بالشؤون الداخلية، واحترام سيادة الدول والالتزام بالمواثيق والمبادئ والاتفاقيات الدولية، لنتمكن من الانطلاق بالمنطقة نحو النمو والاستقرار والازدهار، بعد ان عانت منطقتنا من حروب طاحنة، قوضت أمنها واستقرارها لعقود طويلة، وعطلت جهودنا الهادفة لتنمية أوطاننا.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، إن ما يتعرض له المسلمون في ميانمار من عمليات اضطهاد وتعذيب وقمع وتهميش، وحرق لمنازلهم ولمساجدهم وتهجيرهم، في عملية أقل ما توصف بأنها تصفية عرقية تنتهك كافة المواثيق الدولية والديانات السماوية ومبادئ حقوق الإنسان.
إننا كمجتمع إنساني وإسلامي مطالبون ببذل الجهود مع المنظمات الدولية لضمان حقوق المسلمين في ميانمار. لقد بادرت بلادي الكويت إلى إدانة تلك الممارسات التعسفية وطلبت من حكومة ميانمار العمل على صيانة الحقوق المشروعة للمسلمين فيها، كما قامت باتخاذ الترتيبات اللازمة لإرسال المساعدات إليهم، راجين أن نتمكن من تقديم تلك المساعدات وإيصالها لمستحقيها.
وفي هذا الصدد فإننا نقترح تكليف الترويكا الإسلامية بالاتصال بحكومة ميانمار والمنظمات الدولية المسؤولة والدول الأخرى الفاعلة لوقف ما يتعرض له المسلمون في ميانمار وضمان حقوقهم المشروعة.
إننا ننظر بقلق إزاء الأعمال الإرهابية التي تشهدها جمهورية مالي الصديقة، ونؤكد إدانتنا لهذه الأعمال، كما نؤكد دعمنا لحكومة الوحدة الوطنية الانتقالية بما يحفظ وحدة وسلامة وسيادة جمهورية مالي الصديقة. وندعو إلى تقديم الدعم والمساعدة اللازمين لتمكينها من تحقيق ذلك.
اللهم إنا نتضرع إليك بالدعاء امتثالا لقولك الكريم «ادعوني استجب لكم». اللهم إنا نسألك في هذه الأيام المباركة أن توفق جهودنا وتؤلف بين قلوبنا وتوحد على الحق كلمتنا اللهم وفقنا لما فيه خير أوطاننا وصالح شعوبنا اللهم وفق جهودنا لرفع راية دينك والعمل على حقن دماء المسلمين.
كما أتوجه بالتقدير لكم على ما تقدمتم به من اقتراح بإنشاء مركز للحوار بين المذاهب، ونؤيدكم في ذلك ونتمنى أن يحقق هذا الاقتراح خدمة لأمتنا الاسلامية، بما يعزز من وحدتها وتماسكها وتضامنها.
وفي الختام أكرر الشكر لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى حكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة وشعبها العزيز. وأجزل شكري لكم يا خادم الحرمين الشريفين على ما تقدمونه من رعاية كريمة وخدمات متواصلة رائعة لحجاج بيت الله الحرام وللمعتمرين، والتي لمسناها عن قرب خلال تواجدنا في مكة المكرمة، والتي أضحت معها هذه البقعة المباركة ورشة يتواصل فيها العمل ليل نهار، حرصا على انجاز مشاريع التوسعة بأسرع وقت، وبما ييسر على الحجاج والمعتمرين أداء مناسكهم. إنها يا خادم الحرمين ستكون بإذن الله تعالى في موازين أعمالكم وسيسجلها التاريخ لكم عملا رائدا ومميزا، لخدمة أبناء الأمة الإسلامية ليؤدوا شعائرهم الدينية بيسر وطمأنينة.
«ربنا ءاتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا». صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأمير يحضر مأدبة سحور
أقامها خادم الحرمين
ويستقبل الرئيس اليمني
كونا - حضر صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد مأدبة سحور أقامها أخوه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية بقصر منى، وذلك على شرف اخوانه اصحاب الجلالة والفخامة والسمو، المشاركين في الدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر القمة الاسلامي، والتي عقدت في مدينة مكة المكرمة.
واستقبل صاحب السمو الأمير مساء أمس الأول، رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي، في مقر اقامة سموه في مكة المكرمة.
وحضر اللقاء أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه.