إصلاح القلوب والجوارح / أحب الكلام إلى الله

تصغير
تكبير
مقالات رمضانية رُقمت بقلم:

الدكتور/ وليد محمد عبدالله العلي



انَّ أحبَّ الكلام الى الله تبارك وتعالى: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله الا الله، والله أكبر، كما ورد ذكره في صحيح مُسلمٍ عن سمرة بن جُندبٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحبُّ الكلام الى الله تعالى أربعٌ، لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله الا الله، والله أكبر).

فهذه الكلمات الأربع من أحبِّ الكلام الى الله تبارك وتعالى لأنَّها من الكلام المُبارك الذي تكلَّم به الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم، كما دلَّ على ذلك لفظ أبي داود الطَّيالسيِّ في مُسنده: (أربعٌ هُنَّ من أطيب الكلام، وهُنَّ من القرآن، لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله الا الله، والله أكبر).

لذا فقد جُعلت هذه الكلمات الأربع عوضاً عن القرآن الكريم لمن لا يُحسنه، فقد أخرج أبوداود والنَّسائيُّ عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: (جاء رجلٌ الى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، انِّي لا أستطيع أن أتعلَّم القرآن، فعلِّمني شيئاً يُجزيني. فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله الا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قُوَّة الا بالله. فقال الأعرابيُّ: هكذا، وقبض يديه فقال: هذا لله، فما لي؟ قال: تقول: اللهمَّ اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واهدني. فأخذها الأعرابيُّ وقبض كفَّيه، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: أمَّا هذا فقد ملأ يديه بالخير).

فهذه الكلمات الأربع مِمَّا اصطفاهنَّ الله تبارك وتعالى، فقد أخرج أحمد في مُسنده عن أبي هريرة وأبي سعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (انَّ الله اصطفى من الكلام أربعاً: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله الا الله، والله أكبر، فمن قال: سبحان الله كُتب له عشرون حسنة، وحُطَّت عنه عشرون سيِّئة، ومن قال: الله أكبر فمثل ذلك، ومن قال: لا اله الا الله فمثل ذلك، ومن قال: الحمد لله ربِّ العالمين من قِبَلِ نفسه كُتب له ثلاثون حسنة، وحُطَّ عنه ثلاثون خطيئة).

وهذه الكلمات الأربع خيرٌ من الدُّنيا وما فيها، كما أخرج مُسلمٌ في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله الا الله، والله أكبر: أحبُّ اليَّ مِمَّا طلعت عليه الشَّمس).

وهي أربع كلماتٍ يسيرة، تعدل الأُجور الكثيرة، فقد أخرج أحمد في مُسنده عن أُمِّ هانئ بنت أبي طالبٍ رضي الله عنها قالت: (مرَّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: انِّي كبرت وضعفت، فمُرني بعملٍ أعمله وأنا جالسة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبِّحي الله مائة تسبيحة، فانَّها تعدل لك مائة رقبةٍ تعتقينها من ولد اسماعيل، واحمدي الله مائة تحميدة، تعدل لك مائة فرسٍ مُسرجةٍ مُلجمةٍ تحملين عليها في سبيل الله، وكبِّري الله مائة تكبيرة، فانَّها تعدل لك مائة بدنةٍ مُقلَّدةٍ مُتقبَّلةٍ، وهلِّلي مائة تهليلةٍ، تملأ ما بين السَّماء والأرض، ولا يُرفع يومئذٍ لأحدٍ عملٌ الا أن يأتي بمثل ما أتيت به).

وانَّما كانت هذه الكلمات الأربع أحبَّ الكلام الى الله تبارك وتعالى: لأنَّ التَّسبيح يتضمَّن تنزيه الله تبارك وتعالى عن كلِّ ما لا يليق به من النَّقائص والعيوب، ولأنَّ التَّحميد يتضمَّن حمد الله تبارك وتعالى على أسماء الجمال وصفات الكمال ونعوت الجلال، ولأنَّ التَّكبير يتضمَّن كبرياء الله تبارك وتعالى وأنَّه أكبر وأعظم وأقوى وأغنى وأجمل من كلِّ شيءٍ، ولأنَّ التَّهليل يتضمَّن اخلاص الدِّين لله تبارك وتعالى وافراده بالتَّوحيد، وتنزيهه عن الشِّرك والتَّنديد، فحُقَّ لكلماتٍ هذه بعض معانيها وفضائلها: أن تكون من أحبِّ الكلام الى الله تبارك وتعالى.



أستاذ الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت وإمام وخطيب المسجد الكبير بدولة الكويت

[email protected]

DrWaleed_ALAli@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي