مقابلة / «الراي» تجول في مصفاة الأحمدي المقبلة على أضخم مشروع تحديث
محمد المطيري: تكلفة «الوقود النظيف» قد تنخفض إلى 3.5 مليار دينار إذا بدأنا التنفيذ الآن

محمد الشطي

حظيرة الخزانات في مصفاة الأحمدي

عبدالله العجمي

مناور المطيري

محمد غازي المطيري









إعداد: إيهاب حشيش
تعتبر مصفاة الأحمدي أكبر مصافي التكرير الكويتية وتبلغ طاقتها التكريرية 466 الف برميل يوميا، وتنتظر المصفاة عملية تحديث كبيرة من شأنها تطوير مصفاتي الأحمدي وميناء عبدالله لتصبح منتجاتها مطابقة للمواصفات العالمية وذلك بعد اعتماد مشروع الوقود النظيف، والذي من شأنه فتح أسواق عالمية جديدة أمام المنتجات الكويتية.
وخلال جولة أعدت لـ «الراي» داخل المصفاة التقت فيها مسؤولي المصفاة للاطلاع على آخر المستجدات فيها، توقع نائب العضو المنتدب لمصفاة ميناء الأحمدي في شركة البترول الوطنية محمد غازي المطيري أن نجاح شركة البترول الوطنية في تنفيذ مشروع الوقود النظيف بأقل من التكلفة التقديرية المعتمدة له، لتكون بين 3.5 الى 4 مليارات دينار في حال الاسراع بالتنفيذ خلال العام مع نهاية الربع الثالث من العام الحالي.
وأوضح المطيري في تصريح خاص لـ «الراي» أن قيمة الجزء المنفذ في مصفاة الأحمدي من اجمالي ميزانية الوقود النظيف في حدود 1.4 مليار دينار، فيما تبلغ قيمة الجزء المنفذ في مصفاة ميناء عبدالله في حدود 2.4 مليار دينار، بالاضافة الى 200 مليون دينار كلفة الأعمال التحضيرية للموقعين وتشمل بناء الورش والمباني وتحضير الأرض وأعمال مغزيات الكهرباء «أعمال غير وحدات التصنيع».
ولفت المطيري الى مباشرة البترول الوطنية بتنفيذ مشروعي المصفاة الجديدة والوقود البيئي بعد الحصول على موافقة المجلس الأعلى للبترول للمضي قدما بهذين المشروعين العملاقين، مضيفاً أنه تم طرح مناقصتي مستشار ادارة المشروع لكلا المشروعين في ابريل 2012 على قائمة من الشركات الاستشارية العالمية، متوقعاً الانتهاء من ترسية مناقصات مستشاري المشاريع على الشركات الفائزة في نهاية شهر أغسطس الجاري.
وأضاف المطيري «سيتم الاعلان عن تأهيل المقاولين لعقود أعمال الهندسة والتوريد والانشاءات الرئيسية في المشروعين بعد أن حصلت الشركة على موافقة لجنة المناقصات المركزية على برنامج التأهيل»، متوقعاً طرح مناقصات تلك الأعمال قبل نهاية العام الحالي.
واعتبر المطيري المشروعين من أهم مشاريع خطة التنمية في الكويت وأهم المبادرات في استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية طويلة المدى للعام 2030 لقطاع تكرير النفط والتي تهدف الى الوصول بالطاقة التكريرية للنفط داخل دولة الكويت الى 1.4 مليون برميل يوميا وتطوير المصافي القائمة وسد احتياجات محطات توليد الكهرباء والسوق المحلي من الوقود الصديق للبيئة. وسيشكلان عند الانتهاء منهما نقلة نوعية لصناعة التكرير للكويت من حيث التكنولوجيا المستخدمة وجودة المنتجات النفطية المكررة ومواصفاتها المتماشية مع أعلى المعايير البيئية المطلوبة بالأسواق العالمية.
وأكد أن شركة البترول الوطنية الكويتية حرصت منذ اللحظة الأولى على تطبيق أعلى مواصفات الصحة والبيئة والسلامة عند تصميم المشروعين.
ولفت المطيري الى أن تكلفة المشروعين 8 مليار دينار حصة منها مشروع المصفاة الجديدة يقع في منطقة الزور جنوب دولة الكويت فيما سيتم تنفيذ مشروع الوقود البيئي في مصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله التابعتين للشركة.
وأشار المطيري الى أن ميزانية مصفاة الأحمدي الرأسمالية للعام الحالي 89.15 مليون دينار.
مصنع للغاز
ومن جانبه، كشف مدير العمليات في مصفاة الأحمدي مناور المطيري عن دراسة الشركة لانشاء مصنع صغير للغاز بدلاً من الاعتماد على المصنع المتحرك الحالي، موضحاً أن الكلفة المبدئية للمشروع تتراوح بين 250 الى 300 مليون دينار.
وأوضح المطيري أن اجمالي المبالغ المرصودة للمشاريع بالشركة تصل الى 20 مليار دولار منها 10 مليارات دولار لمصفاة الأحمدي تشمل مشروع الوقود النظيف ومصنع الغاز الخامس.
وقال المطيري ان الطاقة الانتاجية لمصفاة ميناء الاحمدي تقدر بـ466 الف برميل يومياً. واعتبر أن هدف المصفاة تكرير النفط الكويتي واستخراج منتجات بترولية عالية الجودة للأسواق داخل الكويت وخارجها، مشيراً الى ان عدد الموظفين العاملين في دائرة عمليات مصفاة الأحمدي يصل الى 1000 موظف 92 في المئة منهم كويتيين، في حين يصل اجمال العاملين بالمشاريع في المصفاة الى نحو 7000 موظف يومياً.
وأكد المطيري تم تفريغ اكثر من 100 ناقلة غاز طبيعي مسال منذ بداية مشروع استيراد الغاز المسال حتى الان، موضحاً أن هذه الشحنات تم استيرادها من مختلف دول العالم مثل (استراليا - النروج - قطر - ماليزيا)، مشيراً الى أن المشروع تم تشغيله في 2 أغسطس 2009، من رصيف الغاز الجنوبي الذي تم تطويره لاستيعاب مثل هذه المنتجات.
وأضاف المطيري «بهذا المشروع الحيوي للكويت يتم تزويد محطات الطاقة الكهربائية بكميات الغاز المقدرة بـ 550 مليون قدم مكعب يوميا، خلال فترة الصيف الممتدة من شهر ابريل الى اواخر شهر اكتوير».
وأوضح المطيري أن لدى شركة البترول الوطنية قاعدة عملاء لمنتجاتها من مصفاة ميناء الاحمدي، تشمل «ايكويت»، ومحطات الطاقة الكهربائية وقطاع التسويق المحلي للوقود وقطاع التسويق العالمي، وشركة نفط الكويت، مؤكداً أن اولويات المصفاة المحافظة على البيئة من خلال المشاريع البيئية والتوعية للعاملين من خلال الدورات التدريبية المخصصة للبيئة.
برامج التدريب
وأوضح المطيري أن هناك 4 برامج تدريبية للعاملين بنظام الوردية في مصفاة الأحمدي منها التدريب عن طريق التطوير الوظيفي حيث يجبر الموظف على حضور 3 أو 4 دورات تدريب داخلية تنظم عن طريق شركات عالمية، وتدريب خارجي بواسطة شركات عالمية معتمدة، وأخذ دورات في الصحة، والسلامة والبيئة حيث يتم تطوير الموظف لتوعيته بالمخاطر المحيطة في بيئة العمل وكيفية مكافحتها ان وقعت وهذه الدورات يتم تقييمها عن طريق عمل حوادث وهمية كبرى في كل الوحدات واستخلاص الدروس والتوصيات من هذه الحوادث الوهمية، والبرنامج الأخير عمل تدريب داخلي في الوحدات عن طريق مدربين ذوي خبرة وكفاءة لرفع كفاءة العاملين في مجال وحداتهم العاملة.
وأشار المطيري الى أن هذه البرامج التدريبية للعاملين تتم مسبقا عن طريق نموذج تقييم الأداء للموظفين حيث تعطي أهدافا ذكية للموظف ويتم تقييم أداءه من انجاز تلك الأهداف، ويتضمن النموذج تقييم أداء الموظف بالنسبة لمستوى الكفاءات المطلوب منه تحقيقه في نهاية سنة التقييم، والجزء الثالث من نموذج تقييم الأداء يتضمن نواحي التطوير التي يحتاجها الموظف.
وقال المطيري بالنسبة لمشغلي المصفاة عند قبولهم بعد اجتياز الاختبارات المطلوبة فانهم يخضعون لبرنامج ينقسم الى قسمين، الأول برنامج نظري في مركز التدريب البترولي (PTC) ومدته 6 أشهر يتم فيها الدراسة للمواد العلمية واللغة الانكليزية، والثاني وبرنامج عملي في المصافي ومدته أيضا 6 أشهر يتم تدريبهم عمليا علي جميع عمليات المصفاة ومن ثم يتم تثبيتهم كموظفين عاملين في شركة البترول الوطنية الكويتية.
وأكد المطيري على مفهوم وأهمية ودوافع التدريب في الشركة لأنها تتمثل في زيادة الانتاج من خلال زيادة الكمية وتحسين النوعية من خلال تدريب العاملين على كيفية القيام بواجباتهم بدرجة عالية من الاتقان ومن ثم زيادة قابليتهم للانتاج، وكذلك الاقتصاد في النفقات حيث تؤدي البرامج التدريبية الى خلق مردود أكثر من كلفتها وذلك عن طريق رفع الكفاءة الانتاجية للعاملين والاقتصاد في الوقت نتيجة للمعرفة الجيدة بأسلوب العمل وطريقة الأداء.
وقال المطيري ان «من عوائد التدريب التقليل في الاسراف من خلال تعريف العاملين بأعمالهم وطرق أدائها ما يخلق معرفة ووعياً وقدرة على النقد الذاتي بشكل لا يحتاج معه المدرب الى مزيد من الاشراف والرقابة في أدائه لعمله، وكذلك القلة في حوادث العمل بعد تعريف العاملين بأفضل الطرق لتشغيل الآلة وبحركة ومناولة المواد وغيرها ما يعد مصدراً من مصادر الحوادث الصناعية ويعمل التدريب على القضاء أوالتقليل من تلك الحوادث المرتبطة بهذه العمليات».
الأرباح
ومن جانبه، قال مدير دائرة الخدمات الفنية في مصفاة ميناء الأحمدي عبدالله العجمي ان أرباح المصفاة الصافية حتى مارس الماضي بلغت 405 ملايين دولار منها 124 مليون دولار للمصفاة و281 مليون دولار أرباح مصنع الغاز.
واعتبر العجمي هذه الأرباح جيدة جداً مقارنة بالأسعار العالمية وتكلفة اللقيم المرتفعة التي تحتاجها المصفاة ومصنع الغاز، موضحاً أن دائرة الخدمات الفنية في مصفاه ميناء الأحمدي تمثل كيانا مهما وحيويا في عمل المصفاة ومصنع الغاز من خلال الأعمال اليومية لمتابعة وتحسين الانتاج والاستغلال الأمثل لوحدات التصنيع المختلفة وعلى رأسها الوحدات التحويلية في المصفاة مثل وحدة التكسير الهيدروجيني ووحدة التكسير بالعامل الحفاز المميع لما تمثله هذه الوحدات من اضاقة مهمة لربحية المصفاة.
وأضاف العجمي تقوم الدائرة بالدعم الفني لعمليات التشغيل ومراقبة جودة المنتجات البترولية النهائية وضمان تلبية حاجة السوق العالمي و المحلي، كما تقوم الدائرة بدور حيوي بتوفير احتياجات محطات انتاج القوى الكهربائية من الوقود.
ولفت العجمي الى أن دائرة الخدمات الفنية هي حلقة وصل اساسية في عمليات التخطيط والتنسيق مع الشركات التابعة لمؤسسة البترول الكويتية لعمليات التشغيل والانتاج وتطوير المشاريع الاستراتيجية، مؤكداً أن الدائرة لها دور بارز في دعم مشاريع الشركة الاستراتيجية والكبرى لما تضيفه من قيمة للصناعة الهيدروكربونية في الكويت.
وأوضح العجمي أن دائرة الخدمات الفنية تعمل على خلق أفكار مشاريع ودراسات جديدة متنوعة سواء كانت متعلقة بانشاء وحدات تصنيع جديدة او اضافة للوحدات الحالية بغرض تحسين الأداء او زيادة الانتاج، أو تلك المشاريع المهمة المتعلقة بالحفاظ على البيئة والاستغلال الأمثل للطاقة على سبيل المثال مشروع الوقود البيئي النظيف الذي يشمل وحدات تصنيع جديدة وتحديث بعض وحدات الانتاج الحالية وذلك لتلبية حاجة السوق العالمي والمحلي من منتجات تطابق المواصفات العالمية البيئية.
وكذلك مشاريع التوسعة لصناعة الغاز بانشاء مصنع الغاز المسال الرابع والخامس لاستيعاب انتاج حقول الغاز المستقبلي، وبذلك اضافة مهمة للكويت في مجال توفير مصدر طاقة نظيف لمحطات انتاج القوى الكهربائية وتصدير منتجات الغاز البترولي المسال ذي العائد المادي العالي. اضافة الى توفير الغاز الخام لصناعة البتروكيماويات.
وأشار العجمي الى بدء تنفيذ برنامج ادارة الطاقة من خلال تشكيل فريق متخصص بهدف تقليل استهلاك الطاقة التشغيلية لوحدات الانتاج باستخدام أحدث نظم مراقبة استخدام الطاقة والعمل على تخفيض الاستهلاك والحد من الانبعاثات الضارة بالبيئة. كما يقوم الفريق بتقييم وتطوير الأفكار والمشاريع المتعلقة بالحفاظ على الطاقة في عمليات الانتاج، مضيفاً هناك مشروع استرجاع غاز الشعلة بغرض تقليل الفاقد من الغاز والذي بدوره يقلل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الضار بالبيئة، وتم البدء بعمليات تشغيل مشروع معالجة مياه الصرف الصناعي بما يطابق مواصفات الهيئة العامة للبيئة.
عين على السوق
زيادة المعروض
تقيِّد ارتفاع الأسعار
بقلم: محمد الشطي
عندما ابدأ المقالة بالتحدث عن مستويات اسعار نفط الاشارة برنت، فان ذلك يعود لأهمية الاسعار والاشارات التي تقدمها للسوق.
خلال عام 2012، سجلت اسعار نفط خام الاشارة برنت اعلى مستوى له عند 128.17 دولار للبرميل وسجلت ادنى مستوى له عند 88.62 دولار للبرميل وخلال شهر يوليو 2012 تعافت الاسعار الى مستوى قريب من 105 دولارات للبرميل، وبلغ المعدل الى الان في عام 2012 عند 112 دولارا للبرميل.
ولعل الدلائل المهمة في ذلك هي: (1) متانة السوق في عام 2012 (2) تم اختبار ادنى مستوى للأسعار ثم جاء التعافي بفعل عوامل السوق النفطية (3) لم تنخفض اسعار النفط عن مستوى التسعين الا في خمسة ايام فقط في شهر يونيو 2012، ولا يجب ان يسارع المحللون مع هبوط الاسعار لفترة قصيرة التحدث عن مرحلة جديدة تتسم بضعف الاسعار وتتطلب تبعات معينة (4) انخفضت اسعار النفط عن المئة دولار للبرميل فقط خلال شهر يونيو والنصف الاول من شهر يوليو وحافظت اسعار النفط الخام على قوتها خلال عام 2012 بالرغم من استمرار الاوبك في الانتاج عند معدلات عالية كافية للإيفاء باحتياجات السوق النفطية ومنعت من الارتفاع الحاد في الاسعار وبقي معدل الانتاج ما بين 30.9 31.6 مليون برميل يوميا خلال النصف الاول من عام 2012.
تقدر نشرة اينرجي انتلجنس ان انتاج العراق لشهر يوليو 2012 قد وصل الى 3.2 مليون برميل يوميا وجاءت الصادرات من النفط الخام عند 2.5 مليون برميل يوميا مع اضافة 600 الف برميل يوميا اجمالي طاقة التكرير و70 الف برميل يوميا لاستخدامات توليد الكهرباء محليا.
جاء دعم الاسعار من امور عدة ابرزها تعهد رئيس البنك المركزي الأوروبي بحماية منطقة اليورو حيث سيقوم بكل ما يتعين عمله من أجل حماية منطقة اليورو من الانهيار وآمال باتخاذ الولايات المتحدة لإجراءات جديدة لتحفيز الاقتصاد من خلال استئناف خطة شراء السندات السيادية الأميركية لضخ الأموال في الاقتصاد أضف الى ذلك الملف النووي الايراني والتهديدات الايرانية بإغلاق مضيق هرمز.
يقدر البيت الاستشاري بيرا ان انقطاع الامدادات النفطية قد طال ما لا يقل عن 2.5 مليون برميل يوميا يمثل تأثر الانتاج في العديد من الدول سواء داخل الاوبك او خارج الاوبك خلال الفترة يناير يوليو 2012 وان هذه الانقطاعات لن تعود الى المعدل التاريخي الطبيعي والذي يقع ما بين 500 الف برميل يوميا ومليون برميل يوميا خلال النصف الثاني من عام 2012، وهو ما يدعم ايضا اسعار النفط الخام بشكل عام.
تجمع المصادر النفطية بأن هناك عاملين رئيسيين يؤثران على أسعار النفط الخام ومعدلات الطلب والإمدادات في السوق خلال الاشهر المقبلة وهما: (1) الأزمة المالية في الاتحاد الأوروبي وتأثيرها على الاقتصاد العالمي وبخاصة اقتصاد الصين (2) تأثير تطبيق الحظر الاقتصادي على إيران على المعروض من النفط في السوق النفطية.
يؤكد تقرير للبيت الاستشاري بيرا انه خلال 2013 سيبقى مخاطر انزلاق اوروبا في انحسار يمثل تحديا لأداء الاقتصاد العالمي ومحط انظار السوق، ويعتبر الدولار الأميركي ملاذاً آمناً للمستثمرين، ما يزيد الضغط على السلع الأولية المسعرة بالدولار، كما ان الطلب على نفط الاوبك يقل عن مستويات الحالي بمتوسط يدور عند 500 الف برميل يوميا، وان الطلب على النفط لن يتجاوز المليون برميل يوميا، وهو ايضا يشكل تحديا خلال العام المقبل في تحقيق التوازن في السوق النفطية.
تتوقع نشرة اينرجي انتلجنس انخفاض صادرات روسيا من النفط الخام من 3 ملايين برميل يوميا حاليا الى 2.9 مليون برميل يوميا في شهر اغسطس 2012.
حوالي 200 الف برميل يوميا من نفط بحر الشمال ستدخل في برامج الصيانة خلال شهري اغسطس وسبتمبر 2012 وبالتالي سيدعم اسعار برنت وقد يشجع تحول اسعار البرنت الى الباكورديشين.
تتوقع دراسة لبنك مورجان ستانلي ان اساسيات السوق تظهر تحسنا خلال الربع الثالث مقارنة مع الربع الثاني على ضوء التصعيد الجيوسياسي وبرامج الصيانة لبعض الانتاج في بحر الشمال، وضعف مستويات المخزون من المنتجات البترولية في اوروبا والولايات المتحدة، ولكن ليست تطورات كافية لإيجاد تغيرات في التوقعات للفترة المقبلة وذلك بسبب امور عدة من ابرزها (1) تراجع الطلب في البلدان الصناعية مقابل تباطؤ في معدل النمو في الطلب في البلدان النامية.
تذكر نشرة لبنك باركليز ان الطلب على النفط في الصين قد ارتفع خلال النصف الاول من عام 2012 فقط بمقدار 200 الف برميل يوميا، ووصل الى 9.4 مليون برميل يوميا وهو معدل النمو الاضعف الذي تحقق منذ النصف الاول من عام 2009. (2) دلائل على امكانية ارتفاع المعروض خلال الربع الثالث عن الطلب وذلك بسبب زيادات متوقعة في الانتاج من الولايات المتحدة، انغولا، العراق (3) بالرغم من ضعف في مستويات المخزون من المنتجات البترولية في اوروبا الا زيادة معدل تشغيل المصافي قد يمثل تحديا لعمليات المصافي في اوروبا.
ان هبوط انتاج ايران وتناقص المبيعات ليصل الى المليون برميل يوميا قد لا تكون له تأثيرات على اوروبا كما يذهب الى ذلك تقرير نشرة اينرجي انتلجنس الاسبوعي حيث تتم تغطية تلك الكميات من مصادر عدة سواء النفوط الأفريقية الخفيفة التي تم الاستغناء عنها في سوق الولايات المتحدة او من تعافي انتاج ليبيا او من العراق او من السعودية او من روسيا، وان كان بالطبع يؤثر وبشكل كبير على ايرادات ايران من النفط بسبب هبوط الاسعار والانتاج، وفي هذا السياق تشير الارقام الرسمية من كوريا الى انخفاض كبير في واردات كوريا من النفط الايراني من متوسط 233 الف برميل يوميا في شهر يونيو 2011 الى فقط 176 الف برميل يوميا في شهر يونيو 2012.
ان وجود حالة من اللايقين في السوق تستوجب متابعة مستمرة لتطورات السوق من اجل تبني الاجراء المناسب الذي يكفل تأمين الامدادات في السوق النفطية.
في دراسة حديثة للبيت الاستشاري اينرجي سيكيورتي اناليسس حول السوق النفطية خلال الخمس سنوات المقبلة توضح الآتي: (1) الاوضاع الحالية في اداء الاقتصاد العالمي تمثل تحديا امام تنامي الاستهلاك العالمي من النفط بحيث لن تزيد معدل الاستهلاك عن مليون برميل سنويا (2) في مقابل ذلك يتم الايفاء بهذه الزيادة من الانتاج المتنامي من خارج الاوبك سواء من كندا او الولايات المتحدة او روسيا او تعافي النفط في مناطق التصعيد السياسي (3) هذا الوضع يعني بقاء الطلب على نفط الاوبك عند معدل ثابت يدور حول 30.5 مليون برميل يوميا وهذا بالطبع يمثل تحديا امام الاوبك وقد يزيد من حدة التنافس ويتطلب التنسيق لضبط الانتاج بما يتوافق مع تطلعات البلدان كافة بشكل يكفل المصلحة العامة واستقرار الاسواق (4) هذا الوضع يعني بقاء اسعار نفط خام الاشارة برنت ما بين 95 105 دولارات للبرميل خلال الخمس سنوات المقبلة (5) بالطبع هذا السيناريو يفترض عدم انقطاع الامدادات النفطية عن السوق النفطية بسبب عوامل سياسية مثل الحروب وغيرها (6) من الامور الايجابية التي يرسمها هذا السيناريو هو تأثر الاستثمار بمصادر الطاقة المتجددة سلبا بسبب الاوضاع الاقتصادية في اوروبا والتي تدعو الى التركيز على اصلاح اداء الاقتصاد بالدرجة الاولى.
* كاتب ومحلل نفطي
تعتبر مصفاة الأحمدي أكبر مصافي التكرير الكويتية وتبلغ طاقتها التكريرية 466 الف برميل يوميا، وتنتظر المصفاة عملية تحديث كبيرة من شأنها تطوير مصفاتي الأحمدي وميناء عبدالله لتصبح منتجاتها مطابقة للمواصفات العالمية وذلك بعد اعتماد مشروع الوقود النظيف، والذي من شأنه فتح أسواق عالمية جديدة أمام المنتجات الكويتية.
وخلال جولة أعدت لـ «الراي» داخل المصفاة التقت فيها مسؤولي المصفاة للاطلاع على آخر المستجدات فيها، توقع نائب العضو المنتدب لمصفاة ميناء الأحمدي في شركة البترول الوطنية محمد غازي المطيري أن نجاح شركة البترول الوطنية في تنفيذ مشروع الوقود النظيف بأقل من التكلفة التقديرية المعتمدة له، لتكون بين 3.5 الى 4 مليارات دينار في حال الاسراع بالتنفيذ خلال العام مع نهاية الربع الثالث من العام الحالي.
وأوضح المطيري في تصريح خاص لـ «الراي» أن قيمة الجزء المنفذ في مصفاة الأحمدي من اجمالي ميزانية الوقود النظيف في حدود 1.4 مليار دينار، فيما تبلغ قيمة الجزء المنفذ في مصفاة ميناء عبدالله في حدود 2.4 مليار دينار، بالاضافة الى 200 مليون دينار كلفة الأعمال التحضيرية للموقعين وتشمل بناء الورش والمباني وتحضير الأرض وأعمال مغزيات الكهرباء «أعمال غير وحدات التصنيع».
ولفت المطيري الى مباشرة البترول الوطنية بتنفيذ مشروعي المصفاة الجديدة والوقود البيئي بعد الحصول على موافقة المجلس الأعلى للبترول للمضي قدما بهذين المشروعين العملاقين، مضيفاً أنه تم طرح مناقصتي مستشار ادارة المشروع لكلا المشروعين في ابريل 2012 على قائمة من الشركات الاستشارية العالمية، متوقعاً الانتهاء من ترسية مناقصات مستشاري المشاريع على الشركات الفائزة في نهاية شهر أغسطس الجاري.
وأضاف المطيري «سيتم الاعلان عن تأهيل المقاولين لعقود أعمال الهندسة والتوريد والانشاءات الرئيسية في المشروعين بعد أن حصلت الشركة على موافقة لجنة المناقصات المركزية على برنامج التأهيل»، متوقعاً طرح مناقصات تلك الأعمال قبل نهاية العام الحالي.
واعتبر المطيري المشروعين من أهم مشاريع خطة التنمية في الكويت وأهم المبادرات في استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية طويلة المدى للعام 2030 لقطاع تكرير النفط والتي تهدف الى الوصول بالطاقة التكريرية للنفط داخل دولة الكويت الى 1.4 مليون برميل يوميا وتطوير المصافي القائمة وسد احتياجات محطات توليد الكهرباء والسوق المحلي من الوقود الصديق للبيئة. وسيشكلان عند الانتهاء منهما نقلة نوعية لصناعة التكرير للكويت من حيث التكنولوجيا المستخدمة وجودة المنتجات النفطية المكررة ومواصفاتها المتماشية مع أعلى المعايير البيئية المطلوبة بالأسواق العالمية.
وأكد أن شركة البترول الوطنية الكويتية حرصت منذ اللحظة الأولى على تطبيق أعلى مواصفات الصحة والبيئة والسلامة عند تصميم المشروعين.
ولفت المطيري الى أن تكلفة المشروعين 8 مليار دينار حصة منها مشروع المصفاة الجديدة يقع في منطقة الزور جنوب دولة الكويت فيما سيتم تنفيذ مشروع الوقود البيئي في مصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله التابعتين للشركة.
وأشار المطيري الى أن ميزانية مصفاة الأحمدي الرأسمالية للعام الحالي 89.15 مليون دينار.
مصنع للغاز
ومن جانبه، كشف مدير العمليات في مصفاة الأحمدي مناور المطيري عن دراسة الشركة لانشاء مصنع صغير للغاز بدلاً من الاعتماد على المصنع المتحرك الحالي، موضحاً أن الكلفة المبدئية للمشروع تتراوح بين 250 الى 300 مليون دينار.
وأوضح المطيري أن اجمالي المبالغ المرصودة للمشاريع بالشركة تصل الى 20 مليار دولار منها 10 مليارات دولار لمصفاة الأحمدي تشمل مشروع الوقود النظيف ومصنع الغاز الخامس.
وقال المطيري ان الطاقة الانتاجية لمصفاة ميناء الاحمدي تقدر بـ466 الف برميل يومياً. واعتبر أن هدف المصفاة تكرير النفط الكويتي واستخراج منتجات بترولية عالية الجودة للأسواق داخل الكويت وخارجها، مشيراً الى ان عدد الموظفين العاملين في دائرة عمليات مصفاة الأحمدي يصل الى 1000 موظف 92 في المئة منهم كويتيين، في حين يصل اجمال العاملين بالمشاريع في المصفاة الى نحو 7000 موظف يومياً.
وأكد المطيري تم تفريغ اكثر من 100 ناقلة غاز طبيعي مسال منذ بداية مشروع استيراد الغاز المسال حتى الان، موضحاً أن هذه الشحنات تم استيرادها من مختلف دول العالم مثل (استراليا - النروج - قطر - ماليزيا)، مشيراً الى أن المشروع تم تشغيله في 2 أغسطس 2009، من رصيف الغاز الجنوبي الذي تم تطويره لاستيعاب مثل هذه المنتجات.
وأضاف المطيري «بهذا المشروع الحيوي للكويت يتم تزويد محطات الطاقة الكهربائية بكميات الغاز المقدرة بـ 550 مليون قدم مكعب يوميا، خلال فترة الصيف الممتدة من شهر ابريل الى اواخر شهر اكتوير».
وأوضح المطيري أن لدى شركة البترول الوطنية قاعدة عملاء لمنتجاتها من مصفاة ميناء الاحمدي، تشمل «ايكويت»، ومحطات الطاقة الكهربائية وقطاع التسويق المحلي للوقود وقطاع التسويق العالمي، وشركة نفط الكويت، مؤكداً أن اولويات المصفاة المحافظة على البيئة من خلال المشاريع البيئية والتوعية للعاملين من خلال الدورات التدريبية المخصصة للبيئة.
برامج التدريب
وأوضح المطيري أن هناك 4 برامج تدريبية للعاملين بنظام الوردية في مصفاة الأحمدي منها التدريب عن طريق التطوير الوظيفي حيث يجبر الموظف على حضور 3 أو 4 دورات تدريب داخلية تنظم عن طريق شركات عالمية، وتدريب خارجي بواسطة شركات عالمية معتمدة، وأخذ دورات في الصحة، والسلامة والبيئة حيث يتم تطوير الموظف لتوعيته بالمخاطر المحيطة في بيئة العمل وكيفية مكافحتها ان وقعت وهذه الدورات يتم تقييمها عن طريق عمل حوادث وهمية كبرى في كل الوحدات واستخلاص الدروس والتوصيات من هذه الحوادث الوهمية، والبرنامج الأخير عمل تدريب داخلي في الوحدات عن طريق مدربين ذوي خبرة وكفاءة لرفع كفاءة العاملين في مجال وحداتهم العاملة.
وأشار المطيري الى أن هذه البرامج التدريبية للعاملين تتم مسبقا عن طريق نموذج تقييم الأداء للموظفين حيث تعطي أهدافا ذكية للموظف ويتم تقييم أداءه من انجاز تلك الأهداف، ويتضمن النموذج تقييم أداء الموظف بالنسبة لمستوى الكفاءات المطلوب منه تحقيقه في نهاية سنة التقييم، والجزء الثالث من نموذج تقييم الأداء يتضمن نواحي التطوير التي يحتاجها الموظف.
وقال المطيري بالنسبة لمشغلي المصفاة عند قبولهم بعد اجتياز الاختبارات المطلوبة فانهم يخضعون لبرنامج ينقسم الى قسمين، الأول برنامج نظري في مركز التدريب البترولي (PTC) ومدته 6 أشهر يتم فيها الدراسة للمواد العلمية واللغة الانكليزية، والثاني وبرنامج عملي في المصافي ومدته أيضا 6 أشهر يتم تدريبهم عمليا علي جميع عمليات المصفاة ومن ثم يتم تثبيتهم كموظفين عاملين في شركة البترول الوطنية الكويتية.
وأكد المطيري على مفهوم وأهمية ودوافع التدريب في الشركة لأنها تتمثل في زيادة الانتاج من خلال زيادة الكمية وتحسين النوعية من خلال تدريب العاملين على كيفية القيام بواجباتهم بدرجة عالية من الاتقان ومن ثم زيادة قابليتهم للانتاج، وكذلك الاقتصاد في النفقات حيث تؤدي البرامج التدريبية الى خلق مردود أكثر من كلفتها وذلك عن طريق رفع الكفاءة الانتاجية للعاملين والاقتصاد في الوقت نتيجة للمعرفة الجيدة بأسلوب العمل وطريقة الأداء.
وقال المطيري ان «من عوائد التدريب التقليل في الاسراف من خلال تعريف العاملين بأعمالهم وطرق أدائها ما يخلق معرفة ووعياً وقدرة على النقد الذاتي بشكل لا يحتاج معه المدرب الى مزيد من الاشراف والرقابة في أدائه لعمله، وكذلك القلة في حوادث العمل بعد تعريف العاملين بأفضل الطرق لتشغيل الآلة وبحركة ومناولة المواد وغيرها ما يعد مصدراً من مصادر الحوادث الصناعية ويعمل التدريب على القضاء أوالتقليل من تلك الحوادث المرتبطة بهذه العمليات».
الأرباح
ومن جانبه، قال مدير دائرة الخدمات الفنية في مصفاة ميناء الأحمدي عبدالله العجمي ان أرباح المصفاة الصافية حتى مارس الماضي بلغت 405 ملايين دولار منها 124 مليون دولار للمصفاة و281 مليون دولار أرباح مصنع الغاز.
واعتبر العجمي هذه الأرباح جيدة جداً مقارنة بالأسعار العالمية وتكلفة اللقيم المرتفعة التي تحتاجها المصفاة ومصنع الغاز، موضحاً أن دائرة الخدمات الفنية في مصفاه ميناء الأحمدي تمثل كيانا مهما وحيويا في عمل المصفاة ومصنع الغاز من خلال الأعمال اليومية لمتابعة وتحسين الانتاج والاستغلال الأمثل لوحدات التصنيع المختلفة وعلى رأسها الوحدات التحويلية في المصفاة مثل وحدة التكسير الهيدروجيني ووحدة التكسير بالعامل الحفاز المميع لما تمثله هذه الوحدات من اضاقة مهمة لربحية المصفاة.
وأضاف العجمي تقوم الدائرة بالدعم الفني لعمليات التشغيل ومراقبة جودة المنتجات البترولية النهائية وضمان تلبية حاجة السوق العالمي و المحلي، كما تقوم الدائرة بدور حيوي بتوفير احتياجات محطات انتاج القوى الكهربائية من الوقود.
ولفت العجمي الى أن دائرة الخدمات الفنية هي حلقة وصل اساسية في عمليات التخطيط والتنسيق مع الشركات التابعة لمؤسسة البترول الكويتية لعمليات التشغيل والانتاج وتطوير المشاريع الاستراتيجية، مؤكداً أن الدائرة لها دور بارز في دعم مشاريع الشركة الاستراتيجية والكبرى لما تضيفه من قيمة للصناعة الهيدروكربونية في الكويت.
وأوضح العجمي أن دائرة الخدمات الفنية تعمل على خلق أفكار مشاريع ودراسات جديدة متنوعة سواء كانت متعلقة بانشاء وحدات تصنيع جديدة او اضافة للوحدات الحالية بغرض تحسين الأداء او زيادة الانتاج، أو تلك المشاريع المهمة المتعلقة بالحفاظ على البيئة والاستغلال الأمثل للطاقة على سبيل المثال مشروع الوقود البيئي النظيف الذي يشمل وحدات تصنيع جديدة وتحديث بعض وحدات الانتاج الحالية وذلك لتلبية حاجة السوق العالمي والمحلي من منتجات تطابق المواصفات العالمية البيئية.
وكذلك مشاريع التوسعة لصناعة الغاز بانشاء مصنع الغاز المسال الرابع والخامس لاستيعاب انتاج حقول الغاز المستقبلي، وبذلك اضافة مهمة للكويت في مجال توفير مصدر طاقة نظيف لمحطات انتاج القوى الكهربائية وتصدير منتجات الغاز البترولي المسال ذي العائد المادي العالي. اضافة الى توفير الغاز الخام لصناعة البتروكيماويات.
وأشار العجمي الى بدء تنفيذ برنامج ادارة الطاقة من خلال تشكيل فريق متخصص بهدف تقليل استهلاك الطاقة التشغيلية لوحدات الانتاج باستخدام أحدث نظم مراقبة استخدام الطاقة والعمل على تخفيض الاستهلاك والحد من الانبعاثات الضارة بالبيئة. كما يقوم الفريق بتقييم وتطوير الأفكار والمشاريع المتعلقة بالحفاظ على الطاقة في عمليات الانتاج، مضيفاً هناك مشروع استرجاع غاز الشعلة بغرض تقليل الفاقد من الغاز والذي بدوره يقلل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الضار بالبيئة، وتم البدء بعمليات تشغيل مشروع معالجة مياه الصرف الصناعي بما يطابق مواصفات الهيئة العامة للبيئة.
عين على السوق
زيادة المعروض
تقيِّد ارتفاع الأسعار
بقلم: محمد الشطي
عندما ابدأ المقالة بالتحدث عن مستويات اسعار نفط الاشارة برنت، فان ذلك يعود لأهمية الاسعار والاشارات التي تقدمها للسوق.
خلال عام 2012، سجلت اسعار نفط خام الاشارة برنت اعلى مستوى له عند 128.17 دولار للبرميل وسجلت ادنى مستوى له عند 88.62 دولار للبرميل وخلال شهر يوليو 2012 تعافت الاسعار الى مستوى قريب من 105 دولارات للبرميل، وبلغ المعدل الى الان في عام 2012 عند 112 دولارا للبرميل.
ولعل الدلائل المهمة في ذلك هي: (1) متانة السوق في عام 2012 (2) تم اختبار ادنى مستوى للأسعار ثم جاء التعافي بفعل عوامل السوق النفطية (3) لم تنخفض اسعار النفط عن مستوى التسعين الا في خمسة ايام فقط في شهر يونيو 2012، ولا يجب ان يسارع المحللون مع هبوط الاسعار لفترة قصيرة التحدث عن مرحلة جديدة تتسم بضعف الاسعار وتتطلب تبعات معينة (4) انخفضت اسعار النفط عن المئة دولار للبرميل فقط خلال شهر يونيو والنصف الاول من شهر يوليو وحافظت اسعار النفط الخام على قوتها خلال عام 2012 بالرغم من استمرار الاوبك في الانتاج عند معدلات عالية كافية للإيفاء باحتياجات السوق النفطية ومنعت من الارتفاع الحاد في الاسعار وبقي معدل الانتاج ما بين 30.9 31.6 مليون برميل يوميا خلال النصف الاول من عام 2012.
تقدر نشرة اينرجي انتلجنس ان انتاج العراق لشهر يوليو 2012 قد وصل الى 3.2 مليون برميل يوميا وجاءت الصادرات من النفط الخام عند 2.5 مليون برميل يوميا مع اضافة 600 الف برميل يوميا اجمالي طاقة التكرير و70 الف برميل يوميا لاستخدامات توليد الكهرباء محليا.
جاء دعم الاسعار من امور عدة ابرزها تعهد رئيس البنك المركزي الأوروبي بحماية منطقة اليورو حيث سيقوم بكل ما يتعين عمله من أجل حماية منطقة اليورو من الانهيار وآمال باتخاذ الولايات المتحدة لإجراءات جديدة لتحفيز الاقتصاد من خلال استئناف خطة شراء السندات السيادية الأميركية لضخ الأموال في الاقتصاد أضف الى ذلك الملف النووي الايراني والتهديدات الايرانية بإغلاق مضيق هرمز.
يقدر البيت الاستشاري بيرا ان انقطاع الامدادات النفطية قد طال ما لا يقل عن 2.5 مليون برميل يوميا يمثل تأثر الانتاج في العديد من الدول سواء داخل الاوبك او خارج الاوبك خلال الفترة يناير يوليو 2012 وان هذه الانقطاعات لن تعود الى المعدل التاريخي الطبيعي والذي يقع ما بين 500 الف برميل يوميا ومليون برميل يوميا خلال النصف الثاني من عام 2012، وهو ما يدعم ايضا اسعار النفط الخام بشكل عام.
تجمع المصادر النفطية بأن هناك عاملين رئيسيين يؤثران على أسعار النفط الخام ومعدلات الطلب والإمدادات في السوق خلال الاشهر المقبلة وهما: (1) الأزمة المالية في الاتحاد الأوروبي وتأثيرها على الاقتصاد العالمي وبخاصة اقتصاد الصين (2) تأثير تطبيق الحظر الاقتصادي على إيران على المعروض من النفط في السوق النفطية.
يؤكد تقرير للبيت الاستشاري بيرا انه خلال 2013 سيبقى مخاطر انزلاق اوروبا في انحسار يمثل تحديا لأداء الاقتصاد العالمي ومحط انظار السوق، ويعتبر الدولار الأميركي ملاذاً آمناً للمستثمرين، ما يزيد الضغط على السلع الأولية المسعرة بالدولار، كما ان الطلب على نفط الاوبك يقل عن مستويات الحالي بمتوسط يدور عند 500 الف برميل يوميا، وان الطلب على النفط لن يتجاوز المليون برميل يوميا، وهو ايضا يشكل تحديا خلال العام المقبل في تحقيق التوازن في السوق النفطية.
تتوقع نشرة اينرجي انتلجنس انخفاض صادرات روسيا من النفط الخام من 3 ملايين برميل يوميا حاليا الى 2.9 مليون برميل يوميا في شهر اغسطس 2012.
حوالي 200 الف برميل يوميا من نفط بحر الشمال ستدخل في برامج الصيانة خلال شهري اغسطس وسبتمبر 2012 وبالتالي سيدعم اسعار برنت وقد يشجع تحول اسعار البرنت الى الباكورديشين.
تتوقع دراسة لبنك مورجان ستانلي ان اساسيات السوق تظهر تحسنا خلال الربع الثالث مقارنة مع الربع الثاني على ضوء التصعيد الجيوسياسي وبرامج الصيانة لبعض الانتاج في بحر الشمال، وضعف مستويات المخزون من المنتجات البترولية في اوروبا والولايات المتحدة، ولكن ليست تطورات كافية لإيجاد تغيرات في التوقعات للفترة المقبلة وذلك بسبب امور عدة من ابرزها (1) تراجع الطلب في البلدان الصناعية مقابل تباطؤ في معدل النمو في الطلب في البلدان النامية.
تذكر نشرة لبنك باركليز ان الطلب على النفط في الصين قد ارتفع خلال النصف الاول من عام 2012 فقط بمقدار 200 الف برميل يوميا، ووصل الى 9.4 مليون برميل يوميا وهو معدل النمو الاضعف الذي تحقق منذ النصف الاول من عام 2009. (2) دلائل على امكانية ارتفاع المعروض خلال الربع الثالث عن الطلب وذلك بسبب زيادات متوقعة في الانتاج من الولايات المتحدة، انغولا، العراق (3) بالرغم من ضعف في مستويات المخزون من المنتجات البترولية في اوروبا الا زيادة معدل تشغيل المصافي قد يمثل تحديا لعمليات المصافي في اوروبا.
ان هبوط انتاج ايران وتناقص المبيعات ليصل الى المليون برميل يوميا قد لا تكون له تأثيرات على اوروبا كما يذهب الى ذلك تقرير نشرة اينرجي انتلجنس الاسبوعي حيث تتم تغطية تلك الكميات من مصادر عدة سواء النفوط الأفريقية الخفيفة التي تم الاستغناء عنها في سوق الولايات المتحدة او من تعافي انتاج ليبيا او من العراق او من السعودية او من روسيا، وان كان بالطبع يؤثر وبشكل كبير على ايرادات ايران من النفط بسبب هبوط الاسعار والانتاج، وفي هذا السياق تشير الارقام الرسمية من كوريا الى انخفاض كبير في واردات كوريا من النفط الايراني من متوسط 233 الف برميل يوميا في شهر يونيو 2011 الى فقط 176 الف برميل يوميا في شهر يونيو 2012.
ان وجود حالة من اللايقين في السوق تستوجب متابعة مستمرة لتطورات السوق من اجل تبني الاجراء المناسب الذي يكفل تأمين الامدادات في السوق النفطية.
في دراسة حديثة للبيت الاستشاري اينرجي سيكيورتي اناليسس حول السوق النفطية خلال الخمس سنوات المقبلة توضح الآتي: (1) الاوضاع الحالية في اداء الاقتصاد العالمي تمثل تحديا امام تنامي الاستهلاك العالمي من النفط بحيث لن تزيد معدل الاستهلاك عن مليون برميل سنويا (2) في مقابل ذلك يتم الايفاء بهذه الزيادة من الانتاج المتنامي من خارج الاوبك سواء من كندا او الولايات المتحدة او روسيا او تعافي النفط في مناطق التصعيد السياسي (3) هذا الوضع يعني بقاء الطلب على نفط الاوبك عند معدل ثابت يدور حول 30.5 مليون برميل يوميا وهذا بالطبع يمثل تحديا امام الاوبك وقد يزيد من حدة التنافس ويتطلب التنسيق لضبط الانتاج بما يتوافق مع تطلعات البلدان كافة بشكل يكفل المصلحة العامة واستقرار الاسواق (4) هذا الوضع يعني بقاء اسعار نفط خام الاشارة برنت ما بين 95 105 دولارات للبرميل خلال الخمس سنوات المقبلة (5) بالطبع هذا السيناريو يفترض عدم انقطاع الامدادات النفطية عن السوق النفطية بسبب عوامل سياسية مثل الحروب وغيرها (6) من الامور الايجابية التي يرسمها هذا السيناريو هو تأثر الاستثمار بمصادر الطاقة المتجددة سلبا بسبب الاوضاع الاقتصادية في اوروبا والتي تدعو الى التركيز على اصلاح اداء الاقتصاد بالدرجة الاولى.
* كاتب ومحلل نفطي