تحقيق / رئيس «المصري الديموقراطي» يرى أن «العسكري» وطني لكنه محدود الكفاءة

محمد أبو الغار لـ «الراي»: مرسي ينفذ تعليمات «شورى» الإخوان

تصغير
تكبير
| القاهرة - من أغاريد مصطفى |

أكد الناشط السياسي ورئيس الحزب «المصري الديموقراطي الاجتماعي» محمد أبو الغار، أن المشهد السياسي في مصر «مضطرب للغاية»، مشيرا إلى أنه كان يتمنى رئيسا لمصر «غير محمد مرسي»، متوقعا ألا تغير جماعة الإخوان المسلمين من سياستهم الاستحواذية».

وقال في حواره مع «الراي»، إن المجلس العسكري، الذي حكم بلاده في الفترة الانتقالية، «وطني لكنه محدود الكفاءة ويفتقد الى الخبرة الكافية في ما يخص السياسة»، مرجعا ذلك إلى أنهم تعودوا على الأوامر العسكرية.

وفي ما يلي نص الحوار:



• هل انتخبت مرسي؟

- لا، لأنني عندما ذهبت إلى انتخابات الإعادة بين مرسي والمرشح احمد شفيق ذهبت كي أبطل صوتي، لأنني لم أستطع التصويت لكلا المرشحين.

• كيف رأيت الانتخابات الرئاسية؟

- كنت في حالة سيئة للغاية، عندما أعلنت نتائج الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، وحزنت حزنا شديدا عندما عرفت في شكل نهائي طرفي جولة الإعادة.

• لماذا؟

- لأنني كنت أرى أن الخيارين ضد الثورة المصرية المجيدة، وعندما ذهبت إلى صندوق الاقتراع قمت بالشطب على المرشحين، وكذلك فعلت ابنتي وزوجتي عندما ذهبتا أيضا للتصويت.

• من الرئيس الذي كنت تتمناه لمصر؟

- كنت أتمنى رئيسا غير مرسي المحسوب على «الإخوان» مع احترامي الشديد له، لكن أؤكد أن نجاح مرسي أفضل بكثير من نجاح الفريق شفيق، فهو الخيار الأفضل بين الاثنين.

• ما قضيتك الأساسية في الحياة السياسية؟

- قضيتي هي المحافظة على مدنية الدولة لأنه خط أحمر يجب أن يدركه الجميع. ومرسي أكد أنه سيحافظ على مدنية الدولة، وأنا حصلت على وعود صريحة منه بذلك وأنتظر تنفيذ هذه الوعود على أرض الواقع.

• ماذا تقول عن مدنية الدولة؟

- مدنية الدولة أمر يجب أن يكون متوافقا عليه من الجميع، فالدستور المقبل سيكون هو الداعم الحقيقي لهذه الفكرة، ولقد غضبت من الحديث عن حذف كلمة مبادئ الشريعة الإسلامية من الدستور القادم لتكون الشريعة الإسلامية وهو أمر غير مطلوب أبدا.

• هل تعتقد أن مرسي لم يخرج من عباءة «الإخوان»؟

- مرسي مرشح «الإخوان»، وحديث الجماعة عن عدم تبعيته لهم كلام فقط ولا يستطيعون حتى إخفاءه، فمرسي ما كان لينجح لولا دعمهم له، وهو تابع للإخوان ويسمع كلامهم سواء أراد أم لم يرد، لأنه تربى وتعود على الولاء والسمع والطاعة وهي سمة جميع الإخوان، وكونه رئيسا أو وزيرا أو سكرتيرا لا تفرق، لأنه سينفذ الأوامر التي ترد إليه من مكتب الإرشاد وليس له حق الرأي أو المناقشة، فتلك هي قواعد الإخوان المسلمين.

• كيف ترى الحكومة الجديدة ورئيس الوزراء في ظل الأجواء الحالية في مصر؟

- لا أعلم كيف سيعمل مجلس الوزراء الجديد في ظل هذه الأجواء، فإذا كان رئيس الجمهورية ينفذ طوال الوقت أوامر مجلس شورى «الإخوان»، ومكتب المرشد، وهذا الأمر سيتكرر مع مجلس الوزراء المقبل وبالتالي لن تكون له صلاحيات واسعة.

• هل تتوقع فوز «الإخوان» والسلفيين بالنسبة نفسها التي حصلوا عليها في حال إجراء انتخابات جديدة؟

- لا، لكني أتوقع أن يكون الإخوان الحزب رقم واحد في البرلمان ولكن بنسبة تقل عما حصلوا عليها سابقا بنسبة تتراوح بين 10 و15 في المئة، أما السلفيون فسيستحوذون على نصف ما كانوا عليه.

• ألا تتوقع أن يغير «الإخوان» من سياستهم الاستحواذية ويتعاونون مع باقي القوى السياسية؟

- لا أعتقد ذلك لأن «الإخوان» يسيرون على سياسة الاستحواذ فهو طريقهم في الحياة، فلو استطاعوا أن يستولوا على مؤسسة صحافية قومية من بابها، فسيبذلون أقصى جهدهم لتنفيذ ذلك، حتى ولو لجأوا الى إقصاء كل الصحافيين المعارضين لهم، وعندما يتخلون عن ذلك ويعلنون عن استعدادهم للتعاون يكون لعجزهم عن تنفيذ خططهم في الاستحواذ.

• هل تعتقد أن الشعب المصري سيقبل؟

- الثورة غيرت الشعب، والأمور لن تكون سهلة بالنسبة لأي حزب يتولى السلطة.

• هل تستطيع الأحزاب السياسية أن تشارك بقوة ولا تترك الساحة لحزب ينفرد بالحكم؟

- الأحزاب لم تلتقط أنفاسها منذ إنشائها بعد الثورة، إضافة إلى أن الأجواء لم تساعدها بسبب الأحداث التي عشناها طوال الفترة السابقة بداية بأحداث ماسبيرو مرورا بمحمد محمود ومجلس الوزراء ومواجهة المجلس العسكري، وكل تلك الأحداث شارك فيها شباب الأحزاب، وليس الإخوان وبعد ذلك تم التجهيز للانتخابات في فترة قصيرة بما أدى لضغط الأحزاب وتقليص دورها، وعليهم أن يعملوا على الأرض وليس بالتنظير في حجرات مغلقة ومن خلال شاشات التلفزيون وبالتحاور مع الناس والنزول إليهم بالشوارع لتكون لهم فاعلية ودور في الحياة السياسية، إضافة إلى حاجة الأحزاب للمال من مؤيدي تلك الأحزاب، فلا يمكن أن تقارن الأحزاب الناشئة في حزب «الإخوان» والسلفيين، نظرا لكمية الأموال اللانهائية مع «الإخوان» والسلفيين، والتي جعلتهم يتمكنون من خوض الانتخابات بنجاح.

• هل تتفق مع من يطالب الرئيس بوضع الملف الأمني على طاولة أولوياته؟

- الأمن هو الملف الأول والأهم ثم يتبعه الاقتصاد، فيجب ألا نظل في خناقات حول الدستور والتأسيسية والبرلمان، والواجب أن يبعد الرئيس نفسه عن خلافات القانون والقضاء، وأن ينفرد بحل مشكلات مصر، فتوجهه الى أفريقيا شيء جيد، ومفيد لأننا في خطر حقيقي، ووعد بحل مشكلة المرور في 100 يوم، ونتابع وعوده مع أننا لا نرى بوادر لحلها.

• هل ستظل شعارات الثورة من دون تحقيق ملموس على أرض الواقع؟

- لابد أن يحصل نوع من التغيير والعدالة الاجتماعية، فهناك نظم مطبقة في العالم كله وغير موجودة في مصر ولا نعرف لماذا؟ فنحن لا نطالب بفرض ضرائب عالية على المستثمرين حتى لا يهربوا إلى خارج البلد، ولكن من الطبيعي أن يشتري مستثمر قطعة أرض بأسعار معينة ويبيعها بعد عام واحد ويكسب الملايين فيجب عليه دفع ضريبة نظير تلك المكاسب.

• هل تعتقد أن «الإخوان» في إمكانهم السيطرة على التيار السلفي؟

- نعم يمكنهم فعل ذلك بدليل أنهم استطاعوا التفاهم مع السلفيين على المادة الثانية وأقنعوهم بقبولها.

• ما هو تقويمك لأداء المجلس العسكري والإعلان الدستوري المكمل؟

- المجلس العسكري في تقديري وطني لكنه محدود الكفاءة ويفتقر إلى الخبرة السياسية لأنهم رجال تعودوا على نظام الأوامر العسكرية، إضافة لرفضهم في البداية تشكيل مجلس رئاسي يشاركهم في إدارة البلاد، ما جعلهم يرتكبون أخطاء فادحة بداية من الاستفتاء في 19 مارس ودخولهم في أحداث أساءت لهم وجلبت لهم كره الشارع المصري في وقت كان يمكن تفادي تلك الأحداث والمحافظة على الدم المصري وعند حدوثها مرة كان يجب ألا تتكرر بعد ذلك، ولا يمكن أن أوافق على أن تأخذ السلطات العسكرية أدوارا مدنية بأي وقت من الأوقات.

• كيف ترى المشهد السياسي الآن؟

- المشهد السياسي في مصر مضطرب للغاية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي