علامات الساعة الكبرى / دروس الإسلام ورفعُ القرآن وفناء الأخيار وقيامُ الساعة (2)

الدكتور عبدالرؤوف الكمالي





| الدكتور عبدالرؤوف الكمالي |
بعد هلاك يأجوجَ ومأجوج, تنتشر البركة في الأرض, في الثمار والأنعام وغيرهما, وتبقى لبضع سنين, ويُحَج البيتُ ويُعتمَر.
ثم يَبعثُ الله عز وجل ريحًا طيبةً من اليمن, ألينَ من الحرير, فتَأخذُهم تحت آباطهم, فلا يَبقى على وجه الأرض أحدٌ في قلبه مثقالُ ذرّةٍ مِن إيمانٍ إلا قبضته, حتى لو كان في كبد جبلٍ, لدخلته عليه.
ثم يُدرَس الإسلام ( أي: يَذهب ولا يبقى ) كما يُدرس وَشْيُ الثوب (أي: نقْشُه), حتى لا يُدرى ما صيامٌ ولا صلاةٌ ولا نسكٌ ولا صدقة.
ولَيُسرى على كتاب الله في ليلة, فلا يبقى منه في الأرض آية.
ولعلّ هذا هو الزمانُ الذي تُهدم فيه الكعبةُ, على يد ذي السُّوَيقتين من الحبشة ( وسُمِّيَ ذا السُّوِيقتين؛ لصغر ساقيه ), يسلبها حُلِيَّها, وهو كنزها, ويجردها من كسوتها, ويَضرب الكعبةَ بمسحاته ومعوله, فينقضها حجَرًا حجَرا.
وذو السُّوَيقتين: أسودُ أُصيلعُ أُفيدع (أي: عنده زَيْغٌ بين قدمِه وعظمِ ساقه), أَفحج (أي: تدانَى صدورُ قدميه وتباعَد عقباه).
قال صلى الله عليه وسلم: « يُبايَع لرجلٍ ما بين الركن والمقام. ولن يستحلَّ البيتَ إلا أهلُه, فإذا استحلّوه فلا يُسألْ عن هلكة العرب. ثم تأتي الحبشةُ فيخرِّبونه خرابًا لا يَعمر بعده أبدًا, وهم الذين يستخرجون كنزه « رواه أحمد, وهو حديثٌ صحيح.
وتَبقى طوائف من الناس الشيخُ الكبيرُ والعجوزُ يقولون: أدركْنا آباءنا على هذه الكلمة « لا إله إلا الله «, فنحن نقولها.
ويبقى شرار الناس, حُثالةٌ كحُثالة الشعير (أي: كرديئه), لا يباليهِمُ اللهُ بالةً. هم في خفة الطير (أي: في السرعة إلى الشر والفساد), وأحلامِ السباع, لا يَعرفون معروفًا, ولا يُنكرون منكَرًا, يتهارجون (أي: يتجامعون) تهارُجَ الحُمُر (أي: علانيةً), ويكون خيارُهم يومئذٍ: مَن يقول لمن افترش المرأة في الطريق: هلاّ واريتَها وراء هذا الحائط ؟
وهم في ذلك دارَّةٌ أرزاقُهم, حَسَنٌ عَيْشُهم, فيتمثّل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون ؟ فيقولون: ما تأمرنا ؟ فيأمرُهم بعبادة الأوثان, فتُعبد اللاتُ والعُزّى, وذو الخَلْصَة, تضطرب ألَياتُ (جمع أَلْية) نساءِ دَوْسٍ عليه (أي: يطُفْن حوله). [ ودَوْس: قبيلةٌ باليمن, وكان صنَمًا لها تعبده في الجاهلية ].
فلا يقال في الأرض حينئذٍ -: الله, الله, فعلى هؤلاء تقوم الساعة.
وآخِر مِن يُحشَر: راعيانِ مِن مزينة, ينعِقان بغنمهما, فيجدانِها وحشا, حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرّا على وجههما. [ وثنية الوداع: هي ثنيّةٌ مشرفةٌ على المدينة, يطؤها مَن يريد مكة. وثنيّةُ الوداع اسمٌ جاهلي قديم, سُمِّيت بذلك؛ لأنها موضع توديعِ المسافرين, كما في: « معجم البلدان « لياقوت الحموي ].
وأما أول من يَسمع النفخَ في الصور, فهو رجلٌ يلُوط حوضَ إبلِه (أي: يُطَيِّنُه ويُصلحه), فيَصعق ويَصعقُ الناسُ.
* استاذ الفقه بكلية التربية الأساسية
بعد هلاك يأجوجَ ومأجوج, تنتشر البركة في الأرض, في الثمار والأنعام وغيرهما, وتبقى لبضع سنين, ويُحَج البيتُ ويُعتمَر.
ثم يَبعثُ الله عز وجل ريحًا طيبةً من اليمن, ألينَ من الحرير, فتَأخذُهم تحت آباطهم, فلا يَبقى على وجه الأرض أحدٌ في قلبه مثقالُ ذرّةٍ مِن إيمانٍ إلا قبضته, حتى لو كان في كبد جبلٍ, لدخلته عليه.
ثم يُدرَس الإسلام ( أي: يَذهب ولا يبقى ) كما يُدرس وَشْيُ الثوب (أي: نقْشُه), حتى لا يُدرى ما صيامٌ ولا صلاةٌ ولا نسكٌ ولا صدقة.
ولَيُسرى على كتاب الله في ليلة, فلا يبقى منه في الأرض آية.
ولعلّ هذا هو الزمانُ الذي تُهدم فيه الكعبةُ, على يد ذي السُّوَيقتين من الحبشة ( وسُمِّيَ ذا السُّوِيقتين؛ لصغر ساقيه ), يسلبها حُلِيَّها, وهو كنزها, ويجردها من كسوتها, ويَضرب الكعبةَ بمسحاته ومعوله, فينقضها حجَرًا حجَرا.
وذو السُّوَيقتين: أسودُ أُصيلعُ أُفيدع (أي: عنده زَيْغٌ بين قدمِه وعظمِ ساقه), أَفحج (أي: تدانَى صدورُ قدميه وتباعَد عقباه).
قال صلى الله عليه وسلم: « يُبايَع لرجلٍ ما بين الركن والمقام. ولن يستحلَّ البيتَ إلا أهلُه, فإذا استحلّوه فلا يُسألْ عن هلكة العرب. ثم تأتي الحبشةُ فيخرِّبونه خرابًا لا يَعمر بعده أبدًا, وهم الذين يستخرجون كنزه « رواه أحمد, وهو حديثٌ صحيح.
وتَبقى طوائف من الناس الشيخُ الكبيرُ والعجوزُ يقولون: أدركْنا آباءنا على هذه الكلمة « لا إله إلا الله «, فنحن نقولها.
ويبقى شرار الناس, حُثالةٌ كحُثالة الشعير (أي: كرديئه), لا يباليهِمُ اللهُ بالةً. هم في خفة الطير (أي: في السرعة إلى الشر والفساد), وأحلامِ السباع, لا يَعرفون معروفًا, ولا يُنكرون منكَرًا, يتهارجون (أي: يتجامعون) تهارُجَ الحُمُر (أي: علانيةً), ويكون خيارُهم يومئذٍ: مَن يقول لمن افترش المرأة في الطريق: هلاّ واريتَها وراء هذا الحائط ؟
وهم في ذلك دارَّةٌ أرزاقُهم, حَسَنٌ عَيْشُهم, فيتمثّل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون ؟ فيقولون: ما تأمرنا ؟ فيأمرُهم بعبادة الأوثان, فتُعبد اللاتُ والعُزّى, وذو الخَلْصَة, تضطرب ألَياتُ (جمع أَلْية) نساءِ دَوْسٍ عليه (أي: يطُفْن حوله). [ ودَوْس: قبيلةٌ باليمن, وكان صنَمًا لها تعبده في الجاهلية ].
فلا يقال في الأرض حينئذٍ -: الله, الله, فعلى هؤلاء تقوم الساعة.
وآخِر مِن يُحشَر: راعيانِ مِن مزينة, ينعِقان بغنمهما, فيجدانِها وحشا, حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرّا على وجههما. [ وثنية الوداع: هي ثنيّةٌ مشرفةٌ على المدينة, يطؤها مَن يريد مكة. وثنيّةُ الوداع اسمٌ جاهلي قديم, سُمِّيت بذلك؛ لأنها موضع توديعِ المسافرين, كما في: « معجم البلدان « لياقوت الحموي ].
وأما أول من يَسمع النفخَ في الصور, فهو رجلٌ يلُوط حوضَ إبلِه (أي: يُطَيِّنُه ويُصلحه), فيَصعق ويَصعقُ الناسُ.
* استاذ الفقه بكلية التربية الأساسية