محمد العوضي / خواطر قلم / العوضي والعُمر... «الداخلية» إلى أين؟!

تصغير
تكبير
لا أعتقد ان ثمة شخصا يجادل في ان وزارة الداخلية لديها كفاءات متميزة في القطاعات كافة، كما لا يتفق معي بأن ثمة شوائب تؤثر سلبا في عمل ومسيرة وسمعة هذا الجهاز الأمني المهم المنوط به حفظ الأمن والأمان.

سأكتب اليوم عن آلام كان يجب ان نتعرض لها منذ فترة طويلة ولكن وبسبب الحراك السياسي المقيت والمعطل لأوجه الحياة والتنمية في الكويت وجدنا أنفسنا ضمن دائرة التشاؤم التي باتت تخيم على البلاد فما عدنا نتنبه لأوجه الخلل وانسحاب الكفاءات من مواقع خدمة المواطن... ولهذا كان من الواجب ان أشارك بما أعتقد انه الصواب.

اللواء كامل العوضي مدير عام الادارة العامة للهجرة قبل تقديمه طلب تقاعده كان شعلة من النشاط والذكاء الاداري المتميز، ما من موقع اداري تسلمه - بشهادة الجميع - إلا وفاضت فيه روح الحياة وتلاشت البيروقراطية ونجح في تكوين فريق عمل مؤسسي قادر على انجاز معاملات المواطنين والوافدين، فهو لا يهتم فقط بصنع المكان وإنما يهتم أكثر بصنع فكر إنساني مؤسسي قائم على أساس محبة الكويت والإخلاص لأهلها، ولعل نظرة فاحصة على إنجازات هذا الرجل في «المرور» ثم «الهجرة» بمختلف اداراتهما وهي الجهات الاكثر احتكاكا بالمراجعين تعطينا انطباعا ايجابيا عن تفانيه وحبه وإخلاصه وولائه للكويت وأهلها.

وفي الجانب الآخر هناك اللواء عصام العمر مدير ادارة مكتب وكيل وزارة الداخلية الذي قرأت عنه خبرا في الصحف انه ينوي تقديم طلب تقاعده وهو في الواحد والخمسين من عمره، عصام العمر لا يختلف كثيرا عن اللواء العوضي في أخلاقه وتفانيه وإخلاصه لبلده بل ومحبته للناس وقضاء حوائج العباد... لماذا وما الدافع الحقيقي وراء تقديم مثل هاتين الكفاءتين المتميزتين طلب الخروج من «الداخلية» وهما مازالا في أوج العطاء وقوة البنية الشخصية والبدنية والذكاء الاداري؟!

ثم ما المبرر الحقيقي لقبول طلب تقاعدهما من وزارة الداخلية...؟ يا وزير الداخلية نثق بأنك رجل أمن تستوعب دقة المرحلة الحالية التي تمر بها الكويت، ولا أعتقد ان من مصلحة البلاد ان يتم الاستغناء ببساطة عن مثل هذه الكفاءات التي - أظن وغالبية الظن في هذا الموقع ليس إثما - انها تتعرض لحملة إقصائية خطيرة يقودها بعض القيادات الاعلى منهم رتبة وتوصيفا وظيفيا بسبب - والله أعلم - الحسد ولا شيء سوى الحسد... المشاريع والأفكار التي تقدم بها اللواء العوضي تم تنفيذ معظمها في دول خليجية عدة ونالت إعجاب واستحسان الدول الخارجية خصوصا في ما يتعلق بموضوع شركة العمالة الوافدة إلا ان الحسد - وقاتل الله الحسد - كان عائقا أمام تنفيذ هذه الفكرة في الكويت.

هناك قيادات من الواجب إقصاؤها ليس لأنها لا تشارك في تقدم الجهاز الأمني وحسب بل تمتلك عقليات مليئة بكراهية من يتفوق عليها ويحوز الانجاز تلو الانجاز فتقف دوما حجر عثرة في طريق النجاح في «الداخلية» وتضع العصي دوما في دواليب التميز ولهذا نجد ان الناس في غالبيتها بدأت تشعر بالضيق وعدم الثقة من الكثير مما يتعلق بوزارة الداخلية.

معالي الوزير... وأنت المسؤول الأول عن تصحيح أوضاع وزارتك ألا تتساءل لماذا تراجعت الداخلية خطوات تقاس بالسنوات الى الوراء، ألا يخطر في بالك ان هناك أساليب كثيرة لتصحيح مسيرة هذه الوزارة المتعثرة دوما، ألا تعتقد ان الوزارة اليوم أحوج ما تكون الى الحرص على أبنائها من القيادات الكفؤة المميزة بدلا من دفعهم لتقديم طلبات تقاعدهم وأن الأوجب وهو التخلص من القيادات التي تعاني من أمراض نفسية وعقد مجتمعية؟

الشيخ أحمد الحمود... أعلم ان كلماتي هذه قد لا تجد صدى في نفسك لكني كتبتها إبراء للذمة أمام الله ونصحا لمعاليك ان تتنبه للكويت وأهلها فإنهم يستحقون أفضل مما هو موجود الآن ولا يحاول البعض ان يصور لك أني أكتب بدافع القربى مع كامل العوضي ليصرفك عن الالتفات للإصلاح، فأبو طلال انتهى أمر عمله مع «الداخلية» لكني أرجو وأتمنى ألا توافقوا على طلب اللواء العمر وهو بهذه السن المعطاءة والكفاءة المشهود لها حتى لا يتسلل اليأس الى من نظن فيهم الخير ويتركون «الداخلية» تحت ضغوط الإقصاء وانتشار موجة التنفيع وما يتبعها من إغراق في متاهات السوء.



محمد العوضي

mh_awadi@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي