أكد أن «الكويت في قلوبنا منذ 40 سنة فهي بلدنا الثاني تربطنا معها العقيدة والأخوة والجوار»

بحر العلوم: تاريخ «الإخوان المسلمين» معروف لا أزيد فيه ولا أنقص... خصوصاً في مصر

تصغير
تكبير
| كتبت غادة عبدالسلام |

في حين اعتبر السيد محمد بحرالعلوم ان اصلاح القضايا العالقة بين الكويت والعراق يحتاج الى زمن ولا يمكن حلها دفعة واحدة في ظل الاوضاع المتشابكة والقضايا التي يشهدها العراق، لفت الى ان «الكثير من الاجواء المكفهرة والمشاكل التي يشهدها العراق تأتي بطريقها من بعض دول الجوار التي انزه الكويت وابعدها عنها».

وفي لقاء صحافي عقده بحرالعلوم في مقر اقامته في قصر بيان، تحدث عن دور رجال الدين في بذل الجهود لتطمين الاخرين بان العراق لا يريد ان يسلب من اي جهة حقا «ونعمل على تهيئة الارضية للتقارب والاخوة والمصلحة العامة»، متطرقا للحديث عن الازمة السورية، ومشيرا الى انه «تربطنا مع سورية روابط الإسلام والجوار والعروبة والأخوة، وانه ليس من السهل ترك هذه الأمور»، مؤكدا «ضرورة ان نحفظ كعراقيين كرامة الاسد الاب الذي عانى من العراقيين اكثر مما عانينا».

وعما اذا كان من قلق على وصول الاخوان المسلمين الى الحكم او تخوف منهم، شدد بحر العلوم على ضرورة ان يكون التحرك الإسلامي في حدود المصلحة العالمية، «فلا نريد أن نبتعد بل يجب ان نلاحق التطور الزمني»، معتبرا ان «تاريخ الإخوان المسلمين معروف، لا أزيد فيه ولا أنقص، خصوصا في مصر».

واذ لفت بحر العلوم الى «أننا «نتطلع إلى أواصر الأخوة والصداقة بين الكويت والعراق»، شدد على ان «الكويت في قلوبنا منذ أكثر من 40 سنة، فهي بلدنا الثاني، وذلك بفضل القيادة الحكيمة التي تسيّر مسيرة هذا البلد سياسيا واقتصاديا وجميع ما يتعلق بمراحل الاستقرار والنمو»، مشيرا الى «اننا اعتدنا في كل عام من بعد سقوط النظام السابق في العراق ان نعيش في الكويت في الاسبوع الاول من رمضان ليعرف الكويتيون مدى اهتمامنا بالكويت والتعريف بوضع العراق والاثار الطيبة التي تشدنا إليها»، معددا العوامل التي تربط البلدين «والتي هي الإخوة والعقيدة والجوار والامل الواحد»، ومشددا على ان هذه الامور ليست بجديدة.فالعراق منذ زمانه البعيد مرتبط إرتباطا أكيدا في كثير من أواصر الخليج العربي والكويت. وهذا هو المطمح الأساس لعراقنا الحبيب».

ولفت بحرالعلوم الى «اننا وللعام الثاني على التوالي نجد ان القيادة الكويتية الحكيمة منفتحة كل الانفتاح على العراق وعلى توثيق العلاقة واواصر المحبة والمودة وتبادل المصالح المشتركة على اساس الحرية والتعاون بين البلدين»، معتبرا «ان صاحب السمو امير البلاد لم يختلف في أخلاقياته بالنسبة للعراق فكما في السابق، تجلى موقفه الرائع في مؤتمر القمة حيث كان من المصرين والمؤيدين لانعقاد القمة العربية في بغداد، وتجلى اهتمام سموه بحضورالقمة والمشاركة فيها، اضافة الى جلوسه الطويل في المؤتمر الذي لاحظه العراقيون كافة، ومسك الختام تمثل في الخطاب الرائع المشحون بالمودة والاخوة والاهتمام بالعراق ونجاحه. هذا المعنى أثار كل الاهتمام في نفسية العراقي الذي قد يحسب حسابا لما حصل من القضايا بعد غزو النظام السابق للكويت».

وابدى بحرالعلوم ارتياحه لمسار العلاقة مع الكويت «والتي امتازت خلال الفترة الطويلة من الزمن بالخير والمصارحة والمودة بيننا»، معربا عن امله في ان تتوثق هذه المسيرة اكثر، ومعتبرا انه مما لاشك فيه ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يحمل نفس المشاعر الطيبة والأخوية للكويت، ويعمل على توثيق هذه العلاقة.

وأشار الى أنه وبالرغم من ان الرئيس المالكي على معرفة تامة بالوضع العراقي السياسي وما يدور في خواطر بعض القوى «التي لا ترضى ان تستقر البلاد. ومع هذا يعطي الكثير من وقته للكويت ولحل الملفات العالقة معها»، مؤكدا «اننا لمسنا التقارب على وجوه الطرفين»، ومشددا على انه «لا يمكن ان نصلح الموضوع دفعة واحدة، فالامر يحتاج الى زمن خصوصا في ظل الاوضاع المتشابكة والقضايا السياسية التي يشهدها العراق».

وتعليقا على الاصوات التي تخرج من هنا او هناك، وتهدف الى تعكير صفو العلاقات، اشار بحرالعلوم الى ان «في كل بلد هناك الصالح والطالح، والكثير من المشاكل قد تحدث من قبل الأطراف المناوئة لاستقلال البلد سواء في العراق أو في المحيط العربي بأكمله»، موضحا ان «هناك قضايا جدا مهمة ترتبط بالوضع الدولي العام» ومعتبرا انه «علينا كرجال دين ورجال دين سياسيين أن نبذل كل المساعي والجهد في تطمين الآخرين بأن العراق لا يريد أن يسلب من أي جهة حقاً، ونعمل على أن تتهيأ ارضية للتقارب والأخوة والمصلحة العامة، وهذا ما نسعى له».

وتابع قائلا: «قاربت على 86 عاما من العمر، وأقصد المجيء إلى الكويت كل عام منذ سقوط النظام الصدامي من أجل ان أفهم الاخوة الكويتيين أن العراق لكم وبلدكم، و أن أي استقرار في العراق استقرار لكم، واستقراركم استقرار للعراق»، مشددا على ان «الوشائج التي تربطنا مع الشعب الكويتي كثيرة، فلا نجعل هذه الوشائج في مهب الريح في قضايا لا أثر لها في المصلحة العامة. نحن مع المصلحة العامة وعملنا كثيرا»، ومؤكدا ان «المرجعية الدينية في النجف تهتم كثيرا بتوثيق العلاقة مع دول الجوار وتهتم كثيرا بضوابط هذه العلاقة وأن تكون في مصلحة البلدين»، موضحا: اننا لاحظنا أن الأجواء المكفهرة والكثير من المشاكل التي تشهدها البلاد، اضافة الى الكثير من القضايا التي تهم دول الجوار مع العراق تأتي بطريقها من بعض دول الجوار التي انزه وابعد الكويت عنها».

وتطرق بحر العلوم الى الازمة السورية، مؤكدا «اننا نهتم كل الاهتمام بسورية ولا نريد لها شرا»، لافتا الى ان الحكومة العراقية لم تكن مهتمة بدخول اللاجئين السوريين، «وكان الضغط منا كثيراً على الحكومة في أن تفتح أبوابها وتتذكر ماذا تحملت سورية من السبعينات إلى سقوط النظام من احتضان العراقيين، وانه يجب أن نقوم بما يقتضي»، ومبينا انه «بالفعل حدث هذا ولكن في اليوم الثاني مباشرة حصل إرهاب في 14 مدينة عراقية، ليس منهم ولكن من قبل المتسللين في ما بينهم كانت حصيلتها اكثر من 300 قتيل و500 جريح»، ومشيرا الى «اننا نعمل على تناسي هذا الموضوع، فنحن لا نريد أن نقول في الغربة (لا تكن انت والزمن علينا)، مجددا تأكيد أنه «تربطنا مع سورية روابط الإسلام والجوار والعروبة والأخوة، وليس من السهل ترك هذه الأمور».

وحول رؤيته للخروج من الازمة السورية، شدد بحر العلوم بداية على «ضرورة ان نفكر في الشعب السوري قبل كل شيء»، قائلا: «ان الانظمة موجودة، ولو دامت لك لما وصلت لغيرك»، وموضحا: «ان «الأنظمة التي حكمت الدول العربية معظمها عسكرية، ونحن لا نريد عسكرة الوضع واستمراريته، بل نريد الديموقراطية والحرية والخير»، مضيفا: «نريد أن يستقر الشعب السوري، وداعيا الى التوجه إلى شد اللحمة بيننا وبين الشعب والحكومة، فإذا كانت هي للشعب ومن الشعب وتريد الخير للشعب، وإذا كان هناك مشاكل مع الرئيس بشار الأسد فلنحفظ كرامة الاب الذي عانى من العراقيين اكثر مما عانينا زمنا طويلا. فالرجل احتضن الالاف من العراقيين»، معربا عن امله في ان «يزيح الله سبحانه و تعالى هذه الكربة عن الشعب السوري ويعود له الخير والاستقرار».

وعما اذا كان من قلق على وصول الاخوان المسلمين للحكم او تخوف منهم، قال بحر العلوم: «نحن لا نبتعد عن التحرك الإسلامي، و لكن التحرك الإسلامي يجب أن يكون في حدود المصلحة العالمية، فلا نريد أن نبتعد بل يجب ان نلاحق التطور الزمني»، لافتا الى «ان تاريخ الإخوان المسلمين معروف لا أزيد فيه ولا أنقص وخصوصا في مصر».

واردف معتبرا انه «على التحرك الإسلامي أن يكون مستمرا بشرط أن ينسجم مع طبيعة الزمان ولا أن يخرج في خط بما يثير القلق للشعب، فنحن لا نبتعد عن الإسلام، جذورنا إسلامية وواقعنا إسلامي، والإسلام جاء لحفظ الإنسان وتقويم حياته وللواقع المعاش والديموقراطية التي فرضها الرسول الاكرم».





ابني السفير.. جزء من العائلة



• علق السيد محمد بحرالعلوم على سؤال حول نجله السفير العراقي لدى الكويت بالقول «ان السفير جزء من هذه العائلة التي عاشت في الكويت كبلد ثان، فاذا اخلص بعمله لهذا البلد فقد اخلص لنفسه»، لافتا في الوقت نفسه الى «ان الكويت كانت اول محطة خرجت لها من العراق في العام 1969، واخر محطة انتقلت منها الى العراق. وخلال هذا الركام الزمني الطويل يجب ان يحمل ابني نفس الخصائص التي احملها».





ركام كبير



• بين بحر العلوم انه «لو تم تفتيش العراق وما عاناه من النظام السابق،الذي أراحنا الله واراح العباد جميعا منه، لرأيتم الركام الكبير، وكمثل بسيط نحن اسرة من آلاف الأسر العراقية لنا شهداء لم نعثر على رفاتهم حتى الان، فهل ذوبوا؟».

ولفت الى انه «مع ذلك فإن كل اهتمامنا بأن نعثر على رفات الكويتيين»، ومشددا على «ان عدم الوصول إلى نتيجة في القضية يؤثر نفسيا على كل كويتي خاصة».





مسكين من يقرأ 60 صفحة

في صحيفة كويتية



• اعتبر بحر العلوم ان «من يقرأ يوميا 60 صفحة في صحيفة كويتية مسكين، لانه بعد اسبوع سيذهب الى طبيب عيون».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي