السلطات المحلية تعترف بأنه «مصدر حرج عظيم»
تمثال «العاملة»... كارلا بروني يثير غضبا «ناريا» في فرنسا

كارلا بروني ... وتمثالها





| كتب صلاح أحمد(إيلاف) |
منذ الحديث في مطالع العام الحالي عن إقامة تمثال لسيدة فرنسا الأولى سابقا، كارلا بروني، وصيحات النقد الغاضبة تتعالى إزاءه. فالمفترض أن تمثل به الكادحين مع أنها من أثرى نساء البلاد. وأضف الى هذا أن زوجها يغرق في اتهامات خطيرة بالفساد المالي والسياسي.
ويمور الفرنسيون بالغضب لأن السلطات ستمضي قدما في مشروع ظل يثير الجدل منذ أن كان مجرد فكرة، وفقا للصحافة الفرنسية والبريطانية.
ومصدر الغضب هو نصب تمثال من البرونز بطول مترين وتكلفة 90 ألف يورو لسيدة البلاد الأولى السابقة كارلا بروني في قلب ضاحية نوجون - سور - مارن الباريسية أطلقوا عليه رسميا اسم «العاملة». ذلك أنه يصور بروني الإيطالية الأصل في ثياب الكادحين، مع أنها من أثرى النساء كونها «سوبرموديل» سابقة ومغنية «بوب» جمعت الملايين حتى قبل زواجها من الرئيس نيكولا ساركوزي في 2008.
وكأن هذا بحد ذاته لا يكفي، فإن هذا التكريم يأتي في الوقت الخطأ. ذلك أن بروني (44 عاما) تلعق جراحها من نشر كتاب آخر الشهر الماضي ينبش في سيرة حياتها على هامش رفقتها السريّة لمغني الـ«رولينغ ستونز» ميك جاغر ووعدها له بأن تظل «عشيقته الى الأبد».
وكان هذا بعيدما وضعت له (ميك جاغر) شريكته (الموديل الأميركية)، جيري هول، طفلهما الثالث في 1992. ويأتي في الكتاب ايضا أنها حاولت تصيّد ملياردير العقارات النيويوركي دونالد ترامب. فوعدته بإنهاء علاقتها السريّة مع جاغر شريطة أن يتخلص هو من خطيبته وقتها مارلا ميبولز. لكن الملياردير الأميركي يصفها بأنها «امرأة يصعب على المرء حتى مجرد الارتياح لرفقتها». وكل هذا في وقت تحاول فيه بروني أداء دور الزوجة الوفية للرئيس الفرنسي السابق (58 عاما) والأم الحنون على طفلتهما الرضيعة.
أضف الى ذلك متاعب زوجها (ساركوزي) نفسه. فهو متهم الآن بالفساد المالي والسياسي في قضية تتصل بليليان بيتونكور، وريثة دار «لوريال» وأثرى نساء فرنسا قاطبة. وتتلخص الاتهامات في أن هذه المرأة سلمت ساركوزي شخصيا مظاريف تحوي أموالا طائلة من أجل تمويل حملته الانتخابية في 2007. وكان هذا مقابل «تسهيلات ضرائبية» لها في حال توليه الحكم، وهو ما حدث بالطبع إذ تسلم مفاتيح الإليزيه خلفا لجاك شيراك. وبالطبع فإن ساركوزي ينفي الأمر برمته. لكن داره الباريسية تعرضت الشهر الماضي لغارة من قوات الشرطة، وحدث شيء مماثل في مكتبين لهما علاقة مباشرة به.
إزاء هذا كله فلا غرو أن المسؤولين في نوجون - سان - مارن اضطروا لتمويه تمثال بروني وهرّبوه سرا الى الضاحية الباريسية صباح الثلاثاء الماضي، بدلا عن الضجيج الإعلامي الذي يصاحب أحداث كهذا عادة. وهو يظل ملفوفا ومخفيّا على العيان الى حين إزاحة الستار عنه. وبلغ الأمر بالسلطات المحلية حد اعترافها صراحة بأنه «مصدر حرج عظيم» لها وأن «حفل الافتتاح سيكون مناسبة صعبة ومحرجة».
وفي هذا الصدد يُذكر أن إزاحة الستار عن التمثال كان مقررا لها أن تتم في مايو الماضي بعيد الانتخابات الرئاسية التي أقصي فيها الاشتراكي فرانسوا هولاند بروني وزوجها عن قصر الإليزيه. لكن مختلف الأسباب تسببت في تأجيل المناسبة وربما تضافرت الآن لرمي المشروع برمته في المزبلة.
وقال مسؤول طلب حجب هويته: «بغض النظر عن أن هذا التمثال قبيح من وجهة النظر الفنية البحتة، فهو أيضا يكرّم امرأة بتصويرها في ثياب عاملة مصنع مع أنها فاحشة الثراء، وأن زوجها الذي كان يتمتع بالمنصب الأعلى في البلاد متهم بالفساد وبأن وصوله الى الإليزيه تم بطرق ملتوية متسخة. حتى طاقم العاملين للسيدة بروني - ساركوزي يتساءلون في مجالسهم الخاصة عن الحكمة وراء هذا التمثال».
يذكر أن التمثال من بنات أفكار جان مارتان، عمدة الضاحية والعضو بحزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» الذي كان ساركوزي يتزعمه وقت رئاسته. ووقتها نقلت الصحف الفرنسية عنه قوله إن الفكرة هي «تخليد النساء- الإيطاليات بشكل رئيسي - العاملات في مصنع لمعالجة الريش الذي تستخدمه مختلف قطاعات الصناعات الفرنسية. وكارلا بروني أفضل تشخيص لهذا الأمر كله... على الأقل بسبب أصلها الإيطالي».
لكن فيليام غيب، وهو عضو اشتراكي في المجلس البلدي في الضاحية نفسها، يقول إن المشروع برمته «لا محل له مطلقا في هذا الجو الذي تعيش فيه البلاد». ومضى الى حد وصف اختيار بروني بأنه «إساءة لعاملات المصانع الإيطاليات... هذا هو الرأي السائد وسط الفرنسيين. لا شيء شخصيا ضد بروني وإنما مجرد الحقيقة القائلة إنها بدون القدر الأدنى من علاقة بالكادحات بسبب ثروتها الخرافية».
ومع تنامي هذا الاتجاه الناقد من اليمين واليسار، سعت بروني من جهتها للنأي بنفسها عن المسألة كلها. وقالت ناطقة بلسانها: «جاءت موافقة السيدة بروني - ساركوزي جزءا من مهنتها السابقة كموديل. فكثيرا ما يُطلب اليها أن تصبح الوجه لهذا المشروع أو ذاك، وهي تستجيب متى سمحت لها الظروف بذلك وبدون أجر مقابل. ومن المخجل أن يحاول البعض كسب معركة دعائية وهمية على ظهر الأمر كله».
منذ الحديث في مطالع العام الحالي عن إقامة تمثال لسيدة فرنسا الأولى سابقا، كارلا بروني، وصيحات النقد الغاضبة تتعالى إزاءه. فالمفترض أن تمثل به الكادحين مع أنها من أثرى نساء البلاد. وأضف الى هذا أن زوجها يغرق في اتهامات خطيرة بالفساد المالي والسياسي.
ويمور الفرنسيون بالغضب لأن السلطات ستمضي قدما في مشروع ظل يثير الجدل منذ أن كان مجرد فكرة، وفقا للصحافة الفرنسية والبريطانية.
ومصدر الغضب هو نصب تمثال من البرونز بطول مترين وتكلفة 90 ألف يورو لسيدة البلاد الأولى السابقة كارلا بروني في قلب ضاحية نوجون - سور - مارن الباريسية أطلقوا عليه رسميا اسم «العاملة». ذلك أنه يصور بروني الإيطالية الأصل في ثياب الكادحين، مع أنها من أثرى النساء كونها «سوبرموديل» سابقة ومغنية «بوب» جمعت الملايين حتى قبل زواجها من الرئيس نيكولا ساركوزي في 2008.
وكأن هذا بحد ذاته لا يكفي، فإن هذا التكريم يأتي في الوقت الخطأ. ذلك أن بروني (44 عاما) تلعق جراحها من نشر كتاب آخر الشهر الماضي ينبش في سيرة حياتها على هامش رفقتها السريّة لمغني الـ«رولينغ ستونز» ميك جاغر ووعدها له بأن تظل «عشيقته الى الأبد».
وكان هذا بعيدما وضعت له (ميك جاغر) شريكته (الموديل الأميركية)، جيري هول، طفلهما الثالث في 1992. ويأتي في الكتاب ايضا أنها حاولت تصيّد ملياردير العقارات النيويوركي دونالد ترامب. فوعدته بإنهاء علاقتها السريّة مع جاغر شريطة أن يتخلص هو من خطيبته وقتها مارلا ميبولز. لكن الملياردير الأميركي يصفها بأنها «امرأة يصعب على المرء حتى مجرد الارتياح لرفقتها». وكل هذا في وقت تحاول فيه بروني أداء دور الزوجة الوفية للرئيس الفرنسي السابق (58 عاما) والأم الحنون على طفلتهما الرضيعة.
أضف الى ذلك متاعب زوجها (ساركوزي) نفسه. فهو متهم الآن بالفساد المالي والسياسي في قضية تتصل بليليان بيتونكور، وريثة دار «لوريال» وأثرى نساء فرنسا قاطبة. وتتلخص الاتهامات في أن هذه المرأة سلمت ساركوزي شخصيا مظاريف تحوي أموالا طائلة من أجل تمويل حملته الانتخابية في 2007. وكان هذا مقابل «تسهيلات ضرائبية» لها في حال توليه الحكم، وهو ما حدث بالطبع إذ تسلم مفاتيح الإليزيه خلفا لجاك شيراك. وبالطبع فإن ساركوزي ينفي الأمر برمته. لكن داره الباريسية تعرضت الشهر الماضي لغارة من قوات الشرطة، وحدث شيء مماثل في مكتبين لهما علاقة مباشرة به.
إزاء هذا كله فلا غرو أن المسؤولين في نوجون - سان - مارن اضطروا لتمويه تمثال بروني وهرّبوه سرا الى الضاحية الباريسية صباح الثلاثاء الماضي، بدلا عن الضجيج الإعلامي الذي يصاحب أحداث كهذا عادة. وهو يظل ملفوفا ومخفيّا على العيان الى حين إزاحة الستار عنه. وبلغ الأمر بالسلطات المحلية حد اعترافها صراحة بأنه «مصدر حرج عظيم» لها وأن «حفل الافتتاح سيكون مناسبة صعبة ومحرجة».
وفي هذا الصدد يُذكر أن إزاحة الستار عن التمثال كان مقررا لها أن تتم في مايو الماضي بعيد الانتخابات الرئاسية التي أقصي فيها الاشتراكي فرانسوا هولاند بروني وزوجها عن قصر الإليزيه. لكن مختلف الأسباب تسببت في تأجيل المناسبة وربما تضافرت الآن لرمي المشروع برمته في المزبلة.
وقال مسؤول طلب حجب هويته: «بغض النظر عن أن هذا التمثال قبيح من وجهة النظر الفنية البحتة، فهو أيضا يكرّم امرأة بتصويرها في ثياب عاملة مصنع مع أنها فاحشة الثراء، وأن زوجها الذي كان يتمتع بالمنصب الأعلى في البلاد متهم بالفساد وبأن وصوله الى الإليزيه تم بطرق ملتوية متسخة. حتى طاقم العاملين للسيدة بروني - ساركوزي يتساءلون في مجالسهم الخاصة عن الحكمة وراء هذا التمثال».
يذكر أن التمثال من بنات أفكار جان مارتان، عمدة الضاحية والعضو بحزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» الذي كان ساركوزي يتزعمه وقت رئاسته. ووقتها نقلت الصحف الفرنسية عنه قوله إن الفكرة هي «تخليد النساء- الإيطاليات بشكل رئيسي - العاملات في مصنع لمعالجة الريش الذي تستخدمه مختلف قطاعات الصناعات الفرنسية. وكارلا بروني أفضل تشخيص لهذا الأمر كله... على الأقل بسبب أصلها الإيطالي».
لكن فيليام غيب، وهو عضو اشتراكي في المجلس البلدي في الضاحية نفسها، يقول إن المشروع برمته «لا محل له مطلقا في هذا الجو الذي تعيش فيه البلاد». ومضى الى حد وصف اختيار بروني بأنه «إساءة لعاملات المصانع الإيطاليات... هذا هو الرأي السائد وسط الفرنسيين. لا شيء شخصيا ضد بروني وإنما مجرد الحقيقة القائلة إنها بدون القدر الأدنى من علاقة بالكادحات بسبب ثروتها الخرافية».
ومع تنامي هذا الاتجاه الناقد من اليمين واليسار، سعت بروني من جهتها للنأي بنفسها عن المسألة كلها. وقالت ناطقة بلسانها: «جاءت موافقة السيدة بروني - ساركوزي جزءا من مهنتها السابقة كموديل. فكثيرا ما يُطلب اليها أن تصبح الوجه لهذا المشروع أو ذاك، وهي تستجيب متى سمحت لها الظروف بذلك وبدون أجر مقابل. ومن المخجل أن يحاول البعض كسب معركة دعائية وهمية على ظهر الأمر كله».