«عتبة الألم لدى السيدة غادة»... أي أربعين تقصده المسرحية السورية؟

تصغير
تكبير
| بيروت ـ
من محمد حسن حجازي |
لافت وجود عرض سوري في بيروت هذه الأيام، والمستغرب فيه أن عنوانه «عتبة الألم لدى السيدة غادة» يتناول موضوع بلوغ امرأة دمشقية سن الأربعين وكيف تفشل في إدارة حياتها ليكون موتها الحل الأمثل، في وقت تعيش فيه سورية واقعاً غير مستقر لنظام بلغ الأربعين هو الآخر.
إنه ثاني عرض تستضيفه خشبة «دوار الشمس» قادم من سورية فيه حداثة وفانتازيا تؤشّر على أكثر من هدف، خصوصاً لناحية الشكل مع قاسم مشترك هو الممثل محمد آل رشي، حيث استدعى الجمهور إلى خشبة المسرح لكي يتقاسم مع الممثلين الأربعة محمد آل رشّي، حنان الحاج علي، ريم خطّاب، كامل نجمة مناصفة المساحة، وطبعاً وجهاً لوجه، بإدارة المخرج عبد الله الكفري عن نص له.
فعلى امتداد أربعين عاماً واظبت دمشق - كما تحكي قصة العرض - على زرع ذاكرة غادة (ريم خطاب) المراهقة والشابة والسيدة بالألغام، غادة التي تطوي أيامها بمزيد من الألم، يتربّص ماضيها بحاضرها، يلتهمه لحظة بلحظة ويحوّله إلى مسرحية. تقف غادة السيدة الأربعينية على عتبة الحب والحياة، يمنعها الماضي من المتابعة فتقرر إعادة تشكيل ذاكرتها وتجريف الآلام التي راكمتها دمشق على مر السنوات الماضية. هل تنجح غادة في مسعاها؟ هل تنجز صلحها مع الماضي أم أن الذاكرة المفخخة بالآلام ستضيء ليل دمشق بالأسئلة؟.
وأي مشاعر أنثوية تثيرها سن الأربعين في حنايا المرأة، فعدا عن كونها تحدد نقطة التحوّل من الشباب والجمال والجاذبية فهي مع غادة تحمل هماً آخر جديداً هو الوحدة، فلا رجل ولا عاطفة مع خواء في الروح لن يملأه أحد، ومن خلال أوجاعها حاولت العبور إلى الضفة الأخرى الأكثر إشراقاً، حيناً مع طبيب الأسنان أنس (كامل نجمة) وحيناً مع اختصاصي الجراحة التجميلية الدكتور ربيع (آل رشي) لكنها في الحالتين لم تفز بما اشتغلت عليه، واختلفت حتى مع والدتها منى (حنان) خصوصاً عندما كانت تحدّثها عن استئصال رحمها فبادرتها غادة: «يا ليتك فعلت ذلك قبل أن تنجبيني لكنت ارتحت من كل المعاناة الراهنة مع نفسي على الأقل». الحل الوحيد الذي يخلّص الأرملة من واقعها هو الموت، وهذا أيضاً له ظروفه وحيثياته وهل هو الحل الأمثل بعيداً عن تكرار المحاولة لعل الحظ في أي لحظة!.. «عتبة الألم لدى السيدة غادة» مسرحية صادقة موجعة من فصل واحد فقط.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي