«في الأسابيع الأخيرة تبددت صورة المآخذ المتبادلة بين البلدين ونحن أمام انطباعات مختلفة»

عمار الحكيم: لنستثمر ما يجمع الكويت والعراق في ظل التحولات الكبيرة للوطن العربي والمنطقة

u0639u0645u0627u0631 u0627u0644u062du0643u064au0645 u0645u062au0648u0633u0637u0627 u0627u0644u062du0636u0648u0631 u0641u064a u062cu0645u0639u064au0629 u0627u0644u0635u062du0627u0641u064au064au0646 t (u062au0635u0648u064au0631 u0623u0633u0639u062f u0639u0628u062fu0627u0644u0644u0647)r
عمار الحكيم متوسطا الحضور في جمعية الصحافيين (تصوير أسعد عبدالله)
تصغير
تكبير
| كتبت غادة عبدالسلام |

اعتبر رئيس المجلس الاسلامي الأعلى في العراق السيد عمار الحكيم، ان ارادة حكومتي وشعبي العراق والكويت كانت اقوى من أن تتأثر بمحاولات من لا يريد الخير لعلاقة البلدين»، مشيرا الى انه «يتحدث من يتحدث... فمن يمثل ارادة الشعب هو المساحة الواسعة من القوى السياسية والقيادات والمسؤولين الحكوميين والبرلمانيين الذين كانت لهم مواقف مسؤولة»، مشددا على ان «ما يجمع البلدين عناوين كبيرة تتمثل بالجيرة والعروبة والاسلام، والتي لابد وان تستثمر بشكل بناء في ظل التحولات الكبيرة التي يعيشها الوطن العربي والمنطقة»، مشددا على «ضرورة ان تترسخ هذه العلاقة وتتجذر لتجد الفرص والمساحات المناسبة للتعاون في ما يبقي مزيدا من الاستقرار في المنطقة».

واكد السيد عمار في لقاء عصر اول من امس في مقر جمعية الصحافيين، على اهمية العلاقة المشتركة التي تجمع الكويت وبغداد على مختلف الاصعدة السياسية والامنية والاقتصادية، لافتا الى انه مع تطور الوضع الامني بشكل مطرد ومعالجة الاشكاليات السياسية التي تخطو خطوات جادة الى الامام، علينا التركيز على الجانب الاقتصادي والاستثماري والتنموي»، وعلى ضرورة ان يكون الجانب الاقتصادي مكللا للتطور السياسي الحاصل»، مشيرا الى ان لقاءاتنا مع القيادة والمسؤولين في الكويت اتت لتركز على اهمية العلاقة بين الجانبين وتعميقها، مبينا ان «السوق العراقية واعدة وتوفر بيئة مناسبة لحضور اقتصادي جاد وفعال على المستويين الحكومي والخاص في الكويت... وهذا ما نتطلع اليه في المرحلة المقبلة».

وتفنيدا لاتهامات الحكومة العراقية بانها لم تأخذ القضايا الكويتية بايجابية، اشار السيد عمار الى انه «قبل اشهر كانت هناك انطباعات متبادلة بين البلدين في اللجان المختصة والمعنيين عن الملفات... وفي الكويت نسمع مآخذ عن الجانب العراقي والعكس، الا انه في الاسابيع الاخيرة تبددت هذه الصورة ونحن امام انطباعات مختلفة، ونجتمع مع مسؤولين عن هذه الملفات ونسمع منهم، كما سمعنا من قيادات الصف الاول في الكويت خلال اجتماعنا معهم ارتياحا كبيرا من المسارات العامة»، مضيفا اننا «في مرحلة جديدة ومفصلية في العلاقة بين البلدين ونتمنى ان تتعزز بشكل كبير وواسع».

وشدد على ان «الملفات المهمة تشهد حراكا وفعالية جيدة وجدية من قبل البلدين والحكومتين واللجان المختصة تجتمع بشكل مستمر»، وفي ما يخص ميناء مبارك، فلفت الى ان «الحوارات المشتركة بين الحكومتين توصلت الى نتائج طيبة في الغاء المرحلة الرابعة من المشروع، وهناك حديث عن المرحلة الثالثة سمعنا تصريحات مطمئنة من السادة المسؤولين في الكويت، ما يجعل الموضوع يسير في مسارات التفاهم والتطمين المتبادل».

وابدى السيد عمار «تفاؤله لمستقبل العلاقة بين الكويت والعراق، في اجواء التواصل والزيارات المتبادلة والابحاث الجادة والخطوات العملية لحل المسائل والمشاكل العالقة بين البلدين، والتي اخذت طريقها الى الحل، نتفائل بعلاقة رصينة ومتجذرة في آتي الايام تستحضر كل هذه المقومات والمشتركات الكبيرة».

واستعرض الواقع العراقي مشيرا الى اننا «مازلنا نشهد بعض الملاحظات من اطراف سياسية وتعدداً في الآراء والقراءات والاجتهادات»، معتبرا ان «هناك من يسعى لاستثمار الفرص الدستورية للضغط باتجاه تحقيق مطالب»، معرجا على قضية التلويح بسحب الثقة من الحكومة مع وجود من لم يشعر بان الخطوة ملائمة في هذا الوقت»، موضحا ان «العراقيين جميعا والقوى السياسية اتفقوا على اهمية الاصلاحات الحقيقية التي تطمئن الجميع، وتعزز الثقة بين القوى العراقية وتوفر المناخات المناسبة للتنمية الشاملة في البلاد».

وفي حين اعتبر ان الازمة التي شهدناها في الاسابيع الماضية بدأت تتفكك تدريجيا، مشيرا الى ان الجميع يتوجهون نحو عنوان واحد هو اجراء الاصلاحات الوطنية، كشف عن التوجه لعقد لقاء ومؤتمر وطني لم يحدد موعده بعد، يجمع كل القوى ويضع خارطة طريق ويحدد جدول اعمال من خلاله تتضح الخطوات المطلوب اجراؤها في الاصلاحات والاسقف الزمنية الي يتم فيها هذه الخطوات على قاعدة لا غالب ولا مغلوب وان الربح يجب ان يكون للجميع من خلال تقديم الجميع للتنازلات لصالح الشركاء والايفاء بالالتزامات تجاه الوطن على اساس الدستور»، معربا عن امله في ان تكون «الحكمة التي يتسم بها عدد كبير من القيادات العراقية قادرة على وضع صورة شاملة ومطمئنة لجميع العراقيين»، مؤكدا على اننا نريد مؤتمرا ناجحا وليس شكليا. فحينما يجتمع قادة العراق عليهم الخروج بحصيلة مطمئنة لهم وللشعب».

وبالاشارة الى قضية نائب الرئيس الدكتور طارق الهاشمي اشار السيد عمار الى انه بعد ان طلبته المحكمة وقرر عدم الحضور، فهو يحاكم غيابيا والمحاكمة مستمرة».

وتطرق السيد عمار الى «الوضع الامني في بلاده لافتا الى ان المؤشرات الامنية عموما تشير الى تطور ملموس اصبح يستشعره المواطن العراقي على الرغم من بعض الاختراقات التي تحصل حيث تبقى الاهداف السهلة في الاماكن العامة والتجمعات والتي يجب القضاء عليها من خلال المزيد من الجد الاستخباراتي واكتشاف المجموعات الارهابية».

وجدد تأكيده على ان الوضع الامني في العراق يشهد تطورا يتمثل في جهوزية القوات العراقية اليوم بعد ان غادر اكثر من 150 الف جندي اميركي، معتبرا انه... نعم الارهاب يجمع طاقاته لاشهر ثم يقوم بمبادرة ويستهدف اهدافاً بسيطة وعامة، وهي ليست بظاهرة صحية ولا تكشف عن امن كامل في البلاد»، مستدركا بالقول «ولكن حينما نقارن بما كانت عليه الامور قبل سنة أو سنتين أو ثلاث سنجد ان التطور كبير ولافت»، مبديا تفاؤله لتعزيز المسار الامني ولنشهد المزيد من الامن والاستقرار في البلاد.

وبين ان «الواقع الاقليمي وتطوراته مازالت تضغط على العراق ودول المنطقة عموما»، معتبرا ان «حالة الترقب والقلق مما يجري في العديد من الساحات العربية تجعل المواطن العربي، ونحن معه مراقبين ومتابعين لسير الاحداث ونتمنى ان يعم السلام والوئام في المنطقة برمتها».

وحول الاتهامات الموجه للعراق باعتباره اصبح بوابة لحمل السلاح الى سورية، اعتبر السيد عمار ان «هذه معلومة غير دقيقة... فلا يمكن ان يكون العراق طرفا في مثل هذه الامور. نقف وندافع عن مصالحنا ونتمنى الاستقرار لسورية ونتألم لكل قطرة دم تراق فيها»، مبديا امله في ان «يعيش الشعب السوري السلام والوئام ويحقق ما يتمناه من ادارة شؤونه»، معتبرا ان «مسارات الكسر لاي طرف تجاه الآخر لن تنتج... وما لاحظناه في العراق ونحن بلد التعددية وعندما توافقنا ان نضع يدا بيد ونبني حكومة على اساس الشراكة استطعنا ان نتقدم الى الامام ومازلنا في اطار استكمال مفهوم الشراكة وتحقيقها على الارض... ونتمنى من سورية والتي تعيش حالة من التعددية ان تبحث تلك الطريقة والشعب السوري هو صاحب القرار والبحث عن ذلك الاسلوب في تطمين الجميع واشراك مكونات الشعب في ادارة البلاد».

وحول دور المراجع الدينية، فاكد انها تدعو دائما للتسامح والتعايش ووقفت موقفا كبيرا ايام الشد الطائفي في 2006 من خلال مواقف وفتاوى صريحة ضد اراقة الدماء، موضحا ان المرجعية الدينية لم تسمح بالاقتصاص من مجرمي العهد الصدامي، ودعت لاحالتهم للمحاكم ليكون الامر واضحا وشفافا ولا يُظلم احد»، مشددا على تأكيد المرجعيات على التعايش والبعد عن اثارة النعرات الطائفية مما يسيء الى تلاحم ووحدة الشعب العراقي».





الزيارة وذكرى الغزو



لفت رئيس المجلس الأعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم الى ان زيارته المبكرة هذا العام تقترن مع ذكرى اليمة على الشعبين الكويتي والعراقي متمثلة بالغزو الصدامي لهذا البلد الكريم والاعتداء على الشعب، وهي مناسبة نستذكرها بألم في كل عام ولكن نوظفها لمزيد من التلاحم والتواصل والمحبة والتسامح والتعايش البناء والمصالح المشتركة الكبيرة التي تجمع بين الشعب العراقي والشعب الكويتي.





العراق دولة فاشلة؟!



علق على تساؤل حول وضع بعض تصنيفات العراق على انه دولة فاشلة بالقول «هذه وجهة نظر نحترمها ويجب ان نقف عندها وقفة علمية... فما المؤشرات على الفشل؟... نحن نجد ان هناك تطورا مستمرا في المنشآت النفطية وفي ميزانية العراق وفي ما ينفق في بناء المشاريع الاستراتيجية والمشاريع الخدمية والتنموية في العراق».





في العراق تلكؤات ... لا فشل



قال السيد عمار «اذا اردنا ان نقارن بين هذه ازمة الكويت وما مر به العراق خلال العشر سنوات الماضية اعتقد من الصعوبة المقارنة فهناك الوضع اصعب بكثير»، متسائلا «اذا كانت ازمة من هذا النوع في الكويت تؤثر على مجمل الاوضاع الاقتصادية، فيمكن ان نتصور ان ازمات تكون بعشرات الاضعاف اشد من هذه الازمة في داخل العراق، يمكن ان تترك اثرها، لذلك احبذ ان اقول واقعنا به تلكؤات اكثر من ان نقول انه فاشل، لاننا لو قارنا بما كنا عليه من امور في الظروف السابقة وظروف النظام الصدامي نجد ان هناك حركة كبيرة وعملاً كبيراً يحصل ونبقى بعيدين عن الطموح لان طموحاتنا اوسع بكثير مما نعيشه اليوم».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي