قنديل يواصل المشاورات الحكومية وغليان في «الأزهر» من توزيع الحقائب

مرسي: لا خلافات مع الجيش ولا تخوين

تصغير
تكبير
| القاهرة - «الراي» |

صب تأجيل إعلان الحكومة المصرية الجديدة في شكلها النهائي للمرة الثالثة مزيدا من الزيت على نيران اندلعت فور الإعلان عن تكليف وزير الري هشام قنديل بتشكيلها قبل أيام، وسط تباين في وجهات نظر القوى السياسية المدنية التي اعتبرت تكليف قنديل بالوزارة نقضا لتعهدات الرئيس محمد مرسي بتكليف شخصية وطنية مستقلة، في وقت أدى تسريب أسماء المرشحين لعدد من الحقائب في تزايد هموم القوى السياسية تجاه التشكيلة المتوقع ولادتها الخميس.

وشهد مرسي، ليل اول من امس، حفل إفطار للقوات المسلحة لمناسبة ذكرى انتصارات العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر.

وقال لإذاعة البرنامج العام على الاذاعة المصرية إن «العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر العام 1973 كان يوما عظيما جسَّد منظومة الالتحام التام بين الشعب وبين الجيش»، مشيرا إلى أن «الجيش المصري أيضا هو الذي تحمل المسؤولية في 11 فبراير العام 2011، بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في ظروف لا تقل أهمية عن حرب أكتوبر، وهو الذي سلم السلطة لإرادة الشعب بانتخابات رئيس الجمهورية». وأضاف إن «المصريين الشعب والجيش يد واحدة، ولا مجال للحديث عن أي نوع من صدام وتخوين لا على مستوى الأفراد ولا المؤسسات ولا الهيئات».

واكد القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس العسكري المشير محمد حسين طنطاوي وفي كلمته في الاحتفال إن «انتصار أكتوبر سيظل مبعث اعتزاز شعب مصر وقواته المسلحة»، مضيفا إن «رجال القوات المسلحة جيلا بعد جيل، سيظلون أوفياء للأمانة المقدسة التي حملوها محافظين على يمين الولاء والفداء للوطن بروح أكتوبر».

وكان مرسي استقبل وزيري خارجية تونس رفيق عبد السلام وليبيا عاشور بن خيال وتسلم رسالة من نظيره التونسي المنصف المرزوقي دعاه فيها لزيارة تونس، بينما حمل إليه وزير خارجية ليبيا التهنئة بانتخابه رئيسا للجمهورية.

وفي انتظار الحكومة المرتقبة، اعتبرت قوى تيار الإسلام السياسي تأخير إعلان تشكيل الحكومة الجديدة طبيعيا بسبب محاولات رئيس الوزراء المكلف الاستعانة بشخصيات من خارج تيار الإسلام السياسي في إطار وزارة ائتلافية، فيما رأت قوى أخرى أن «التأخير جاء بعد هجوم شرس شنه مدنيون ومنتمون لقوى ثورية على رئيس الوزراء المكلف وطريقة اختياراته والغموض الذي حام حول الوزراء المزمع إشراكهم في التشكيلة الجديدة».

وأرجعت قيادات حزب «الوفد الليبرالي» التأخير في تشكيل الحكومة إلى صعوبة تنفيذ الأحزاب لبرنامج الحكومة الجديدة الذي لا يتفق وسياساتها. وتساءل نائب رئيس الحزب أحمد عز العرب: «كيف نشارك في تنفيذ برنامج لم نتفق عليه ولم نضعه من البداية؟».

وقال القيادي في حزب «التجمع» محمد فرج، إن «تأخير إعلان الحكومة بشكل نهائي يرجع إلى رغبة رئيسها المكلف بتزيينها بعناصر غير إخوانية، الأمر الذي يصعب تنفيذه على أرض الواقع وفي غياب برنامج متفق عليه بين التيارات ورئيس الحكومة.

واعتبر النائب الأول لرئيس الحزب «الناصري» ونقيب المحامين سامح عاشور التأخير «دليلا على حالة الارتباك السياسي داخل مؤسسات الرئاسة والوزارة».

في المقابل، واصل قنديل مشاوراته وأجرى عددا من المقابلات، وقال إن «مقابلة المرشح لا تعني بالضرورة تقلده المنصب، وإنما يخضع الاختيار لمعيار الكفاءة والمهنية والرغبة في العمل العام». وناشد وسائل الإعلام «تحري الدقة والمصداقية في ما تتناوله من تصريحات وعدم الانسياق وراء أي ادعاءات أو تخمينات أو توقعات».

وكانت تسريبات أشارت إلى تولي الداعية السلفي محمد يسري لحقيبة الأوقاف بعد مقابلة بينه وبين قنديل، أثارت غضبا في أوساط داخل الجامع الأزهر، وحذر نقيب الأئمة والدعاة الشيخ محمد البسطويسي قنديل من إسناد وزارة الأوقاف ليسري، «نظرا لتوجهه السلفي ومعارضته لمنهج الأزهر الوسطي».

وأضاف إنه «يكفي سابقة اصطدام يسري مع الأزهر بقوله إن مؤسسة الأزهر الشريف لاتزال تمارس الفساد في موالاتها للدولة وتعمل على تفرقة التيار الإسلامي وتشتيته، وإيجاد عداوة بين قياداته، وأنها ترفض السلفية وأهل الحديث».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي