عائشة عبدالمجيد العوضي/ في العمق / حالة امتزاج !

تصغير
تكبير
| عائشة عبدالمجيد العوضي |

تصدع في العلاقات، تقادم مستمر في الحياة، انسداد الأفق، مرافقة القلق، الخشية من التجديد الفكري، التعصب والتصلب الذهني، تفكير حادّ، عن الصواب حاد، ثم انفضاض الناس، فماذا غير الإفلاس؟!

ما طُرح في المقدمة هو عرض موجز لبعض صفات من يعاني تصلّباً فكرياً، أو سمِّه إن شئت آحادية التفكير، أو ضعف التكيّف، أو التماسك غير المنطقي للأفكار كلها تصب في النهر ذاته، في عصر التجديد المستمر والتطور الدائم للمعارف بات التخشّب الفكري من أخطر الأمراض المتجذرة في العقل، المؤثرة على الشخص ومحيطه، التصلب الفكري يعني انعدام درجة المرونة والليونة، يصاحبها ارتفاع في درجة الصعوبة في التغيير والنقد الذاتي للأفكار والقناعات وتقبّل الآخر المخالف، قابلت الكثير في الحياة ممن لاحظت تماسكاً لا منطقياً في بناهم العقلية، كأن يعمد زوج إحداهن إلى تخييرها بينه وأبناءه وبين أمها التي عليها أنْ تقطع علاقتها بها لأنه اكتُشِفَ أخيراً بأنَّ أخاً لها منذ زمانٍ غابر كان قد سُجِن بتهمة مخزية على حد تعبيره! لا تهمني التفاصيل، لكن لاحظ هذا التحجّر في التفكير! أتحرم بنت من أمها والعكس بسبب خالها؟ بل بسبب ذنب لم ترتكبانه!، يحتفظ بأطر فكرية موروثة بالية، لا يقبل النقاش، يهرب من الحوار، يرى أسود وأبيض فإن لم تكن معي فإنك ضدي بلا شك! نعم هذا هو المتصلّب فكرياً.

تجدر الإشارة إلى أن الملهم في ما سبَق أولاً قراءة القرآن المشحون بقصص المرسلين مع ملاحظة صعوبة استجابة أقوامهم للحق واستمرارهم على الظلام والطغيان رغم منطقية الرسالات وقوة حججها، ورغم ضعف موقفهم وسطحية حججهم، كأن يقولوا «بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون» فاستدللت بذلك على أنّ الموروثات الفكرية صلبة مقاوِمة للتغيير

ترفض الجديد وإن كان حقاً وصواباً، وبما أنه بالفهم يسهل التعامل، فكان حري بنا أن نفهم هذه الخاصية فهماً متمكّنا كي يسهل التفكك من تلك الموروثات الفكرية ذات البنية المتماسكة عند الحُكم على شيء أو في البحث عن حقيقة شيء، أما ثانياً فكان المدعم والمساند قراءتي لبضع وريقات من كتاب للدكتور عبدالكريم بكار فكان هذا المقال.

وأخيراً أقول للتخلص من التصلب يجب التمتع بقدر من المرونة أو الليونة الفكرية، هي بالطبع ليست بمعنى الميوعة والاستسلام وإنما بقدر ملائم يمكننا معه أن نكون موضوعيين بعيداً عن التعصب، دورك بالضبط «لا تكن ليناً فتعصر ولا صلباً فتكسر» أن تمتزج المرونة بالصلابة للحفاظ على الثوابت والأصول والأساسيات، وللحصول على المواءمة والتكيف وفرص للتوافق، تلك نقطة الوسط.





@3ysha_85

A.alawadhi-85@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي