الدعوة مسؤولية بلّغها معانا / الرحمة في الحج


«وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق».
عندما أردت أن التمس مواطن الرحمة في أركان الحج، تأملت المشهد المهيب الذي يتكرر أمامي في كل وقت وفي كل يوم أثناء الصلاة بالحرم الشريف فلك أخي المسلم أن تتخيل هذا المشهد، وسافر معي إلى بيت الله الحرام لتعين وتشاهد ما نشاهده، حيث تراني أمام كوكبة من المسلمين الجدد الذين من الله عليهم بالإسلام وجاءوا من الكويت بواسطة لجنة التعريف بالإسلام لأداء فريضة الحج بصفتها الركن الخامس من أركان الإسلام. فها نحن نجلس في أعلى الحرم الشريف الدور الثالث ليس بيننا وبين السماء حجاب ونتوجه إلى الله وسط هذه الآلاف المؤلفة المحيطة بنا وبالحرم وفي ما حوله. وبينما نحن في هذا المكان أشعر بأن رحمة الله تعالى تتنزل على العباد الذين أطاعوه والذين عصوه منهم وكانوا في شرك وجاءوا تائبين، جاءوا يرجون رحمته ويخشون عذابه فهو أرحم بعباده من الوالدة بولدها قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر53).
وقد اعتراني الموطن الأول من مواطن الرحمة في الحج في ارتداء ملابس الإحرام وذلك حين رأيت هذه الفلول أحمرهم وأبيضهم وأسودهم وعربهم وعجمهم من كل فج جاءوا وتوحدوا فلبسوا لباسا واحدا ورددوا كلمة واحدة، ولكنهم يختلفون في لغاتهم ونطق ألسنتهم، التي لا تختلف على الله عز وجل، الأمر الذي يجعل من ركن الحج اقتباساَ لمبدأ المساواة ويظهره بين بقية فرائض الإسلام، أليس ذلك رحمة من الله تعالى..!!. حين يقف الغني ذو الجاه والسلطان إلى جوار الفقير وقد يقف الملك أو الحاكم أو الأمير إلى جانب الخادم أو المملوك أو المرؤوس في صعيد واحد، والكل ينطق بـ لا إله إلا الله محمد رسول الله قوله صلى الله عليه وسلم: (أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل وطأة تطأها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة، ويمحو عنك بها سيئة. وأما وقوفك بعرفة، فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوا شعثا غبرا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ويخافون عذابي، ولم يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك. وأما رميك الجمار فإنه مدخور، وأما حلقك شعرك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت ذنوبك كيوم ولدتك أمك.
ويتجلى الموضع الثاني في التلبية حين ينطق بها اللسان «لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك» فهذه الألسنة التي تلهج بالذكر والدعاة والخوف والرجاء، جميع القلوب التي تحركها تخشع وتخضع لخالقها ترجو رحمته والرضا عن أصحابها وغفران ذنوبهم... ونحن نعلم جميعاً أن الله سبحانه وتعالى سميع قريب مجيب الدعاء يستجيب لمن دعاه.. وهذا الموطن موطن سام من مواطن الرحمة... فلولا رحمة الله ما استجيب دعاء المذنبين. الموطن الثالث ورد ذكره في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ففي قوله صلى الله عليه وسلم «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»، وهذه أعلى منازل الرحمة أن ينال العبد الجنة «{وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة 72).
وفي قوله أيضاً «من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه»، قمة الكرم الإلهي والإحسان إلى العبيد من قبل خالقهم، فكم من إنسان يتمنى على الله أن يجزيه الإحسان ويعفو عن سيئاته.
كما أن الشيطان لعنه الله لم يجد أذل وأحقر عليه من يوم عرفة لأن الحجيج يستغفرون الله ويحمدونه، وهو يقول يا ويلتاه أمر بن آدم بالسجود لله فسجد كلهم وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار يا ويلاه يا ويلاه.
كذلك فإن الإسلام يأمرنا بالصفح عن المسيئين في هذه الفريضة والإحسان إلى الناس جميعاً حتى تكون الفريضة خالصة في العمل مقبولة في الأجر «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين».
والرحمة كذلك تظهر في يوم العيد إذ ترى المسلمين متحابين متراحمين يتصافحون ويهنئون بعضهم البعض بعيد الأضحى المبارك الذي جاء بعد أن فدى الله نبيه إسماعيل حين أطاع أمر الله في رؤيا أبيه إبراهيم وهذا الأمر هو عطف الهي بالبشرية جمعاء.... (مسؤول مرافق للمهتدين في رحلة الحج).
لجنة التعريف بالإسلام
عندما أردت أن التمس مواطن الرحمة في أركان الحج، تأملت المشهد المهيب الذي يتكرر أمامي في كل وقت وفي كل يوم أثناء الصلاة بالحرم الشريف فلك أخي المسلم أن تتخيل هذا المشهد، وسافر معي إلى بيت الله الحرام لتعين وتشاهد ما نشاهده، حيث تراني أمام كوكبة من المسلمين الجدد الذين من الله عليهم بالإسلام وجاءوا من الكويت بواسطة لجنة التعريف بالإسلام لأداء فريضة الحج بصفتها الركن الخامس من أركان الإسلام. فها نحن نجلس في أعلى الحرم الشريف الدور الثالث ليس بيننا وبين السماء حجاب ونتوجه إلى الله وسط هذه الآلاف المؤلفة المحيطة بنا وبالحرم وفي ما حوله. وبينما نحن في هذا المكان أشعر بأن رحمة الله تعالى تتنزل على العباد الذين أطاعوه والذين عصوه منهم وكانوا في شرك وجاءوا تائبين، جاءوا يرجون رحمته ويخشون عذابه فهو أرحم بعباده من الوالدة بولدها قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر53).
وقد اعتراني الموطن الأول من مواطن الرحمة في الحج في ارتداء ملابس الإحرام وذلك حين رأيت هذه الفلول أحمرهم وأبيضهم وأسودهم وعربهم وعجمهم من كل فج جاءوا وتوحدوا فلبسوا لباسا واحدا ورددوا كلمة واحدة، ولكنهم يختلفون في لغاتهم ونطق ألسنتهم، التي لا تختلف على الله عز وجل، الأمر الذي يجعل من ركن الحج اقتباساَ لمبدأ المساواة ويظهره بين بقية فرائض الإسلام، أليس ذلك رحمة من الله تعالى..!!. حين يقف الغني ذو الجاه والسلطان إلى جوار الفقير وقد يقف الملك أو الحاكم أو الأمير إلى جانب الخادم أو المملوك أو المرؤوس في صعيد واحد، والكل ينطق بـ لا إله إلا الله محمد رسول الله قوله صلى الله عليه وسلم: (أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل وطأة تطأها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة، ويمحو عنك بها سيئة. وأما وقوفك بعرفة، فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوا شعثا غبرا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ويخافون عذابي، ولم يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك. وأما رميك الجمار فإنه مدخور، وأما حلقك شعرك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت ذنوبك كيوم ولدتك أمك.
ويتجلى الموضع الثاني في التلبية حين ينطق بها اللسان «لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك» فهذه الألسنة التي تلهج بالذكر والدعاة والخوف والرجاء، جميع القلوب التي تحركها تخشع وتخضع لخالقها ترجو رحمته والرضا عن أصحابها وغفران ذنوبهم... ونحن نعلم جميعاً أن الله سبحانه وتعالى سميع قريب مجيب الدعاء يستجيب لمن دعاه.. وهذا الموطن موطن سام من مواطن الرحمة... فلولا رحمة الله ما استجيب دعاء المذنبين. الموطن الثالث ورد ذكره في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ففي قوله صلى الله عليه وسلم «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»، وهذه أعلى منازل الرحمة أن ينال العبد الجنة «{وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة 72).
وفي قوله أيضاً «من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه»، قمة الكرم الإلهي والإحسان إلى العبيد من قبل خالقهم، فكم من إنسان يتمنى على الله أن يجزيه الإحسان ويعفو عن سيئاته.
كما أن الشيطان لعنه الله لم يجد أذل وأحقر عليه من يوم عرفة لأن الحجيج يستغفرون الله ويحمدونه، وهو يقول يا ويلتاه أمر بن آدم بالسجود لله فسجد كلهم وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار يا ويلاه يا ويلاه.
كذلك فإن الإسلام يأمرنا بالصفح عن المسيئين في هذه الفريضة والإحسان إلى الناس جميعاً حتى تكون الفريضة خالصة في العمل مقبولة في الأجر «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين».
والرحمة كذلك تظهر في يوم العيد إذ ترى المسلمين متحابين متراحمين يتصافحون ويهنئون بعضهم البعض بعيد الأضحى المبارك الذي جاء بعد أن فدى الله نبيه إسماعيل حين أطاع أمر الله في رؤيا أبيه إبراهيم وهذا الأمر هو عطف الهي بالبشرية جمعاء.... (مسؤول مرافق للمهتدين في رحلة الحج).
لجنة التعريف بالإسلام