نافذة... الأمل / ارسم ابتسامة

تصغير
تكبير
| أمل الرندي |

الفكاهة قاسم مشترك بين أبناء الجنس البشري ولها دور مهم في حياة المجتمعات، كونها من أهم الأسلحة النفسية لتفريغ الاختناقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بين شرائح المجتمع وفلسفة لا يجيدها إلا القلائل من الناس، ولكن يحتاجها كل الناس، فالضحك بطارية تشحذ عقولنا وأجسامنا ومشاعرنا، يقول علي أبن أبي طالب رضي الله عنه:

«روحوا القلوب واطلبوا لها طرف الحكمة، فإنها تمل كما تمل الأبدان».

إننا بحاجه لها لترتفع روحنا المعنوية ويجعلنا نحب كل شيء حولنا فيعطينا الشعور بالراحة والسعادة.

هذا ما أكده الأطباء أخيراً بإدخال الضحك والابتسامة على لائحة وصفاتهم الطبية فالفكاهة مهمة جدا في حياة البشر لأنها تتيح الفرصة للفرد بأن يدفع عن نفسه السخط والخوف والغضب والأمراض، فدقيقة واحدة من الضحك تعادل 45 دقيقة من الاسترخاء النفسي. وقديما قالوا:

«الضحك فرح النفس... فمتى استطعنا الضحك... استطعنا الحياة»

فأنه يعمل على تحسين نظام المناعة في الجسم وتخفيض نسبة الكولسترول ويحفز الجسم على إنتاج مسكن للألم طبيعي فبعد الانتهاء منه تنخفض بشكل ملموس سرعة نبضات القلب وضغط الدم، فالجميع يحتاجه لأن فيه راحة للنفس واستجماماً للعقل، فإن يوماً لا يضحك المرء فيه ليوم ضائع.

ونحن في هذا الشهر الكريم تمر الساعات علينا ونحن صائمون متعبدون نحتاج إلى بعض الضحكات لتمتلئ النفس بالطاقة الايجابية فترتفع معنوياتنا وطاقتنا الجسدية... وإليكم بعض ما قيل عن الطرائف في الشهر الكريم:

حلوى فاسدة

أهدى بعض الأدباء في شهر رمضان صديقاً له نوعا من الحلوى قد فسد مذاقها لقدمها وبعث معها بطاقة كتب فيها: اخترت لهذه الحلوى السكر ألمدائني والزعفران الأصفهاني. فأجابه صديقه بعد أن ذاق طعمها: والله ما أظن حلواك هذه صنعت إلا قبل أن تفتح المدائن وتبنى أصفهان.

أفطرت في رمضان

جاء رجل إلى فقيه وقال: أفطرت يوما في رمضان.

فقال له الفقيه: أقضي يوما مكانه.

قال: قضيت، وأتيت أهلي وقد صنعوا مأمونية (نوع من الحلوى الفاخرة) فسبقتني يدي إليها فأكلت منها.

قال الفقيه: اقضي يوما مكانه.

فقال الرجل: قضيت، وأتيت أهلي وقد صنعوا هريسة فسبقتني يدي إليها.

فقال الفقيه: أرى آلا تصوم بعد ذلك إلا ويدك مغلولة إلى عنقك؟

حتى الشعراء لم تخل أشعارهم من الفكاهة.

يقول الشاعر الليبي عبد ربه الفاني في ذكرى رمضان:

الليل فيك مؤرخ بضيائه

هذي زلابية وتلك كنافة

وأهم ما يميز الفكاهة أنها ترسم البسمة على الشفاه وتدخل البهجة إلى القلب فيصبح الإنسان في حال غير الحال وتزداد قدرته على التجاوب والتفاعل في كل الأحوال، فيكون بهي الطلة خفيف النفس في أي مكان «فاضحك تضحك لك الدنيا»

فكل رمضان ونحن صائمون بشوشين نغلف صيامنا بابتسامة الرضا ونأمل في الثواب العظيم.



* كاتبة كويتية

Amal_rand@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي