«القرآن مدهش بالنسبة لمسيحي... وتوجد فيه إشارات إلى مريم أكثر مما في الأناجيل»
بلير: أسأت تقدير الكتابات التي تشوّه الإسلام بعد سبتمبر 2001

بلير متوسطاً كاميرون وزوجته (ا ف ب)


| لندن من إلياس نصرالله |
حذر مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط رئيس الوزراء البريطاني الاسبق طوني بلير من أن الغرب ينام فوق بركان من «التطرف الإسلامي»، قائلاً: ان «الشرق الأوسط لن يحقق الديموقراطية ما لم يفهم أن الديموقراطية هي نمط تفكير مثلما هي طريقة تصويت».
وخلال مشاركته في حوار مفتوح نظمه «المعهد الملكي البريطاني للأسلحة المشتركة» في لندن، قال إن «السؤال الأساس هو كيف الغالبية تعامل الأقلية»؟ واتهم بلير الغرب بأنه تلكأ في مساعدة الشعب الإيراني ورحب بـ«ربيع إيراني».
وبرز بين المشاركين في جلسات الحوار الفكرية هذه إلى جانب بلير كبير أساقفة الكنيسة الأنغليكانية روان ويليامز، وشخصيات بارزة في الحياة السياسية والأكاديمية في بريطانيا. وتولى تقديم الندوات الوزير العمالي السابق تشارلز كلارك، فيما حاور بلير في الندوة الأخيرة الكاتب والصحافي تشارلز مور، رئيس التحرير السابق لأكثر من جريدة ومجلة بريطانية أبرزها «ديلي تلغراف» ومؤلف كتاب «قصة حياة مارغريت تاتشر»، رئيسة الورزاء البريطانية السابقة.
وقال بلير ان البشرية توحدت في القرن العشرين في وجه الأخطار التي هددتها، مثل الفاشية والنازية، أما «اليوم في القرن الواحد والعشرين فالخطر الذي تواجهه البشرية جمعاء هو الأمن»، فمثلما تعلمت البشرية في الماضي كيف توحِّد صفوفها لمواجهة الأخطار المشتركة، عليها أن تتعلم في القرن الحالي كيف توحد صفوفها في مواجهة الخطر الأمني.
واعتبر ان هذا هو الهدف الأساس من نشاطه في «مؤسسة الإيمان» التي أسسها عقب تنحيه عن رئاسة الوزراء عام 2007، حيث يسعى لتوفير «منبر يمكن لأتباع الديانات المختلفة من خلاله اكتشاف العامل الموحد لهم».
وأدلى بلير في هذا السياق بتصريح غريب بالنسبة لرئيس وزراء، حين قال «دائماً كنت مهتماً بالدين أكثر من السياسة، لأن الدين يعالج الحقيقة الأساسية حول الحياة». وأضاف انه يشعر اليوم بأنه «مدرك بعمق لقوانين السياسة، بينما في الدين ما زال هناك الكثير الذي احتاج لكي اكتشفه».
واكد بلير أنه يتجنب الحوار مع العلمانيين ويفضله مع الناس المؤمنين، لكنه قال انه اكتشف في حوار له مع ممثلين عن أربع ديانات رئيسية في العالم خلال ندوة جانبية عقت على هامش المنتدى الاقتصادي في دافوس بسويسرا، قبل بضع سنوات، أن رجال الدين الذين كانوا في الجلسة راوغوا في أجوبتهم عن سؤال وجهه لهم حول ما إذا كان كل واحد منهم يعتقد أن خلاص البشرية ممكن فقط عن طريق ديانته، فجاءت أجوبتهم أشبه بأجوبة رجال السياسة ولم تدل على أنهم رجال دين على الإطلاق.
ورداً على سؤال حول سبب انتمائه أخيراً، بعد تنحيه عن رئاسة الوزراء، إلى الكنيسة الكاثوليكية وما إذا كان يعتقد أن هذا المعتقد هو المعتقد الصحيح، أكد أنه رغم قبوله للمعتقد الكاثوليكي، فانه ليس «منظراً أيديولوجياً للكاثوليكية»، وأضاف أنه لم يفكر كثيراً في تلك الخطوة «وشعرت هناك أكثر بأنني بين أهلي».
وأوضح بلير أنه تأثر جداً بقسيس أنغليكاني يدعى بيتر ثومبسون، حينما كان يدرس في جامعة أكسفورد، وهو الذي أقنعه أنه بالإمكان إجراء «تسوية بين المنطق والدين» ويمكن لكليهما أن يتعايشا جنباً إلى جنب. وقال انه من هذا المنطلق أدرك أنه بالإمكان للديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام أن تتعايش من خلال الاعتماد على ما هو مشترك بينها. فراح يقرأ في الكتب السماوية الثلاثة لهذه الديانات لإغناء ثقافته الروحية، مشيراً إلى دور القرآن في ذلك وقال: «إنني أنظر إلى القرآن كشخص من الخارج. فهو يندرج ضمن تقاليد النبوءات العظيمة التي تحاول إعادة الناس إلى المبادئ الأساسية للحياة الروحية. آخذين بعين الاعتبار الوقت الذي نزلت فيه تلك الدعوة غير العادية. فهو شيء مدهش للقراءة بالنسبة لشخص مسيحي، فعلى سبيل المثال توجد فيه إشارات إلى مريم أكثر مما في الأناجيل».
وقال انه بعد 11 سبتمبر 2001 أساء تقدير الكتابات التي تشوّه الدين الإسلامي الحقيقي، خاصة القول السائد ان «الغرب يضطهد الإسلام»، وأن «الغرب يسعى للسيطرة وليس للتعايش». وعبّر عن اعتقاده بأن «الغرب ينام فوق هذا الموضوع»، وأنه «التحدي الأكبر للغرب». وأضاف أنه اكتشف أن التطرف الإسلامي هو الخطر الأكبر الذي واجهه من خلال عمله في مؤسسة «مبادرة الحكم الأفريقية» التي يشرف عليها في كل من السودان ومالي ونيجيريا وتنزانيا وكينيا، فالأصولية الإسلامية هي المشكلة الأكبر والمتنامية هناك.
ولمّح بلير إلى أنه يعارض نظرة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه الإسلام، لأنها تقوم على أساس التعاون مع «الأشخاص الغلط»، من دون أن يوضح قصده. فمنذ ألقى أوباما خطابه في جامعة القاهرة في عام 2009 إلى الآن تغيرت الأمور كثيراً، وفقاً لبلير، حيث يسيطر «الإخوان المسلمين» على أجزاء واسعة من العالم العربي. لذلك برأيه أصبح «الناس الذين لا يملكون صوتاً عالياً هناك بحاجة ماسة إلى زعامتنا»، وأضاف لهذا السبب «علينا أن نتدخل، لكن يجب أن نتحدى أيضاً».
وقال ان «الشرق الأوسط لن يحقق الديموقراطية ما لم يفهم أن الديموقراطية هي طريقة تفكير مثلما هي طريقة تصويت، وأن السؤال الأساسي هو كيف تعامل الغالبية الأقلية». واتهم بلير الغرب بأنه تلكأ في مساعدة الشعب الإيراني الذي لديه «حضارة عظيمة. فالشعب قد يكون قادراً على ركل حكومته وإسقاطها في صندوق الاقتراع إذا أتيح له ذلك. ومن المهم أن يعرفوا أننا مستعدون لمساعدتهم. فربيع إيراني شيء مرحب به».
ورفض بلير مقولة ان «الإسلام ليس دين سلام» وقال انه ينبغي إتاحة الفرصة أمام الدين الإسلامي لكي يتطور مثلما تطورت الديانة المسيحية. وأعرب عن أسفه لأن سياسة مكافحة الأصولية التي اتبعتها حكومته أصبحت غير مرغوب فيها اليوم. وقال: «علينا أن نقبل التطرف بقبول مقولاته والاختلاف فقط مع أساليبه العنيفة». وقال ان علمانيين مثل ريتشارد دوكينز في بريطانيا يجعلون الأمور أكثر سوءاً في التعامل مع الإسلام، ودعا إلى مواجهة ما سماه «العلمانية العدائية».
وأشار بلير إلى أنه كشخص متدين يقبل زواج المثليين، وأن القبول بمثل هذا الزواج لا يحتاج لأن يكون المرء علمانياً.
ودعا إلى إحياء القيم الأساسية للمجتمع قائلا: «نحن لسنا ضد الأغنياء، لكننا نؤيد المسؤولية الاجتماعية»، وأضاف أنه «علينا أن نكف عن التفكير بأن وضعنا سيكون أفضل إذا علقنا على حبال المشانق في نهاية الشارع 20 مصرفياً».
حذر مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط رئيس الوزراء البريطاني الاسبق طوني بلير من أن الغرب ينام فوق بركان من «التطرف الإسلامي»، قائلاً: ان «الشرق الأوسط لن يحقق الديموقراطية ما لم يفهم أن الديموقراطية هي نمط تفكير مثلما هي طريقة تصويت».
وخلال مشاركته في حوار مفتوح نظمه «المعهد الملكي البريطاني للأسلحة المشتركة» في لندن، قال إن «السؤال الأساس هو كيف الغالبية تعامل الأقلية»؟ واتهم بلير الغرب بأنه تلكأ في مساعدة الشعب الإيراني ورحب بـ«ربيع إيراني».
وبرز بين المشاركين في جلسات الحوار الفكرية هذه إلى جانب بلير كبير أساقفة الكنيسة الأنغليكانية روان ويليامز، وشخصيات بارزة في الحياة السياسية والأكاديمية في بريطانيا. وتولى تقديم الندوات الوزير العمالي السابق تشارلز كلارك، فيما حاور بلير في الندوة الأخيرة الكاتب والصحافي تشارلز مور، رئيس التحرير السابق لأكثر من جريدة ومجلة بريطانية أبرزها «ديلي تلغراف» ومؤلف كتاب «قصة حياة مارغريت تاتشر»، رئيسة الورزاء البريطانية السابقة.
وقال بلير ان البشرية توحدت في القرن العشرين في وجه الأخطار التي هددتها، مثل الفاشية والنازية، أما «اليوم في القرن الواحد والعشرين فالخطر الذي تواجهه البشرية جمعاء هو الأمن»، فمثلما تعلمت البشرية في الماضي كيف توحِّد صفوفها لمواجهة الأخطار المشتركة، عليها أن تتعلم في القرن الحالي كيف توحد صفوفها في مواجهة الخطر الأمني.
واعتبر ان هذا هو الهدف الأساس من نشاطه في «مؤسسة الإيمان» التي أسسها عقب تنحيه عن رئاسة الوزراء عام 2007، حيث يسعى لتوفير «منبر يمكن لأتباع الديانات المختلفة من خلاله اكتشاف العامل الموحد لهم».
وأدلى بلير في هذا السياق بتصريح غريب بالنسبة لرئيس وزراء، حين قال «دائماً كنت مهتماً بالدين أكثر من السياسة، لأن الدين يعالج الحقيقة الأساسية حول الحياة». وأضاف انه يشعر اليوم بأنه «مدرك بعمق لقوانين السياسة، بينما في الدين ما زال هناك الكثير الذي احتاج لكي اكتشفه».
واكد بلير أنه يتجنب الحوار مع العلمانيين ويفضله مع الناس المؤمنين، لكنه قال انه اكتشف في حوار له مع ممثلين عن أربع ديانات رئيسية في العالم خلال ندوة جانبية عقت على هامش المنتدى الاقتصادي في دافوس بسويسرا، قبل بضع سنوات، أن رجال الدين الذين كانوا في الجلسة راوغوا في أجوبتهم عن سؤال وجهه لهم حول ما إذا كان كل واحد منهم يعتقد أن خلاص البشرية ممكن فقط عن طريق ديانته، فجاءت أجوبتهم أشبه بأجوبة رجال السياسة ولم تدل على أنهم رجال دين على الإطلاق.
ورداً على سؤال حول سبب انتمائه أخيراً، بعد تنحيه عن رئاسة الوزراء، إلى الكنيسة الكاثوليكية وما إذا كان يعتقد أن هذا المعتقد هو المعتقد الصحيح، أكد أنه رغم قبوله للمعتقد الكاثوليكي، فانه ليس «منظراً أيديولوجياً للكاثوليكية»، وأضاف أنه لم يفكر كثيراً في تلك الخطوة «وشعرت هناك أكثر بأنني بين أهلي».
وأوضح بلير أنه تأثر جداً بقسيس أنغليكاني يدعى بيتر ثومبسون، حينما كان يدرس في جامعة أكسفورد، وهو الذي أقنعه أنه بالإمكان إجراء «تسوية بين المنطق والدين» ويمكن لكليهما أن يتعايشا جنباً إلى جنب. وقال انه من هذا المنطلق أدرك أنه بالإمكان للديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام أن تتعايش من خلال الاعتماد على ما هو مشترك بينها. فراح يقرأ في الكتب السماوية الثلاثة لهذه الديانات لإغناء ثقافته الروحية، مشيراً إلى دور القرآن في ذلك وقال: «إنني أنظر إلى القرآن كشخص من الخارج. فهو يندرج ضمن تقاليد النبوءات العظيمة التي تحاول إعادة الناس إلى المبادئ الأساسية للحياة الروحية. آخذين بعين الاعتبار الوقت الذي نزلت فيه تلك الدعوة غير العادية. فهو شيء مدهش للقراءة بالنسبة لشخص مسيحي، فعلى سبيل المثال توجد فيه إشارات إلى مريم أكثر مما في الأناجيل».
وقال انه بعد 11 سبتمبر 2001 أساء تقدير الكتابات التي تشوّه الدين الإسلامي الحقيقي، خاصة القول السائد ان «الغرب يضطهد الإسلام»، وأن «الغرب يسعى للسيطرة وليس للتعايش». وعبّر عن اعتقاده بأن «الغرب ينام فوق هذا الموضوع»، وأنه «التحدي الأكبر للغرب». وأضاف أنه اكتشف أن التطرف الإسلامي هو الخطر الأكبر الذي واجهه من خلال عمله في مؤسسة «مبادرة الحكم الأفريقية» التي يشرف عليها في كل من السودان ومالي ونيجيريا وتنزانيا وكينيا، فالأصولية الإسلامية هي المشكلة الأكبر والمتنامية هناك.
ولمّح بلير إلى أنه يعارض نظرة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه الإسلام، لأنها تقوم على أساس التعاون مع «الأشخاص الغلط»، من دون أن يوضح قصده. فمنذ ألقى أوباما خطابه في جامعة القاهرة في عام 2009 إلى الآن تغيرت الأمور كثيراً، وفقاً لبلير، حيث يسيطر «الإخوان المسلمين» على أجزاء واسعة من العالم العربي. لذلك برأيه أصبح «الناس الذين لا يملكون صوتاً عالياً هناك بحاجة ماسة إلى زعامتنا»، وأضاف لهذا السبب «علينا أن نتدخل، لكن يجب أن نتحدى أيضاً».
وقال ان «الشرق الأوسط لن يحقق الديموقراطية ما لم يفهم أن الديموقراطية هي طريقة تفكير مثلما هي طريقة تصويت، وأن السؤال الأساسي هو كيف تعامل الغالبية الأقلية». واتهم بلير الغرب بأنه تلكأ في مساعدة الشعب الإيراني الذي لديه «حضارة عظيمة. فالشعب قد يكون قادراً على ركل حكومته وإسقاطها في صندوق الاقتراع إذا أتيح له ذلك. ومن المهم أن يعرفوا أننا مستعدون لمساعدتهم. فربيع إيراني شيء مرحب به».
ورفض بلير مقولة ان «الإسلام ليس دين سلام» وقال انه ينبغي إتاحة الفرصة أمام الدين الإسلامي لكي يتطور مثلما تطورت الديانة المسيحية. وأعرب عن أسفه لأن سياسة مكافحة الأصولية التي اتبعتها حكومته أصبحت غير مرغوب فيها اليوم. وقال: «علينا أن نقبل التطرف بقبول مقولاته والاختلاف فقط مع أساليبه العنيفة». وقال ان علمانيين مثل ريتشارد دوكينز في بريطانيا يجعلون الأمور أكثر سوءاً في التعامل مع الإسلام، ودعا إلى مواجهة ما سماه «العلمانية العدائية».
وأشار بلير إلى أنه كشخص متدين يقبل زواج المثليين، وأن القبول بمثل هذا الزواج لا يحتاج لأن يكون المرء علمانياً.
ودعا إلى إحياء القيم الأساسية للمجتمع قائلا: «نحن لسنا ضد الأغنياء، لكننا نؤيد المسؤولية الاجتماعية»، وأضاف أنه «علينا أن نكف عن التفكير بأن وضعنا سيكون أفضل إذا علقنا على حبال المشانق في نهاية الشارع 20 مصرفياً».