من وحي الشارع

فن للمرة الأولى في التاريخ!

 u062bu0631u064au0627 u0627u0644u0628u0642u0635u0645u064a
ثريا البقصمي
تصغير
تكبير
| ثريا البقصمي * |



قد يتمنى البعض منّا أن يحفر قنوات للوصول إلى عالم الشهرة، وأن يلمع اسمه كنجم، ولكن إذا لم تتوافر الإمكانات للوصول إلى ذلك العالم فمن الممكن أن يتحول الواحد منّا إلى أضحوكة كبيرة، ولقد لمست ذلك بوضوح في معرض فنّي أقيم بمدينة بون الألمانية، وهو لفنان عربي يعمل طبيباً بيطرياً ويهوى الفن التشكيلي.

وبعد جولتي في معرضه تمنيت أن يمارس طوال حياته علاج البقر والكلاب والقطط والطيور وأن يترك الفن لأهله، ورغم أنني أحترم بشدة معارض الهواة الموهوبين، فهي محاولات لإثبات الوجود رغم عدم نضج الإمكانات.

وقد يكون معرض صاحبنا من مجموعة رسوم تخطيطية بدائية للزخارف الإسلامية أطلق عليها أرابيسك وفسيفساء، وكذلك بعض المطرزات اليدوية بالخرز والخيوط المذهبة والتي لا تبتعد كثيراً عن الأشغال اليدوية لبنات المدارس الابتدائية، وكل ذلك كان يشكل محاولة تستحق الاحترام، ولكن غير المحترم بالموضوع كلّه أن الفنان «العبقرينو» علق يافطة في وسط قاعة العرض عبارة عن إعلان ذكي موجه للسفراء والديبلوماسيين العرب يدعوهم فيه للإسراع بحجز الرسومات التي تعجبهم وذلك لأنه وللمرة الأولى في التاريخ البشري يكتشف فنان عربي فن الفسيفساء، ولم يسبق لأي من الحضارات القديمة العريقة مثل الرومانية والبيزنطية والإسلامية اكتشاف مثل هذا الفن، وأن ما هو معروض في متاحف العالم من فن الفسيفساء لا يرقى إلى مستوى فنه الأصيل، ولقد شطب الفنان المدعي تاريخ فن الفسيفساء وجعل الفنون الأخرى تنحني لعبقريته الفذة ولاكتشافه الرهيب الذي جعله فناناً للمرة الأولى في التاريخ، ودفعني للبحث عن باب الخروج من صالة العرض بعد أن أصبت بدوار يشبه دوار البحر، وهذه الحالة الغريبة أصابتني و«برأس عيالي» للمرة الأولى في التاريخ!!.



* كاتبة وفنانة تشكيلية

g_gallery1@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي