لتوفير حياة كريمة لأمهات الأيتام في دول البلقان

عمر الكندري: «زكاة سلوى» تمد يد العون لإغاثة 200 أرملة في ألبانيا

تصغير
تكبير
قال عضو مجلس الادارة، أمين الصندوق في لجنة زكاة سلوى عمر الكندري، ان «اللجنة لا تتوانى عن دعم ومساعدة المسلمين سواء كانوا داخل الكويت أم خارجها، وذلك انطلاقا من مبدأ التكافل الاجتماعي بين المسلمين لاعانتهم وانقاذهم من العوز والفقر والمرض والجهل واغاثتهم من النكبات والأزمات التي قد يتعرضون لها».

وأضاف الكندري، في حوار صحافي، ان «اللجنة تسعى لتنفيذ مشروع تأهيل الأرامل وأمهات الأيتام في ألبانيا، لتعليمهن مهنا وحرفا يستطعن من خلالها الانفاق على أبنائهن واعالة أسرهن»، داعيا أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء وذوي القلوب الرحيمة الى مد يد العون لهؤلاء الأرامل في دول البلقان وبالتحديد ألبانيا، لافتا الى أن كثيرات منهن في حاجة ماسة الى الدعم والمساعدة بسبب ظروف الفقر التي يعانين منها خصوصا بعد فقدانهن أزواجهن وتعرضهن لظروف اجتماعية صعبة، ولذا كان لزاما على لجنة زكاة سلوى تنفيذ المشروع لضمان حياة كريمة للأرامل وأسرهن... والى تفاصيل الحوار.



• لماذا مشروع تأهيل أمهات الأيتام والأرامل في ألبانيا؟

- بعد أن غاب عنها رفيق العمر، وخطفه من أمامها «طائر الموت»، عرفت أم الأيتام والأرملة طريق المعاناة، وهي تبحث فيه عن بادرة أمل تنتشلها من دوامة الحزن واليأس التي وقعت في حبائلها، وتسأل عن الطريق للخروج من حالتها التي جدت عليها، خصوصا أن لها أبناء ينتظرون العيش باطمئنان، فما ذنبهم ان كان القدر كتب لأمهم ولهم، أن يعيشوا أيتاما دون عائل، ولذلك أقدمت لجنة زكاة سلوى على تنفيذ مشروع تأهيل الأرامل وأمهات الأيتام، لعل الأرملة تجد في هذا المشروع ما يسد نسبة من جانب الفراغ التي باتت حياتها معرضة له، كي تستطيع أن تعول أسرتها، وأن تنفق على أبنائها، وأن توفر لهم حياة كريمة.

ونقوم بتنفيذ هذا المشروع من أجل العمل على مساعدة هؤلاء الأرامل على مواجهة أعباء الحياة، واعانتها لتأهيل نفسها لكي تستطيع أن تسد رمق جوع أبنائها وحمايتهم من العوز والفقر والحاجة والمرض والجهل، ولذا فان هذا المشروع يدعم التكافل الاجتماعي بين المسلمين خارج الكويت، مصداقا لقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواجد، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى».

• كيف جاءت فكرة هذا المشروع الخيري؟

- أود أن أوضح شيئا، ألا وهو أن المرأة الألبانية تعاني من شتى أنواع الضغط الاجتماعي بسبب الظروف التي تمر بها، ولا يقتصر الأمر على الجانب الاجتماعي، فالعديد من الحالات تعداها العامل النفسي، ولعل الأمر يزداد صعوبة وتتضح صورة المعاناة أكثر من خلال المرأة التي فقدت زوجها أو شريك حياتها، وترك لها أطفالا أيتاما، وباتت لديها مسؤوليات جسام مع مجتمع يعاني آثار حروب تاريخية، اضافة لفقد القدرة على المساعدة، ومع زيادة عدد النساء الأرامل وأمهات الأيتام، أصبحت هناك مشكلة واضحة تلقي بآثارها على البناء الأسري في ألبانيا ودول البلقان.

ويلاحظ، أن الاهتمام بهذه المشكلة لم يتعد حدود الاطروحات في لقاءات مشتركة لمنظمات المجتمع المدني، وكأنها مشكلة عابرة، حيث يقتصر التدخل على اعانة الأرامل وأيتامهم بما تجود به المؤسسات الخيرية من مساعدات، والتي غالبا ما تكون مرتبطة بتوفير دعم خارجي لهذه المؤسسات، ووجود فاعلي خير يرغبون في كفالة الأرامل والأيتام.

ومن منطلق الاحساس بالمعاناة، وفي ظل تزايد نسبة الأرامل في ألبانيا وتماشيا مع دور لجنة زكاة سلوى، التابعة لجمعية النجاة الخيرية، في اعانة الفقراء والايتام واغاثة الملهوفين وأعمالها المتعددة في تنفيذ مختلف المشاريع الخيرية، جاءت فكرة مشروع تأهيل أمهات الأيتام والأرامل، وهن اللائي يرغبن في أن يكن صاحبات حرف وأعمال تدر عليهن دخلا يسترهن من قساوة الحياة حتى يشب أطفالهن، ويضمن لهن الحياة الكريمة.

• ما المبررات والأسباب الداعية لتنفيذ المشروع؟

- عدم وجود مورد مالي لهؤلاء النساء، والعمل على اشعار اليتيم وأسرته بالأمان النفسي والاجتماعي، علاوة على الخوف على عرض النساء المسلمات وكرامتهن كونهن نساء عفيفات، فضلا عن مساهمة هذه الشريحة في تنمية المجتمع كأي شريحة أخرى.

• ما الأهداف التي يسعى المشروع لتحقيقها؟

- هناك عدة أهداف نسعى لتحقيقها من خلال مشروع الأرامل والأيتام، منها ايجاد دخل ثابت ومستمر للأرامل وأمهات الأيتام، وغرس الاحساس بالعزة في نفوس المحتاجين، بالاضافة الى تشجيع الأم لتحمل مسؤولية الأسرة، والعمل على كفاية الأسرة من الهموم المعيشية الضرورية وترغيب الانتاج لدى الأبناء ليصبحوا مثالا مشرفا، وتقديم الاعانة على تخطي العقبات والمعوقات في الزمن المقبل، وتدريب الأسرة كاملة على الجرأة في مواجهة المجتمع، وترسيخ مفهوم الجسد الواحد من خلال المشروع في الأمة الاسلامية، وأخيرا تحقيق الاستقرار الاجتماعي للأسر المستفيدة، من خلال رفع وتحسين المستوى الاقتصادي للأسرة.

• أين سيتم تنفيذ المشروع؟

- سوف يتم تنفيذ المشروع في دولتي ألبانيا وكوسوفو.

• ما الشريحة المستفيدة؟

- الأرامل وأسرهم، والأسر الفقيرة والمعدومة، بالاضافة الى الأيتام واعانتهم على تخطي عقبات معاناتهم.

• ما أهم البرامج والأنشطة المصاحبة للمشروع؟

- نحرص في المشروع على اقامة ورش العمل للخياطة، واقامة دورات تدريبية في الطبخ، بالاضافة الى اقامة دورات لصناعة المعجنات، علاوة على تنظيم دورات في فن التسويق للمنتجات، واقامة معارض لبيع المنتجات، والاشتراك بالمناسبات والأعياد لعمل دعاية للمشروع.

• ما النتائج المتوقعة من المشروع؟

- نتوقع أن يحقق المشروع، بفضل الله وكرمه، الاستقرار المعيشي للأسرة في دول البلقان، وكذلك العمل على اعداد الفتيات لأن يصبحن أمهات ناجحات، ونتوقع أن يحقق المشروع اكتساب مهارات حياتية تفيد الأرملة والأيتام في حياتهم المستقبلية، بالاضافة الى غرس قيمة العمل والانتاج في نفوس الشريحة المستهدفة، وزيادة دخل الأسرة، والتخفيف من المعاناة المعيشية لدى الأسر الفقيرة، بالاضافة الى اظهار صورة الاسلام الحسنة من خلال التكافل الاجتماعي المتحقق في هذا المشروع.

• ما تكلفة المشروع؟

- سيتكلف المشروع 10 آلاف دينار، للعمل على كفالة 200 أرملة وأم يتيم، وستتكلف كفالة الأرملة الواحدة 50 دينارا، ومن أراد أن يساهم بتأهيل 10 أرامل فان مساهمته تبلغ 500 دينار، ومن أراد أن يساهم في تبني نصف مشروع، فستكون مساهمته 5 آلاف دينار.

• ما الذي تأمله من خلال هذا المشروع؟

- نأمل، بفضل الله تعالى، تنفيذ مشروع تأهيل أمهات الأيتام والأرامل بألبانيا وكوسوفو لنحقق لهم الاكتفاء الذاتي، من مأكل ومشرب وملبس من خلال ايجاد حرفة لأم اليتامى والأرملة، حتى تصبح عفيفة لا تسأل الناس أعطوها او منعوها، ولذلك نناشد أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء وذوي القلوب الرحيمة في الكويت مد يد العون لدعم ومساندة اللجنة لأجل تنفيذ هذا المشروع.





الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي