الكتاب ترجمه إلى العربية الحسين خضيري

بروكس يفتتن بـ «زنوبيا» في... «فتيات صنعن تاريخا»

u063au0644u0627u0641 u0627u0644u0643u062au0627u0628
غلاف الكتاب
تصغير
تكبير
| القاهرة - من تامر الدريدي |

عن دار وعد للنشر والتوزيع في مصر صدر كتاب «فتيات صنعن تاريخا»، تأليف ألبريدج ستريتر بروكس وترجمة الشاعر والمترجم الحسين خضيري.

يعرض الكتاب لسير حياة اثنتي عشرة فتاة من اللواتي تركت أسماؤهن بصمة في تاريخ الإنسانية، من خلال سرد مواقفهن التي خلدتهن جميعا منهن: هيلينا البريطانية وبولتشيريا إسطنبولوإديث الإسكتلندية وإليزابيث تيودور، و ما- تا أوكا فتاة غابات فيرجينا، ويلفت المترجم نظرنا إلى افتتان المؤلف الأميركي بزنوبيا العربية ومواقفها وحرصه على ألا يترك فرصة خلال سرده الممتع إلا وذكرنا بمجدها القديم وعزتها الخالدة.

ويسرد الكاتب لنا قصة حياة زنوبيا والتي رفضت أن تخضع للرومان والفرس، وأيضا أن تقتل نفسها لدى هزيمتها في الحرب أمام الامبراطورية الرومانية، وأنها عندما هزمت مشت في موكب من قهرها وهي في كامل زينتها وعدتها الحربية. يصف المؤلف زنوبيا ويقول: «سمراء وقوية اللحظ وكانت الهيبة والجمال والعظمة تلوح على وجهها وكانت أسنانها بيضاء كاللؤلؤ وكان صوتها قويا وجهوريا وجسمها صحيحا سالما وكانت الابتسامات لا تفارقها، فعاشت بعظمة مقلدة ملوك الأكاسرة فكانت تضع العمامة على رأسها وتلبس ثوبا أرجوانيا مرصعا بالجواهر وكثيرا ما كانت تترك ذراعها مكشوفة».

ويكمل: «تثقفت بالثقافة الهيلينية وكانت تتكلم الآرامية وبعض اللاتينية والإغريقية والقبطية ولها اطلاع على تاريخ الشرق والغرب وتقرأ لهوميروس وأفلاطون، وألفت تاريخا عن الشرق ومصر وآسيا، لما قتل أذينة «عام267م» بطريقة غامضة، تولت المُلك باسم ابنها وهب اللات».

ولما ساءت العلاقات بينها وبين الامبراطور الروماني أرسل الامبراطور لها جيشه للاستيلاء على تدمر فهزمته، بعدها توجهت لمصر وكانت تابعة للرومان واحتلتها ومنعت حبوبها عن روما، وعززت علاقاتها التجارية مع الحبشة وجزيرة العرب، وتوسعت مملكتها حتى أصبحت من شواطئ البوسفور حتى النيل، وأطلقت عليها الامبراطورية الشرقية.

لكن الامبراطور الروماني أورليانوس حاول التفاوض معها لوقف زحف جيوشها مقابل الاعتراف بألقاب ابنها وامتيازاته، فضربت النقود في أنطاكية والإسكندرية عليها صورة «وهب اللات» على وجه وعلى الوجه الثاني صورة الامبراطور أورليانوس.

ثم أزالت من النقود صورة الامبراطور ونادت بالاستقلال الكامل عن روما، فقرر الامبراطور التنكيل بها وسحق الدولة التدمرية، فأرسل جيشا رومانيا بقيادة بروبوس إلى مصر سنة 271م، وجيشا آخر بقيادة الامبراطور أورليانوس نفسه توجه به إلى آسيا الصغرى ليلتقي الجيشان في تدمر، واحتل بروبوس مصر، وبلغ أورليانوس أنطاكية، فهزم زنوبيا هناك في معركة دامية، ما جعلها تنسحب لتدمر ليتعقبها أورليانوس حتى بلغا حمص، فدارت بينهما معارك شرسة، وانهزم جيشها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي