محمد صالح السبتي / واضح / العقول الصائمة
| محمد صالح السبتي |
دون أدنى تشاؤم إلا أن الحقيقة أننا كأمة إسلامية عربية ظلت عقولنا صائمة عن قوتها منذ مدة طويلة ولا تزال تواصل صيامها عن هذا القوت... القراءة والبحث وتمحيص الآراء والفكر النير هو غذاء العقول والأرواح وقد صمنا دهراً عن هذا الغذاء حتى غدت عقولنا ضعيفة هزيلة جوفاء من طول وشدة الصيام.
قد يأكل الإنسان أكلاً فاسداً أو مضراً فيتأذى جسمه بهذا الأكل وتظهر عليه علامات المرض أو الرفض التلقائي الذي يمارسه الجسم للأكل الفاسد ويبدأ التخلص منه... ونحن ان قمنا بعملية الأكل الروحاني والعقلي والفكري فإننا نأكل الفاسد من هذا الغذاء أو التافهه... نملأ عقولنا بما لا يفيدها ولا يشبع جوعها... إلا أن الفرق أننا لا نعرف علامات مرض الروح أو العقل كما نعرف علامات مرض الجسم أو رفضه للفاسد من الغذاء، ولذا تتشابه عندنا العقول والأرواح المريضة بالصحيحة ولا نستطيع التفرقة بينهما.
ليس عيباً ألا يكون لبعضنا ثقافة ولا اطلاع ولا جدول غذائي لروحه وعقله... العيب أننا ومع هذا الافتقار الغذائي الفكري فلا أحد منا على استعداد ليسمع غيره أو يستفيد منه... الكل يتكلم ويفتي ويجادل، العيب ألا نعترف بهذا الجوع العقلي وندعي «الشبع»... كلنا يتكلم ولا أحد يستمع.
الاستماع غير السماع... أن تستمع يعني أن تفتح عقلك لما تسمع وتستوعبه أولاً ثم تزنه بميزان العدل، إما أن تقبله وإما ترده باحترام ووعي... لكن العقول والأرواح الجوفاء لا قدرة لها على عملية الاستماع، الحال يشبه أن تطلب من انسان جائع ضعيف متهالك صحياً يشرف على السقوط أن يمارس الملاكمة!!!
كثير من الجدل واللغط الكبير الذي يصاحب ما يحدث عندنا بالكويت سواء كان سياسياً أو اجتماعياً أو غيره وحتى ما يقع في الدول الأخرى، سبب هذا الجدل لا الخلاف فقط في وجهات النظر بل عدم معرفة حقيقة الأمر لعدم الاطلاع أو القراءة لتفاصيل الموضوع... كثير منا بمجرد سماعه لأي خبر من أي مصدر ودون محاولة لمعرفة التفاصيل يبدأ الكلام مباشرة وإصدار الأحكام والجدل حولها!! لو تفحصت نقاشاتنا وجدلنا حول كثير من الأمور لوجدت أن غالبية من يتحدث «جائع فكرياً» خاوي معلومات تماماً... هذا سبب خلافاتنا في عمومها... والأدهى أنه ومع هذا الخواء الفكري يصاحبه جدل وتمسك بالرأي وعدم رغبة في الاستماع.
عقولنا صائمة... وما لم تفطر وتتغذى غذاء صحياً أو تعترف بجوعها الفكري وإلا فالحال هو الحال... لا تغيير.
@ LawyerModalsbti
دون أدنى تشاؤم إلا أن الحقيقة أننا كأمة إسلامية عربية ظلت عقولنا صائمة عن قوتها منذ مدة طويلة ولا تزال تواصل صيامها عن هذا القوت... القراءة والبحث وتمحيص الآراء والفكر النير هو غذاء العقول والأرواح وقد صمنا دهراً عن هذا الغذاء حتى غدت عقولنا ضعيفة هزيلة جوفاء من طول وشدة الصيام.
قد يأكل الإنسان أكلاً فاسداً أو مضراً فيتأذى جسمه بهذا الأكل وتظهر عليه علامات المرض أو الرفض التلقائي الذي يمارسه الجسم للأكل الفاسد ويبدأ التخلص منه... ونحن ان قمنا بعملية الأكل الروحاني والعقلي والفكري فإننا نأكل الفاسد من هذا الغذاء أو التافهه... نملأ عقولنا بما لا يفيدها ولا يشبع جوعها... إلا أن الفرق أننا لا نعرف علامات مرض الروح أو العقل كما نعرف علامات مرض الجسم أو رفضه للفاسد من الغذاء، ولذا تتشابه عندنا العقول والأرواح المريضة بالصحيحة ولا نستطيع التفرقة بينهما.
ليس عيباً ألا يكون لبعضنا ثقافة ولا اطلاع ولا جدول غذائي لروحه وعقله... العيب أننا ومع هذا الافتقار الغذائي الفكري فلا أحد منا على استعداد ليسمع غيره أو يستفيد منه... الكل يتكلم ويفتي ويجادل، العيب ألا نعترف بهذا الجوع العقلي وندعي «الشبع»... كلنا يتكلم ولا أحد يستمع.
الاستماع غير السماع... أن تستمع يعني أن تفتح عقلك لما تسمع وتستوعبه أولاً ثم تزنه بميزان العدل، إما أن تقبله وإما ترده باحترام ووعي... لكن العقول والأرواح الجوفاء لا قدرة لها على عملية الاستماع، الحال يشبه أن تطلب من انسان جائع ضعيف متهالك صحياً يشرف على السقوط أن يمارس الملاكمة!!!
كثير من الجدل واللغط الكبير الذي يصاحب ما يحدث عندنا بالكويت سواء كان سياسياً أو اجتماعياً أو غيره وحتى ما يقع في الدول الأخرى، سبب هذا الجدل لا الخلاف فقط في وجهات النظر بل عدم معرفة حقيقة الأمر لعدم الاطلاع أو القراءة لتفاصيل الموضوع... كثير منا بمجرد سماعه لأي خبر من أي مصدر ودون محاولة لمعرفة التفاصيل يبدأ الكلام مباشرة وإصدار الأحكام والجدل حولها!! لو تفحصت نقاشاتنا وجدلنا حول كثير من الأمور لوجدت أن غالبية من يتحدث «جائع فكرياً» خاوي معلومات تماماً... هذا سبب خلافاتنا في عمومها... والأدهى أنه ومع هذا الخواء الفكري يصاحبه جدل وتمسك بالرأي وعدم رغبة في الاستماع.
عقولنا صائمة... وما لم تفطر وتتغذى غذاء صحياً أو تعترف بجوعها الفكري وإلا فالحال هو الحال... لا تغيير.
@ LawyerModalsbti
