وقفة / ضيفنا يبحث عن جليس

عبدالرحمن الناهي


| بقلم عبدالرحمن الناهي |
كل عام وأنتم بخير مع حلول ضيفنا الكريم والعزيز على قلوب جميع المسلمين ونرجو من الله ان نمدحه ويمدحنا عند رحيله ونكون ممن يصوم نهاره ويقوم ليله **وإن كان هذا الشهر يعتب على الكثير من عندنا لان النوايا قد تغيرت عن الماضي فقديما كان رمضان يعني العبادة الخالصة دون النظر للامور الاخرى أما الان فارتبط بالمصالح الدنيوية فالتاجر ينظر اليه من باب تصريف بضاعته والمنتج الفني ينظر إليه من باب بيعه للمسلسلات وبعض اللجان التي تسمى خيريةمن باب تجميع الصدقات والنذور ثم توزع للقائمين عليها وهكذا هي بقية الأمور فكل صاحب منفعة منشغل بمنفعته وتارك الضيف يجلس بمفرده يبحث عن جليس ولاعزاء لشعراء الغزل والمدح في هذا الشهر لكساد بضاعتهم لان الجميع يتحرج من ذلك وحتى ان تواجدوا في الاعلام فلن يجدوا من يستمع او يقرأ إليهم حسب الفطرة الدينية طبعا، ولكن لا يعني ان الشعر ينتهي في رمضان بل ندعو شعراء النصح والامور الاجتماعية ومكارم الاخلاق أن يتواجدوا فهذا هو الوقت المناسب لنشر قصائدهم وإن كان هذا النوع من الشعر قد اختفى من الساحة الشعبية وكأنه مرتبط بالشعراء التقليديين كما يصفهم البعض وهناك قصور كبير من الشعراء في هذا الباب من الشعر وحتى إن طرقه البعض إلا انه لم يتميز به ولم يجدد به سواء في التراكيب اللغوية من حيث الجزالة والسهولة أو في الشكل والمضمون ومقياس العمق والسطحية حتى يطرب له المتلقي وحتما سيكون له جمهور يتابع من يبدع في هذا الباب فالنصح من مكارم الاخلاق.
مداعبات الشعراء
كان يطيب للشاعر حافظ إبراهيم» شاعر النيل» أن يداعب أحمد شوقي أمير الشعراء. وكان شوقي جارحا في رده على الدعابة ففي إحدى ليالي السمر أنشد حافظ إبراهيم بيتاً من الشعر ليستحث شوقي على الخروج عن رزانته المعهودة:
يقولون إن الشوق نار ولوعة
فما بال شوقي أصبح اليوم باردا
فرد عليه أحمد شوقي بأبيات موجعة قال في نهايتها:
وأودعت إنسانا وكلبا وديعة
فضيعها الإنسان والكلب حافظ
وفي موضع آخر، يُحكى بأن حافظ إبراهيم كان جالساً في حديقة داره بحلوان، ودخل عليه الأديب الساخر عبد العزيز البشري وبادره قائلاً: شفتك من بعيد فتصورتك «واحدة ست» فقال حافظ ابراهيم: والله يظهر انه نظرنا ضعف، أنا كمان شفتك، وأنت جاي افتكرتك «راجل»!
كل عام وأنتم بخير مع حلول ضيفنا الكريم والعزيز على قلوب جميع المسلمين ونرجو من الله ان نمدحه ويمدحنا عند رحيله ونكون ممن يصوم نهاره ويقوم ليله **وإن كان هذا الشهر يعتب على الكثير من عندنا لان النوايا قد تغيرت عن الماضي فقديما كان رمضان يعني العبادة الخالصة دون النظر للامور الاخرى أما الان فارتبط بالمصالح الدنيوية فالتاجر ينظر اليه من باب تصريف بضاعته والمنتج الفني ينظر إليه من باب بيعه للمسلسلات وبعض اللجان التي تسمى خيريةمن باب تجميع الصدقات والنذور ثم توزع للقائمين عليها وهكذا هي بقية الأمور فكل صاحب منفعة منشغل بمنفعته وتارك الضيف يجلس بمفرده يبحث عن جليس ولاعزاء لشعراء الغزل والمدح في هذا الشهر لكساد بضاعتهم لان الجميع يتحرج من ذلك وحتى ان تواجدوا في الاعلام فلن يجدوا من يستمع او يقرأ إليهم حسب الفطرة الدينية طبعا، ولكن لا يعني ان الشعر ينتهي في رمضان بل ندعو شعراء النصح والامور الاجتماعية ومكارم الاخلاق أن يتواجدوا فهذا هو الوقت المناسب لنشر قصائدهم وإن كان هذا النوع من الشعر قد اختفى من الساحة الشعبية وكأنه مرتبط بالشعراء التقليديين كما يصفهم البعض وهناك قصور كبير من الشعراء في هذا الباب من الشعر وحتى إن طرقه البعض إلا انه لم يتميز به ولم يجدد به سواء في التراكيب اللغوية من حيث الجزالة والسهولة أو في الشكل والمضمون ومقياس العمق والسطحية حتى يطرب له المتلقي وحتما سيكون له جمهور يتابع من يبدع في هذا الباب فالنصح من مكارم الاخلاق.
مداعبات الشعراء
كان يطيب للشاعر حافظ إبراهيم» شاعر النيل» أن يداعب أحمد شوقي أمير الشعراء. وكان شوقي جارحا في رده على الدعابة ففي إحدى ليالي السمر أنشد حافظ إبراهيم بيتاً من الشعر ليستحث شوقي على الخروج عن رزانته المعهودة:
يقولون إن الشوق نار ولوعة
فما بال شوقي أصبح اليوم باردا
فرد عليه أحمد شوقي بأبيات موجعة قال في نهايتها:
وأودعت إنسانا وكلبا وديعة
فضيعها الإنسان والكلب حافظ
وفي موضع آخر، يُحكى بأن حافظ إبراهيم كان جالساً في حديقة داره بحلوان، ودخل عليه الأديب الساخر عبد العزيز البشري وبادره قائلاً: شفتك من بعيد فتصورتك «واحدة ست» فقال حافظ ابراهيم: والله يظهر انه نظرنا ضعف، أنا كمان شفتك، وأنت جاي افتكرتك «راجل»!