نحو 30 ألفاً عبروا في 48 ساعة غداة بدء «معركة دمشق»

لبنان «يدقّ النفير» بعد «مدّ» الوافدين السوريين إليه

تصغير
تكبير
| بيروت ـ «الراي» |

دقّ لبنان «النفير» واستنفر كل طاقاته في محاولة لاستعاب «مدّ» النازحين السوريين الذين «تدفقوا» الى اراضيه مع بدء «معركة دمشق» لا سيما عبر بوابة المصنع الحدودية ومعابر برية اخرى، ما استدعى تحوُّل السلطات المعنية في بيروت اشبه بـ «خلية طوارئ» لمواكبة هذا الدفق غير المسبوق الذي بلغ في 48 ساعة نحو 30 الف نازح انضموا الى نحو 30 الفاً كانوا دخلوا لبنان منذ بدء الازمة السورية اي خلال 16 شهراً.

ففي حين كان لبنان يرصد التداعيات الامنية والسياسية لتفجير مقر الامن القومي في دمشق ومقتل أربعة من كبار أركان النظام السوري، الأمر الذي كان محور اتصال التعزية الذي أجراه رئيس الجمهورية ميشال سليمان بنظيره السوري بشار الأسد، اقتحمت «غزوة» النازحين السوريين المشهد اللبناني فارضة تحديات تتصل بمدى قدرة بيروت على استيعاب هذه الاعداد الكبيرة التي يتوقّع ان تزداد يوماً بعد آخر تبعاً لاشتداد المعارك في سورية خصوصاً في دمشق، علماً ان عدداً كبيراً من الذين دخلوا لبنان بين الاربعاء والخميس هم من ابناء الطبقة المتوسطة والميسورة الذين أتوا بسياراتهم.

واستدعت «موجة» النزوح هذه عقد اجتماع طارئ بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزيري الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور وشؤون المهجرين علاء الدين ترو للبحث في سبل مساعدة هؤلاء النازحين وإيوائهم إذا كان ثمة حاجة إلى ذلك، علماً أن معظم هؤلاء أفادوا أنهم جاؤوا للإقامة لدى أقارب لهم في لبنان.

وكشف أبو فاعور أنه بين السابعة من صباح الخميس وحتى الثالثة بعد الظهر عبر نحو 8500 شخص نتيجة الأحداث التي تحصل في دمشق ومحيطها ونتيجة المخاوف، متوقعاً أن يتضاعف هذا العدد في الأيام المقبلة، لافتاً إلى أن فرق عمل وزارة الشؤون أصبحت تعمل على الحدود مع المفوضية العليا للاجئين إضافة الى عدد من المنظمات الدولية، وأن ميقاتي أعطى توجيهاته إلى الهيئة العليا للإغاثة للقيام بواجباتها.

وفي حين لم يستبعد ابو فاعور امكان فتح عدد من المدارس لايواء النازحين موقتاً، لافتاً إلى «ان عددا كبيرا من النازحين السوريين الذين عبروا قالوا انهم لا يحتاجون إلى مساعدة ولديهم اقارب هنا، وقسم منهم لديه امكانات مادية ولا يحتاج إلى ان تهتم به الدولة»، اكد وزير التربية حسان دياب ان «هناك مدارس مقفلة سيتم فتحها لايواء النازحين من سورية»، مشدداً على ان «هذا الاجراء لن يؤثر على السنة الدراسية المقبلة».

ونُقل عن مصادر متابعة ان الاحصاءات والتقديرات التي اجريت لاعداد الوافدين السوريين الى لبنان منذ مساء الاربعاء حتى مساء الخميس، فاقت الـ 30 ألفاً اجتازوا بوابة المصنع وحدها، موضحة ان معظم النازحين وفدوا من العاصمة السورية تحديداً، الامر الذي عكس الوضع الكارثي الذي بدأت تشهده دمشق عقب تفجير مقر الامن القومي فيها وانفجار معارك «كر وفرّ» في شوارع العاصمة السورية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي