نصر الله أطلّ أمس وحوار 25 يوليو «في خطر»
«انفلاش» التحرّكات في الشارع يضع لبنان في «فوهة» المجهول


| بيروت - «الراي» |
ماذا وراء «انفلاش» التحركات الاحتجاجية في الشارع اللبناني من بوابةٍ «ظاهرةٍ» تتمثل في معاودة توقيف الضباط الثلاثة والعسكريين الثمانية في الجيش بملف مقتل الشيخيْن احمد عبد الواحد ومحمد مرعب على حاجز عسكري في عكار، وتفاعُل ملف المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان؟ وهل الاحتجاجات التي يقودها «التيار الوطني الحر» (بزعامة العماد ميشال عون) على الأرض ولاسيما في المناطق المسيحية هي فقط في اطار اقامة «توازن رعب» طائفي حول المؤسسة العسكرية في وجه ما يعتبره «التيار» محاولات لكسر هيبتها وتحويلها مكسر عصا من خلال ما عبّرت عنه حركة الاعتراض الواسعة في عكار «الخزان السني» في أعقاب اطلاق الضباط؟ وهل توقيت «الخطة المبرمجة» لقطع الطرق التي تتنقّل بين كسروان والمتن وبيروت يرتبط بعناوين محلية تتصل بالتوازنات الداخلية سواء بين قوى 14 و8 آذار او بين «ابناء البيت الحكومي» انفسهم، ام ان «وراء الاكمة» أبعاد أخرى تتصل بالازمة السورية التي يبدو انها دخلت في الساعات الماضي في «ربع الساعة الأخير»؟
هذه الأسئلة تشكّل «عيّنة» مما «يقلق» بيروت التي يبدو هذه الأيام وكأن «الصخب» الذي يعمّها، في الشارع وعلى المنابر، يكاد ان يحجب «هدير» التطورات الدراماتيكية المتسارعة في سورية التي لم تتغيّر «ثابتة» ان أزمتها وآفاقها تشكّل «المحرّك» الرئيسي للوضع اللبناني، في هذا الاتجاه او ذاك، ودائماً بين حدّيْن تراهما أوساط 14 آذار وهما اما محاولة فتح «دفرسوار» يتيح للنظام السوري استخدام «اوراق الاحتياط» الخارجية هجومياً لتعزيز «خطوط الدفاع» من حوله، واما السعي الى استباق «السقوط الحتمي» للنظام عبر ازالة «جدران الصدّ» الداخلية التي تحول دون امساك «حزب الله» (بحسب اوساط 14 آذار) بمفاصل اللعبة الداخلية.
وانطلاقاً من هذه المعطيات، ترى اوساط واسعة الاطلاع في 14 آذار لـ «الراي» ان «الضغط على الزرّ» في الاحتجاج العوني والتلويح بتمدُّده في الايام المقبلة كـ «بقعة الزيت»، وان كان في جانب منه يتصل بازاحة الانظار عن الانتصار البالغ الاهمية الذي حققته «القوات اللبنانية» وتحالف «ثورة الأرز» في انتخابات الكورة الفرعية، الا انه يبدو مرتبطاً بأمور أبعد من هذا التطور على اهميته.
وفي هذا الاطار، تبدي هذه الاوساط خشية من ان يكون ما يحصل هو من ضمن تنسيق بين عون و«حزب الله» يتفيأ مناخ التباينات «التكتيكية» الذي ظهّره زعيم «التيار الحر» مع الحزب كما يستظلّ بيئة الانفتاح التي تم ايجادها بين التيار ومسيحيي 14 آذار انطلاقاً من ملف المياومين، وذلك بهدف ايجاد شرخ سني - مسيحي يشكّل «خط تماس» طائفياً يمكن ان تدور عليه «معارك الآخرين» سواء في الخارج السوري الباحث عن «طوق نجاة» من مأزقه، او في الداخل اللبناني، ولاسيما «حزب الله»، الساعي الى «التحوّط» لانهيار نظام الرئيس بشار الاسد عبر تعزيز موقعه «على الأرض» وربما فرض «امر واقع» او وقائع، «بالفوضى» او «القوة» لا يهمّ، لا يمكن تجاهلها وتسمح لراعيه الاقليمي اي ايران بـ «استدراج» تفاوض معها من المجتمع الدولي حول ادارة الملف اللبناني في مرحلة ما بعد سقوط النظام السوري ولم لا على الطريقة العراقية، وذلك انطلاقاً من قاعدة لا يمكن الانطلاق منها «على البارد» وسبق ان تحدّث عنها الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله قبل فترة حين دعا الى مؤتمر تأسيسي.
كما تعرب الاوساط نفسها عن مخاوف من محاولة لـ «عزْل» الطائفة السنية، يتحوّط لها مسيحيو 14 آذار، وتحديداً مركز ثقل الاعتدال فيها الذي يشكّله «تيار المستقبل»، من خلال عمليات «استفزاز» تتخذ من عنوان الدفاع عن الجيش اللبناني غطاءً لتجييش مذهبي يفيد «التيار العوني» مسيحياً باحراج خصومه (المسيحيين) المتحالفين مع «المستقبل» كما يخدم «حزب الله» بشدّ أزر قواعده و«عصَبها» حول سلاحه الذي يصبح «في خطر» أكبر بعد سقوط النظام السوري.
وقد ارتسمت هذه الأبعاد بقوّة قبيل الكلمة التي ألقاها السيد نصر الله مساء امس امام الحشود الذتي تجمعت في الضاحية الجنوبية في الذكرى السادسة لحرب يوليو 2006 مع اسرائيل، والتي قارب فيها الواقع اللبناني بعناوينه «الساخنة» والملفات الاقليمية ولاسيما الوضع في سورية وتطوُّر الواقع البحريني.
وجاءت اطلالة نصر الله، غداة اتخاذ التحركات العونية الداعية الى اطلاق الضباط الثلاثة والعسكريين الموقوفين في ملف مقتل الشيخين في عكار بُعداً ميدانياً واسعاً أمس، مع قطع الطرق في العديد من المناطق. ولعل أكثر المشاهد بلاغة في التعبير عن حراجة الوضع تمثل في محاصرة موكب رئيس الجمهورية ميشال سليمان لوقت طويل على طريق نهر الموت، بعد مشاركة سليمان في افتتاح مبنى موسّع لمجمع (أ ب ث) في ضبيه، قبل أن يتم فتح الطريق لموكبه، بعد مناشدة العماد عون وتدخل الحرس الجمهوري مع المعتصمين المؤيدين لـ «التيار الحر»، الذين كانوا يحتجون بقطع هذا الطريق خلال عودتهم من التظاهرة التي نظموها امام مقر المحكمة العسكرية في محلة المتحف، وهو الامر الذي حصل ايضاً في بعبدا والحازمية وغيرها.
وفي حين أشارت تقارير الى حصول مشادات بين عدد من المواطنين والمتظاهرين وتعرض شخص لنوبة قلبية وهو عالق في سيارته، استوقف الدوائر السياسية رفع العماد عون سقف احتجاجه الكلامي اذ اكد انه كنائب «فوق كل السلطات» معتبرا انه «هو من يتحمل مسؤولية بقاء لبنان ومسيرته» على الرؤساء، مطالباً وزير الداخلية مروان شربل من دون ان يسميه بالاستقالة، ومتحدثاً عن وجود كحول ومشروبات روحية داخل السيارة التي قُتل فيها الشيخان عبد الواحد ومرعب على حاجز الكويخات، الامر الذي استدرج ردوداً عنيفة عليه من بعض نواب عكار، وسط مخاوف فعلية من انفلات الامور في الشارع.
وفيما بحث مجلس الوزراء الذي التأم عصر امس هذا الملف برمته، حيث شرح وزير الداخلية خطورة الوضع داعياً الى اجراءات جذرية تضع حداً للفلتان والتسيّب، استوقف الاوساط السياسية امس الاتصال الذي أجراه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع برئيس البرلمان نبيه بري حيث تتطرق الطرفان «الى آخر التطورات على الساحة اللبنانية ولاسيما مسألة قطع الطرق والفوضى المتنقلة بين المناطق وضرورة وضع حد لها نظراً لدقة وخطورة المرحلة التي يمر بها لبنان».
وبدا التواصل بين بري وجعجع ذات دلالات بالغة الأهمية ولا سيما في ظل «الحرب» الدائرة بين رئيس البرلمان والعماد عون في ملف المياومين والتي بلغت قبل ايام حد محاولة انهاء اعتصام هؤلاء في مؤسس كهرباء لبنان بقوة تظاهرة مضادة قادها احد كبار كوادر «التيار الحر» وتخللها تراشُق بالحجارة والشتائم من «العيار الثقيل» ومحاولة «توريط» القوات اللبنانية بهذا التحرك عبر الايحاء بمشاركتها فيه وهو الامر الذي سارعت الى نفيه.
كما توقّفت الدوائر المتابعة عند الزيارة التي قام بها امس قائد الجيش العماد جان قهوجي لرئيس الجمهورية على وقع «ايحاءات» من اطراف سياسيين في المعارضة بتغطية ما من المؤسسة العسكرية للتحركات الداعمة للجيش وهو الامر الذي نفته مصادر عسكرية، وذلك غداة البيان الشديد اللهجة الذي صدر عن قيادة الجيش واعلنت فيه «انها غير معنية بكل ما يجري من أمور تأييداً للجيش أو تعاطفاً معه»، مشيرة الى «نيات مبيتة للمؤسسة العسكرية لدى بعض النواب والمسؤولين السياسيين الذين يحرضون على الجيش ويشهرون ويجرحون بعدد من ضباطه وخصوصاً في حادثة الكويخات».
وأرخى مجمل هذا الوضع بظلال من الشك على مصير الجلسة الثالثة من الحوار الوطني بنسخته الرابعة التي تنعقد الثلاثاء المقبل في القصر الجمهوري برعاية رئيس الجمهورية. وفيما زار رئيس «كتلة المستقبل» فؤاد السنيورة امس سليمان وبحث معه في مجمل العناوين السياسية ولا سيما الحوار، بدا ان «طاولة القصر» تعرّضت لـ «نكسة» قوية مع اعلان رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد أن الحزب لا يريد البحث في استراتيجية دفاعية الآن «لأننا لا نزال في مرحلة التحرير»، وهو الامر الذي اعتبرت المعارضة انه نسف للحوار ولا سيما ان جلسة 25 يوليو مخصصة لعرض تصور الحزب ورؤيته للاستراتيجية الدفاعية، من دون اغفال المناخ الذي اشاعه تجدد محاولات الاغتيال لقادة في 14 آذار كان آخرهم النائب بطرس حرب بعد الدكتور جعجع من دون ان يدفع ذلك الى تسليم «داتا الاتصالات» الى التحقيق.
وكان النائب أحمد فتفت (من «المستقبل») ردّ على كلام العماد عون عن الشيخين فسأل قائد الجيش عن صحة المعلومات التي تتحدث عن أن هناك 250 مدنياً من أنصار «التيار الحر» يتدربون ضمن اللواء المجوقل، وهم من يقوم بقطع الطرق، فيما لفت زميله النائب معين المرعبي «ان العماد عون قائد مكسور ومكانه «العصفورية»، داعيا اياه ان «يبخر لسانه حين يتكلم عن الشيخين القتيلين وحذاءيهما بتسوى راسه».
وقد ردّ القيادي في «التيار الحر» أنطوان نصرالله معلنا «ان تيار «المستقبل» ورئيسه سعد الحريري يتحملان مسؤولية الكلام الصادر عن النائب المرعبي»، لافتا الى «أن الهدف من هذا الكلام اثارة النعرات الطائفية وادخال لبنان في أتون الحرب الأهلية من ضمن المشروع الذي يحمله «المستقبل». ورأى «أن الطائفة السنية اليوم سجينة الأفكار التي يحملها النائب المرعبي والشيخ أحمد الأسير وحزب «التحرير».
ماذا وراء «انفلاش» التحركات الاحتجاجية في الشارع اللبناني من بوابةٍ «ظاهرةٍ» تتمثل في معاودة توقيف الضباط الثلاثة والعسكريين الثمانية في الجيش بملف مقتل الشيخيْن احمد عبد الواحد ومحمد مرعب على حاجز عسكري في عكار، وتفاعُل ملف المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان؟ وهل الاحتجاجات التي يقودها «التيار الوطني الحر» (بزعامة العماد ميشال عون) على الأرض ولاسيما في المناطق المسيحية هي فقط في اطار اقامة «توازن رعب» طائفي حول المؤسسة العسكرية في وجه ما يعتبره «التيار» محاولات لكسر هيبتها وتحويلها مكسر عصا من خلال ما عبّرت عنه حركة الاعتراض الواسعة في عكار «الخزان السني» في أعقاب اطلاق الضباط؟ وهل توقيت «الخطة المبرمجة» لقطع الطرق التي تتنقّل بين كسروان والمتن وبيروت يرتبط بعناوين محلية تتصل بالتوازنات الداخلية سواء بين قوى 14 و8 آذار او بين «ابناء البيت الحكومي» انفسهم، ام ان «وراء الاكمة» أبعاد أخرى تتصل بالازمة السورية التي يبدو انها دخلت في الساعات الماضي في «ربع الساعة الأخير»؟
هذه الأسئلة تشكّل «عيّنة» مما «يقلق» بيروت التي يبدو هذه الأيام وكأن «الصخب» الذي يعمّها، في الشارع وعلى المنابر، يكاد ان يحجب «هدير» التطورات الدراماتيكية المتسارعة في سورية التي لم تتغيّر «ثابتة» ان أزمتها وآفاقها تشكّل «المحرّك» الرئيسي للوضع اللبناني، في هذا الاتجاه او ذاك، ودائماً بين حدّيْن تراهما أوساط 14 آذار وهما اما محاولة فتح «دفرسوار» يتيح للنظام السوري استخدام «اوراق الاحتياط» الخارجية هجومياً لتعزيز «خطوط الدفاع» من حوله، واما السعي الى استباق «السقوط الحتمي» للنظام عبر ازالة «جدران الصدّ» الداخلية التي تحول دون امساك «حزب الله» (بحسب اوساط 14 آذار) بمفاصل اللعبة الداخلية.
وانطلاقاً من هذه المعطيات، ترى اوساط واسعة الاطلاع في 14 آذار لـ «الراي» ان «الضغط على الزرّ» في الاحتجاج العوني والتلويح بتمدُّده في الايام المقبلة كـ «بقعة الزيت»، وان كان في جانب منه يتصل بازاحة الانظار عن الانتصار البالغ الاهمية الذي حققته «القوات اللبنانية» وتحالف «ثورة الأرز» في انتخابات الكورة الفرعية، الا انه يبدو مرتبطاً بأمور أبعد من هذا التطور على اهميته.
وفي هذا الاطار، تبدي هذه الاوساط خشية من ان يكون ما يحصل هو من ضمن تنسيق بين عون و«حزب الله» يتفيأ مناخ التباينات «التكتيكية» الذي ظهّره زعيم «التيار الحر» مع الحزب كما يستظلّ بيئة الانفتاح التي تم ايجادها بين التيار ومسيحيي 14 آذار انطلاقاً من ملف المياومين، وذلك بهدف ايجاد شرخ سني - مسيحي يشكّل «خط تماس» طائفياً يمكن ان تدور عليه «معارك الآخرين» سواء في الخارج السوري الباحث عن «طوق نجاة» من مأزقه، او في الداخل اللبناني، ولاسيما «حزب الله»، الساعي الى «التحوّط» لانهيار نظام الرئيس بشار الاسد عبر تعزيز موقعه «على الأرض» وربما فرض «امر واقع» او وقائع، «بالفوضى» او «القوة» لا يهمّ، لا يمكن تجاهلها وتسمح لراعيه الاقليمي اي ايران بـ «استدراج» تفاوض معها من المجتمع الدولي حول ادارة الملف اللبناني في مرحلة ما بعد سقوط النظام السوري ولم لا على الطريقة العراقية، وذلك انطلاقاً من قاعدة لا يمكن الانطلاق منها «على البارد» وسبق ان تحدّث عنها الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله قبل فترة حين دعا الى مؤتمر تأسيسي.
كما تعرب الاوساط نفسها عن مخاوف من محاولة لـ «عزْل» الطائفة السنية، يتحوّط لها مسيحيو 14 آذار، وتحديداً مركز ثقل الاعتدال فيها الذي يشكّله «تيار المستقبل»، من خلال عمليات «استفزاز» تتخذ من عنوان الدفاع عن الجيش اللبناني غطاءً لتجييش مذهبي يفيد «التيار العوني» مسيحياً باحراج خصومه (المسيحيين) المتحالفين مع «المستقبل» كما يخدم «حزب الله» بشدّ أزر قواعده و«عصَبها» حول سلاحه الذي يصبح «في خطر» أكبر بعد سقوط النظام السوري.
وقد ارتسمت هذه الأبعاد بقوّة قبيل الكلمة التي ألقاها السيد نصر الله مساء امس امام الحشود الذتي تجمعت في الضاحية الجنوبية في الذكرى السادسة لحرب يوليو 2006 مع اسرائيل، والتي قارب فيها الواقع اللبناني بعناوينه «الساخنة» والملفات الاقليمية ولاسيما الوضع في سورية وتطوُّر الواقع البحريني.
وجاءت اطلالة نصر الله، غداة اتخاذ التحركات العونية الداعية الى اطلاق الضباط الثلاثة والعسكريين الموقوفين في ملف مقتل الشيخين في عكار بُعداً ميدانياً واسعاً أمس، مع قطع الطرق في العديد من المناطق. ولعل أكثر المشاهد بلاغة في التعبير عن حراجة الوضع تمثل في محاصرة موكب رئيس الجمهورية ميشال سليمان لوقت طويل على طريق نهر الموت، بعد مشاركة سليمان في افتتاح مبنى موسّع لمجمع (أ ب ث) في ضبيه، قبل أن يتم فتح الطريق لموكبه، بعد مناشدة العماد عون وتدخل الحرس الجمهوري مع المعتصمين المؤيدين لـ «التيار الحر»، الذين كانوا يحتجون بقطع هذا الطريق خلال عودتهم من التظاهرة التي نظموها امام مقر المحكمة العسكرية في محلة المتحف، وهو الامر الذي حصل ايضاً في بعبدا والحازمية وغيرها.
وفي حين أشارت تقارير الى حصول مشادات بين عدد من المواطنين والمتظاهرين وتعرض شخص لنوبة قلبية وهو عالق في سيارته، استوقف الدوائر السياسية رفع العماد عون سقف احتجاجه الكلامي اذ اكد انه كنائب «فوق كل السلطات» معتبرا انه «هو من يتحمل مسؤولية بقاء لبنان ومسيرته» على الرؤساء، مطالباً وزير الداخلية مروان شربل من دون ان يسميه بالاستقالة، ومتحدثاً عن وجود كحول ومشروبات روحية داخل السيارة التي قُتل فيها الشيخان عبد الواحد ومرعب على حاجز الكويخات، الامر الذي استدرج ردوداً عنيفة عليه من بعض نواب عكار، وسط مخاوف فعلية من انفلات الامور في الشارع.
وفيما بحث مجلس الوزراء الذي التأم عصر امس هذا الملف برمته، حيث شرح وزير الداخلية خطورة الوضع داعياً الى اجراءات جذرية تضع حداً للفلتان والتسيّب، استوقف الاوساط السياسية امس الاتصال الذي أجراه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع برئيس البرلمان نبيه بري حيث تتطرق الطرفان «الى آخر التطورات على الساحة اللبنانية ولاسيما مسألة قطع الطرق والفوضى المتنقلة بين المناطق وضرورة وضع حد لها نظراً لدقة وخطورة المرحلة التي يمر بها لبنان».
وبدا التواصل بين بري وجعجع ذات دلالات بالغة الأهمية ولا سيما في ظل «الحرب» الدائرة بين رئيس البرلمان والعماد عون في ملف المياومين والتي بلغت قبل ايام حد محاولة انهاء اعتصام هؤلاء في مؤسس كهرباء لبنان بقوة تظاهرة مضادة قادها احد كبار كوادر «التيار الحر» وتخللها تراشُق بالحجارة والشتائم من «العيار الثقيل» ومحاولة «توريط» القوات اللبنانية بهذا التحرك عبر الايحاء بمشاركتها فيه وهو الامر الذي سارعت الى نفيه.
كما توقّفت الدوائر المتابعة عند الزيارة التي قام بها امس قائد الجيش العماد جان قهوجي لرئيس الجمهورية على وقع «ايحاءات» من اطراف سياسيين في المعارضة بتغطية ما من المؤسسة العسكرية للتحركات الداعمة للجيش وهو الامر الذي نفته مصادر عسكرية، وذلك غداة البيان الشديد اللهجة الذي صدر عن قيادة الجيش واعلنت فيه «انها غير معنية بكل ما يجري من أمور تأييداً للجيش أو تعاطفاً معه»، مشيرة الى «نيات مبيتة للمؤسسة العسكرية لدى بعض النواب والمسؤولين السياسيين الذين يحرضون على الجيش ويشهرون ويجرحون بعدد من ضباطه وخصوصاً في حادثة الكويخات».
وأرخى مجمل هذا الوضع بظلال من الشك على مصير الجلسة الثالثة من الحوار الوطني بنسخته الرابعة التي تنعقد الثلاثاء المقبل في القصر الجمهوري برعاية رئيس الجمهورية. وفيما زار رئيس «كتلة المستقبل» فؤاد السنيورة امس سليمان وبحث معه في مجمل العناوين السياسية ولا سيما الحوار، بدا ان «طاولة القصر» تعرّضت لـ «نكسة» قوية مع اعلان رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد أن الحزب لا يريد البحث في استراتيجية دفاعية الآن «لأننا لا نزال في مرحلة التحرير»، وهو الامر الذي اعتبرت المعارضة انه نسف للحوار ولا سيما ان جلسة 25 يوليو مخصصة لعرض تصور الحزب ورؤيته للاستراتيجية الدفاعية، من دون اغفال المناخ الذي اشاعه تجدد محاولات الاغتيال لقادة في 14 آذار كان آخرهم النائب بطرس حرب بعد الدكتور جعجع من دون ان يدفع ذلك الى تسليم «داتا الاتصالات» الى التحقيق.
وكان النائب أحمد فتفت (من «المستقبل») ردّ على كلام العماد عون عن الشيخين فسأل قائد الجيش عن صحة المعلومات التي تتحدث عن أن هناك 250 مدنياً من أنصار «التيار الحر» يتدربون ضمن اللواء المجوقل، وهم من يقوم بقطع الطرق، فيما لفت زميله النائب معين المرعبي «ان العماد عون قائد مكسور ومكانه «العصفورية»، داعيا اياه ان «يبخر لسانه حين يتكلم عن الشيخين القتيلين وحذاءيهما بتسوى راسه».
وقد ردّ القيادي في «التيار الحر» أنطوان نصرالله معلنا «ان تيار «المستقبل» ورئيسه سعد الحريري يتحملان مسؤولية الكلام الصادر عن النائب المرعبي»، لافتا الى «أن الهدف من هذا الكلام اثارة النعرات الطائفية وادخال لبنان في أتون الحرب الأهلية من ضمن المشروع الذي يحمله «المستقبل». ورأى «أن الطائفة السنية اليوم سجينة الأفكار التي يحملها النائب المرعبي والشيخ أحمد الأسير وحزب «التحرير».