«مستعدون لتنمية دول القارة ومطلوب قرارات جريئة لحل المشاكل»

مرسي: «الإسكندرية - كيب تاون» يطوي المسافات بين مصر وأفريقيا

تصغير
تكبير
| أديس أبابا - من صلاح مغاوري |
أكد الرئيس المصري محمد مرسي في كلمته للقمة الأفريقية التي بدأت أعمالها، أمس، في أديس أبابا، أن «مصر ملتزمة التواصل مع أشقائها الأفارقة في كل المجالات»، مشددا على التزام بلاده «دفع العمل الأفريقي المشترك في إطار الاتحاد الأفريقي ومن خلال الجهد الجماعي القائم لتأسيس منطقة تجارة حرة بين تجمعات الكوميسا والساداك وشرق أفريقيا».
وقال في كلمة في الجلسة الافتتاحية للقمة إنه «يتطلع لانتخاب رئيس وأعضاء المفوضية الأفريقية لمواجهة التحديات العاجلة والقيام بدورها بحكمة وكفاءة خلال المرحلة المقبلة». وأضاف إن «افريقيا شهدت خلال العام الماضي العديد من التطورات الإيجابية برز من بينها الانتفاضات الشعبية في شمالها وإجراء عمليات انتخابية برلمانية ورئاسية ناجحة في العديد من الدول الأفريقية، كما شهد العام الماضي العديد من الخطوات الملموسة على طريق تحقيق الديموقراطية وتدعيم أسس الحكم الرشيد».
وقال إن «أفريقيا قارة غنية بشعوبها ومواردها ولها إسهام وافر عبر التاريخ في تحقيق النمو والثراء العالمي، وإنه آن الأوان لأن تجني نصيبها العادل من ثمار ذلك، وإن الأزمة المالية والاقتصادية التي يشهدها النظام العالمي تبرز أن المعيار الحقيقي للنمو ليس تراكم رأس المال فقط وإنما تمكين الإنسان من التنمية وحماية حقوقه في حياة كريمة، وإن الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى إلى نظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة وإنسانية».
وأوضح أن «مصر بما لديها من خبرات وكوادر بشرية ومن مستثمرين ورجال أعمال على استعداد للمساهمة في بناء القدرات البشرية وفي عمليات تطوير البنية التحتية في الدول الأفريقية الشقيقة، كما ساهمت مصر بالفعل من خلال قطاعيها الحكومي والخاص في دعم الجهود القائمة على هذا الصعيد»، معربا عن أمله «في أن يتحول حلم محور الإسكندرية - كيب تاون إلى واقع ملموس كمؤشر على ذوبان المسافات والحواجز بين دول قارتنا».
وقال إنه «رغم أن العام الماضي شهد بالمثل ظهور العديد من التحديات التي واجهت دول أفريقية عدة شقيقة، فإن هذه التحديات أوضحت كذلك قدرة منظمتنا الأفريقية على التعامل مع الأزمات الطارئة والتطور الذي طرأ على منظومة السلم والأمن الأفريقية خلال السنوات القليلة الماضية».
وبدأت أعمال القمة الأفريقية الـ 19 تحت شعار «تعزيز التجارة البينية» ولمدة يومين، وبمشاركة عدد كبير من رؤساء الدول الأفريقية والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والامين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وترأس مرسي وفد مصر الذي ضم وزراء الخارجية محمد كامل عمرو والري والموارد المائية هشام قنديل ووزير الزراعة رضا إسماعيل ومساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية منى عمر ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الافريقي شريف نجيب وسفير مصر لدى إثيوبيا محمد فتحي إدريس ومدير شؤون الأمم المتحدة في وزارة الخارجية عمرو الشربيني.
وشارك في الجلسة الافتتاحية رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينج ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس السنغال ماكي سال، وعدد كبير آخر من الرؤساء الأفارقة ووزراء الخارجية.
وتناقش القمة التقارير للاجتماعات الوزارية التي نظمتها مفوضية الاتحاد الأفريقي الأشهر الستة الماضية، وتبحث توصيات المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي الذي اختتم أعماله قبل يومين واتخاذ قرارات في شأنها.
وتتركز مناقشات القمة على تعزيز التجارة البينية الأفريقية، استكمالا لتوصيات القمة الأخيرة يناير الماضي، كما تبحث، تقارير البرلمان الافريقي واللجنة الأفريقية لحقوق ورعاية الطفل والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للاتحاد والمجلس الاستشاري للاتحاد الأفريقي حول الفساد ولجنة الاتحاد الأفريقي حول القانون الدولي.
ووصل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى أديس أبابا في وقت سابق، وأجرى سلسلة لقاءات على هامش أعمال القمة مع قيادات الاتحاد الأفريقي والرؤساء الأفارقة والعرب في إطار الإعداد للقمة الأفريقية - العربية التي تعقد في الكويت العام المقبل.
وقال العربي إن «المطلوب من القمة أن تعمل على تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية للتغلب على مشاكلها وتنظر إلى الأمام»، معبرا عن اعتقاده بأن «هناك روحا طيبة للغاية لدى جميع الدول الأفريقية في حل مشاكل القارة».
وكانت القمة بدأت وسط إجراءات أمنية مشددة، وناقشت قضايا عدة ممهدة للقمة المقبلة، التي تستضيفها الكويت.
وخصصت قوات الأمن الإثيوبية فرقا خاصة لحماية مرسي الذي يزور إثيوبيا في أول زيارة لمسؤول على هذا المستوى، منذ محاولة اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك في التسعينات القرن الماضي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي