محمد صالح السبتي / واضح / الاحترام

تصغير
تكبير
| محمد صالح السبتي |

لا وجود لكلمة «الاحترام» في اللغة ولا في المعاجم ولم ترد حتى في النصوص الشرعية... وبعد بحث في معاجم اللغة وجدت أن الأقرب أنها مشتقة من «الحرمة» أو «الحرام» كأن تقول البلد الحرام أو البيت الحرام أو أن فلانة «محرمة» عليك وهكذا، اذاً الاحترام يعني أن تعترف وتقدر أن لهذا الشخص «حرمة».

اذاً «احترام» الانسان - أي انسان - تعني أن له «حرمة» يجب الا تنتهكها فهي «محرمة» لمجرد انسانيته بغض النظر عن دينه أو جنسه أو مذهبه أو آرائه.

واحترام الرأي الآخر يعني ألا تتجاوز «المحرّم» فرأي الانسان له احترام وحرمة لا يجوز التعدي عليها... حتى لو لم توافقها فحقك محفوظ في الانتقاد والرد وتخطيء الرأي الآخر دون تجاوز.

احترام الشرع... القوانين... القواعد العامة... الاشخاص... الدول... المعتقدات... الآراء... كل هذا يجب أن نفهمه ونعيه كما اشتقت هذه الكلمة من أصلها «الحرمة»، هذه الاشياء لها «حرمة» يجب أن تراعى.

نحن نستخدم هذه الكلمة على أنها نوع من الخلق الراقي الذي يجب أن يتمتع به الانسان تجاه نفسه أولاً وتجاه غيره ثانياً... لكننا لا نعيها بهذا المعنى الصحيح لها... منذ فترة وأنا كلما طرأت هذه الكلمة على بالي في موقف محدد أو ظهرت في جملة لي أو سمعتها من متحدث الا وبرز لي معناها الحقيقي فأنزله على الواقعة لأجد مفهوما جديدا ورائعا يسيطر على تفكيري تجاه هذا الحدث أو الموقف.

لو أعملنا هذا المصطلح «الاحترام» بهذا المفهوم في حياتنا السياسية والاجتماعية والعاطفية وفي علاقاتنا مع الغير لأصبح الوضع مختلفاً بلا شك.

جاءت الشرائع والقوانين لحفظ خمس ضرورات للانسان هي الدين والعقل والنفس والنسل والمال... وواجبنا تجاه هذه الضرورات هو الاحترام لآن لها حرمة لأنفسنا أولاً ولغيرنا ثانياً.

اليوم نحن نفتقد هذا المفهوم بهذا المعنى... خصوصا تجاه من يخالفنا الرأي... ومن ثم نفتقده تجاه أنفسنا... من لا يحترم غيره ويعي حرمته الفكرية أو البدنية فهو بلا شك لا يحترم نفسه.

 

@ LawyerModalsbti
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي